خطاب سلطة تلاعب النخب الرمز Quotes

Quotes tagged as "خطاب-سلطة-تلاعب-النخب-الرمز" Showing 1-4 of 4
Teun A. van Dijk
“إن السيطرة على الخطاب العام هي سيطرة على العقل العام، ومن ثم - بصورة غير مباشرة - سيطرة على ما يريده العامة وما يفعلونه، أي على إرادة الجمهور ونشاطه. ولا يحتاج المرء إلى الإكراه إذا كان قادراً على الإقناع والإغواء، والتلقين، أو إن كان بارعاً في التلاعب بالناس.

ووفقاً لذلك من الواجب تعريف النخب الرمزية اليوم - مثل السياسيين والصحفيين والكتّاب وأساتذة الجامعات والمعلمين والمحامين والموظفين البيروقراطيين، وجميع الذين لديهم مدخل خاص إلى الخطاب العام، أو مديري الأعمال القادرين بصورة غير مباشرة على السيطرة على هذا المنفذ، مثل أصحاب إمبراطوريات وسائل الإعلام - بأنهم أصحاب سلطة.”
Teun A. van Dijk, Discourse and Power

Teun A. van Dijk
“أما التضمين السياسي الآخر فهو اتهام المعارضة بالتناقض مع نفسها، فإذا كنت ضد إرهاب إيتا، يجب عليك - أيضا - الوقوف مع المعسكر الدولي في مكافحة الإرهاب الدولي، ونلحظ (...) أن أزنار يبيّن هذا التضمين الأخير بصورة أكثر وضوحا، عندما يلمح بأن الخطر يكمن في "عدم" اتخاذ أي فعل، وهنا يقوم أزنار بحركة استراتيجية معروفة ومثيرة للاهتمام لعكس الموقف، عند تأكيده في هذه الفقرة أن "السلم" في مثل هذا الوضع هو المشكلة الرئيسية، وليس "الإرهاب"، أي اللجوء إلى القوة بهدف توفير الأمان، ونلحظ - أيضا - أن موضوع التهديدات الإرهابية صار المبرر الرئيس الذي لا يحتاج إلى دليل آخر ولا يمكن الاعتراض عليه في أية مناسبة تتعلق بالحرب، وزيادة الإنفاق الدفاعي، والانخراط في الحرب أو للحد من حقوق الإنسان من أجل تعزيز الأمن في البلاد.

وعندما ضرب الإرهاب الدولي إسبانيا في مجزرة الحادي عشر من مايو/ آيار ومارس/ آذار من العام 2004، مخلفا 190 قتيلا في مذبحة قطار مدريد، بدا أزنار وكأنه قد تحصل على "الدليل" الذي يسعى إليه (وهو أن الإرهاب الدولي مرتبط بالإرهاب الداخلي في إسبانيا)، ومن المفارقات قيام أزنار مرة أخرى للأسباب المذكورة نفسها بدمج مفهوم ما يسمى بالإرهاب الإسلامي الدولي وإرهاب منظمة إيتا عندما أراد أن يجعل وسائل الإعلام والجمهور يعتقدون أن منظمة إيتا هي التي شنت هذا الهجوم، لسبب واضح جدا هو أن هذا الاعتقاد قد يعزز سياسة أزنار العدوانية ضد منظمة إيتا، وبذلك يحصل على كثير من الأصوات في الانتخابات ذلك العام، وبالرغم من ذلك أظهر الجمهور ووسائل الإعلام استياءهم من هذا التلاعب الواضح في قلب الحقائق، وحدث هذا قبل يومين من موعد الانتخابات العامة؛ مما تسبب في إقصائه من منصبه، وبعض النظر عن رد فعل الجمهور ووسائل الإعلام ما يمكننا استخلاصه من تضمينات أزنار السياسية لخطابه في الخامس من فبراير/ شباط من العام 2003 يعد أمرا بغاية الأهمية؛ إذ تبين لنا أن استراتيجية دعم السياسات الدولية باعتماد السياسات الداخلية، واستراتيجية الفوز بأصوات الناخبين على حساب نزع الشرعية من الخصوم السياسيين؛ هي استراتيجيات حاسمة، ولهذا السبب تهدف استراتيجية أزنار إلى الربط بين منظمة إيتا والتركيز على الأمن القومي، وضرورة شعور المواطنين بالأمن في آن واحد، ولهذا السبب أيضا هي الاستراتيجية ذاتها التي انتهجها بوش لإضفاء الشرعية الأمريكية ولإضفاء الشرعية على حربه ضد العراق.”
Teun A. van Dijk, Discourse and Power

فؤاد زكريا
“هذا الرجل (السادات) قد اخترناه جميعًا زعيمًا لهذا البلد، واختيار زعيم فيه تجسيد للشعب الذي اختاره، وبالتالي فإن كل ما يُقال عن هذا الزعيم يعتبر في حقيقته نيلًا من الشعب الذي اختاره.

