“الإسلام كرؤية للكون يرفض هذه الرؤية المادية البروميثية الفاوستية، فهو يدعو للتوازن بين الإنسان والكون، وينمي في الإنسان إحساسه بذاته الإنسانية وبمنظوماته الأخلاقية التي تخلق مسافة بينه وبين الطبيعة والمادة وتزوده برؤية تمكنه من رفض هذه الاستهلاكية التافهة الشرسة.
ولا تزال الشعوب الفقيرة في عالم الإسلام تجاهد هذا النظام العالمي الجديد والقديم.
ماهو سر عداء هذا النظام للإسلام، فلو أن الإسلام يدور حول بعض الشعائر ويركز جل اهتمامه على ختان الإناث (كما يدعي البعض) لقاء النظام العالمي الجديد بتشجيعه وتمويله.
والعالم العربي على أتم استعداد للتصالح و التعاون مع حكومات شمولية قاتلة ترفع لواء الشريعة الإسلامية علانية ولكنها تتبنی بشکل واع أو غير واع، رؤية للإنسان باعتباره كائنا اقتصاديا جسمانيا
وللعالم باعتباره غابة داروينية مادية.
ولكن النظام العالمي الجديد يعلم تمام العلم أن ثمة رؤية إسلامية إنسانية شاملة، أساسها الإيمان بالعدل، وأن هناك خطابا اسلامية جديدة مركبا إلى أقصى حد يؤكد ضرورة المساواة بين الرجل والمراة
وين أعضاء الأغلبية والأقلية، ويطرح رؤية مركبة للعدل الاجتماعي وللعلاقات الدولية، ويجند جماهيره ضد الاستهلاكية اللعينة.”
―
عبد الوهاب المسيري,
الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان