هل انتهى عصر تويتر؟!


أعلنت شركة «تويتر» في هذا الشهر عن مخطط لتسريح عدد كبير من موظفيها. لم يهتم بهذا الخبر إلا فئات معينة، والمستثمر في سوق تداول أسهم هذه الشركة. مستقبل تويتر كغيرها من الشركات التي تستثمر في مثل هذه المجالات ليس آمنا بدرجة كافية، ومعرض لتحديات كبيرة، فهي مهددة مع أي تغيير وظهور منافسة جديدة، والنجاح الذي تحقق لها بطفرة قلبت موازين الإعلام التقليدي، وما زال قائما ليس من السهل المحافظة عليه.




أعلنت شركة «تويتر» في هذا الشهر عن مخطط لتسريح عدد كبير من موظفيها. لم يهتم بهذا الخبر إلا فئات معينة، والمستثمر في سوق تداول أسهم هذه الشركة. مستقبل تويتر كغيرها من الشركات التي تستثمر في مثل هذه المجالات ليس آمنا بدرجة كافية، ومعرض لتحديات كبيرة، فهي مهددة مع أي تغيير وظهور منافسة جديدة، والنجاح الذي تحقق لها بطفرة قلبت موازين الإعلام التقليدي، وما زال قائما ليس من السهل المحافظة عليه.

وبعيدا عن مسألة الاستثمار ونجاحها السريع، فإن ما يهم منطقتنا في إدارة الرأي العام في المجتمع هو الدور التاريخي لـ»توتير» والذي أربك عدة مؤسسات عربية، وخلق واقعا جديدا، وأكد أن حكايتنا مع الانترنت ما زالت تنتظر.. ما هو غير متوقع في كل مرحلة، ففي اللحظة التي توهمنا بالسيطرة وتوجيه مرحلة المنتديات الانترنيتية واستيعابها، وجد الواقع العربي أنه أمام قصة أخرى أكثر تعقيدا. في حالتنا السعودية لـ»تويتر» قصة مكثفة في زمن قصير، هذا التطبيق الذي بدأ نائما قبل عام 2010، كيف أعاد ترتيب المشهد الالكتروني، وأثر على قائمة طويلة من وسائل الاتصال.

هل بدأ ينفض السامر عن «تويتر» وهل أخذت قمته التأثيرية على الرأي العام بالهبوط!؟ هل ما زال مثل هذا السؤال مبكرا بالرغم من ظهور بعض المتغيرات الجديدة؟ من يتابع «تويتر» عربيا، بالتأكيد لا يمكن مقارنته بالزخم الهائل الذي اندفع فجأة ما بين 2011 حتى 2013. فمنذ 2014 وحتى الآن أخذ حضوره نمطا مختلفا في شدته عن تلك الفترة الذهبية، لقد استفاد «تويتر» من الربيع العربي.. كما أن أحداث الربيع ذاتها تأثرت بقوة فيه، وساهم في نشاطه البركاني حينها، ولهذا قصة مليئة بالتفاصيل اليومية، واللحظات التاريخية التي صنعت هذا التأثير المتبادل حينها.

تاريخيا كثير من وسائل الإعلام العالمية استفادت من أحداث كبرى وحروب ومشكلات دولية وإقليمية في استقطاب أرقام ضخمة من المتابعين، مثل قناة «سي. إن. إن» مع معركة تحرير الكويت، وعندما ظهرت قناة «الجزيرة» في المنتصف الثاني من التسعينات كقناة إخبارية كانت هناك سخرية مكتومة، وأحيانا معلنة من بعض الإعلاميين العرب، وحكم عليها بأنها مشروع فاشل، بحجة أن المشاهد العربي لا يريد إلا ما هو ترفيهي، ولا يمكن أن ينجح هذا النوع من الإعلام.. وثرثرة طويلة حينها تعتبر أن فكرة قناة مختصة بالأخبار مجرد مغامرة! ومع أن القناة ظهر نجاحها منذ البداية إلا أن زخم 11 سبتمبر 2001 جعل للقناة حضورا عربيا وعالميا لافتا، وساعدها بأن تصبح جزءا أساسيا من حراك تلك المرحلة. وعندما ظهرت قناة «العربية» فإن الغزو الأمريكي للعراق سرع في حضورها في المشهد العربي، وأيضا مع تطورات سوق الأسهم السعودية ما بين 2005 و2006.

في الواقع ما زال «تويتر» هو الأكثر تأثيرا في مجتمعنا، وأهم سبب في تراجع زخمه الذي يحدث الآن، هو بسبب هدوء التطورات العربية السياسية وأخذها مسارا بطيئا في التغيير، حيث تحولت الأحداث إلى خبر يومي عادي. وكأي شيء في الواقع لا يمكن أن يستمر بريقه إلى ما لا نهاية. ومحليا تأثرت الكثير من أصوات هوامير تويتر الذين كان سقفهم النقدي مرتفعا.. بظهور العديد من ملامح المحاسبة لها، وأخذ التراجع ما يقارب عامين مع تفاصيل كثيرة.

ومع كل هذا فقد استمر نشاط «توتير» وأهميته للمتابع السعودي الذي يريد أن يعرف ما ذا يحدث وما هو الجديد؟ فأول ما يتم متابعته عند الأغلبية هو توتير عند أي خبر أو تطور جديد، لمعرفة أصدائه وأهميته، فيحكم من خلاله على الحدث، ومع كل مناسبة سياسية أو رياضية أو صراعات لحظية بسبب خبر هنا أو فضيحة هناك، ينشط توتير لعدة ساعات وقد يستمر أياما.

شهد عام 2015 حضورا لا فتا لتطبيق «سناب شات» وقد سحب جزءا من التأثير والمتابعة، لكنه كغيره من تطبيقات التواصل الاجتماعي لا يملك الكثير من مميزات وفعالية تطبيق «تويتر» وفي الواقع أنه مهما ضعف زخمه فإنه ما زال الأكثر جاذبية، ولا يبدو في الأفق أنه سينتهي إلا بوجود تطبيق أكثر فعالية منه، وتخدمه الظروف التاريخية كما خدمت توتير. واقعيا لقد أصبح الجميع في «تويتر» بما فيه المؤسسات الإعلامية التقليدية التي تشكو منه، والصحف والقنوات والسياسيون والتجار والمثقفون والوعاظ والرياضيون وكل الشرائح للوصول إلى الجمهور. وعندما نقارن «توتير» ببقية تطبيقات التواصل ووسائل الإعلام الأخرى. فإنه يبدو كالشارع الرئيس.. الذي تفتح على جنباته جميع المحلات لتسويق بضاعتها، فكل الذين لديهم وجود في تطبيقات أخرى، يسوقون أنفسهم عبر «تويتر» كاليوتيوب، والصحف والقنوات وغيرها، وأصبح الجميع يعرض بضاعته فيه من أخبار ومقالات شخصية وتعليقات وصور وفيديو.. وهذا سر فعالية هذا التطبيق، وصموده حتى إشعار آخر.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 24, 2015 06:41
No comments have been added yet.


عبد العزيز الخضر's Blog

عبد العزيز الخضر
عبد العزيز الخضر isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبد العزيز الخضر's blog with rss.