قائل هذه الكلمات أستاذ كبير في القانون، في اجتماع للمجلس الأعلى للصحافة خصص لمناقشة كتاب هيكل، ونشرته جريدة «الأهرام» في ٢٩ أبريل ١٩٨٣م، والأساس الذي يُبنى عليه تفكير أستاذ القانون هو أن الحاكم تجسيد لبلده، ما دامت قد اختارته بإرادتها، ومن ثم فإن أي هجوم من هيكل أو غيره على السادات هو هجوم على مصر كلها.

هذا النوع من التفكير بلغ، في السنوات الأخيرة، من الانتشار حدًّا يُحتِّم علينا أن نتوقف طويلًا عنده، فما من أحدٍ منا إلا وتعرض مرارًا لتلك التجربة المثيرة والمستفزة، تجربة المناقشة مع شخص يؤكد أن أي نقد للحاكم، هو انتقاص من قدر بلاده، وأن الوطنية الحقة تحتم على المرء ألا يسيء إلى الحكام.

ولا شك أن عبارة أستاذ القانون، السابقة، هي تعبيرٌ نموذجي عن وجهة النظر هذه:
(أ)فهو يستخدم لفظ «الزعيم» مرتَين، وهي نفس الكلمة التي كان يطلقها النازيون على هتلر (الفوهرر)، والفاشيون على موسوليني (الدوتشي). وليس هذا استخدامًا اعتباطيًّا؛ إذ كان يمكنه أن يقول: الحاكم، أو رئيس الدولة، ولكن إصراره على لفظ «الزعيم» هو جزء لا يتجزأ من العقلية التي توحد على نحوٍ مطلق بين شخص الحاكم وبلده.
(ب)وهو يرى هذا الزعيم «تجسيدًا» للشعب، ولم يقل «رمزًا»؛ لأن الرمز لا يتعين أن يكون مشابهًا لما يرمز إليه (اللون الأخضر رمز لإمكان مرور السيارات مثلًا) بل تفصل بينهما مسافةٌ ما، أما التجسيد فهو اندماجٌ كامل، بل إن الزعيم يصبح في هذه الحالة «خلاصة» شعبه وأنقى تعبير عنه، وهذا يفترض، بطبيعة الحال، أن الشعب كتلةٌ متجانسة لا تمايز فيها، ولا اختلاف ولا تباين في الرأي أو الاتجاه، حتى يستطيع شخصٌ واحد أن يكون تجسيدًا له، ومن هنا فمن المؤكد أن الإنكليز، مثلًا لا بد أن يسخروا ممن يرى في «تاتشر» تجسيدًا لهم، إذ إنها حتى لو كانت تُجسِّد المحافظين، فماذا تقول عن العمال والأحرار؟ وفضلًا عن ذلك فإن الزعيم الذي يجسِّد شعبه هو، بحكم تعريفه، غير قابل للتغيير، وإلا فكيف نتصوَّر أن يتخلَّص شعب ممن يُجسِّده؟
(جـ)وأخيرًا، فإن أستاذ القانون الكبير يتحدَّث أربع مرات، في أقل من ثلاثة أسطر، عن «اختيار» الشعب للزعيم، وهكذا فإنه، بكل وقار القانون وهيبة الأستاذية، يعلن ثقته المطلقة وتصديقه الكامل لاستفتاءات ٩٩٫٩٪، ويرى فيها أساسًا يسمح للمرء بأن يقول باطمئنانٍ تام وبضميرٍ مستريح: «هذا الرجل قد اخترناه جميعًا.»
هذه الكوارث أو الفواجع الفكرية تتجمع كلها في أقل من ثلاثة أسطر، وتعبر بوضوحٍ صارخ عن تدني مستوى الوعي السياسي والاجتماعي، عند من يُفتَرض فيهم أن يكونوا معلمين ومرشدين لغيرهم في هذا الميدان، وهي في واقع الأمر أبلغ دليل على نوع العقول التي توحِّد بين الحاكم وبلده، وترفض أي نقد للحاكم، بحجة أن هذا النقد إهانة لوطنه ونيل منه.”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

Michel Foucault
“إن المذهب يحقّق إخضاعا مزدوجا: إخضاع الذوات المتكلمة للخطابات، وإخضاع الخطابات لجماعة الأفراد المتكلّمين، ولو كانت جماعة ضمنيّة على الأقل.”
Michel Foucault, El orden del discurso