
“ومن أفضل ما يأتيه الإنسان في حُبِّه التعفُّفُ وتركُ ركوب المعصية والفاحشة، وألَّا يرغب عن مُجازاة خالقه له بالنعيم في دار المقامة، وألَّا يعصيَ مولاه المتفضل عليه الذي جعله مكانًا وأهلًا لأمره ونهيه، وأرسل إليه رسله، وجعل كلامه ثابتًا لديه، عنايةً منه بنا وإحسانًا إلينا.
وإن من هام قلبُه وشُغل باله واشتد شوقه وعظُم وَجْده، ثم ظفر فرام هواه أن يغلب عقله وشهوته، وأن يقهر دينه.
ثم أقام العدل لنفسه حصنًا، وعلم أنها النفس الأمارة بالسوء، وذكَّرها بعقاب الله تعالى، وفكَّر في اجترائِه على خالقه وهو يراه، وحذَّرها من يوم المعاد والوقوف بين يدي الملك العزيز الشديد العقاب الرحمن الرحيم الذي لا يحتاج إلى بينة، ونظر بعين ضميره إلى انفراده عن كل مُدافع بحضرة علَّام الغيوب (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيم)
(مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) فكيف بمن طُوي قلبه على أحرَّ مِن جَمر الغضى، وطُوي كشْحُه على أحدَّ مِن السيف، وتجرَّع غصصًا أمَرَّ من الحنظل، وصرف نفسه كرهًا عما طمعت فيه، وتيقَّنت ببلوغه وتهيَّأت له ولم يَحُلْ دونها حائل، لحريٌّ أن يُسرَّ غدًا يوم البعث، ويكون من المقربين في دار الجزاء وعالم الخلود، وأنْ يأمنَ رَوعات القيامة وهَول المَطلع، وأن يُعوِّضه الله من هذه القَرحة الأمنَ يوم الحشر.
أَقْصَرَ عَنْ لَهْوِهِ وَعَنْ طَرَبِه - وَعَفَّ فِي حُبِّهِ وَفِي عُرَبِه
فَلَيْسَ شُرْبُ المُدَامِ هِمَّتَهُ - وَلَا اقْتِنَاصُ الظِّبَاءِ مِنْ أَرَبِه
قَدْ آنَ لِلْقَلْبِ أَنْ يُفِيقَ وَأَنْ - يُزِيلَ مَا قَدْ عَلَاهُ مِنْ حُجبِه
أَلْهَاهُ عَمَّا عَهِدْتُ يُعْجِبُه - خِيفَةُ يَوْم تُبْلَى السَّرَائِرُ بِه
يَا نَفْسُ جِدِّي وَشَمِّرِي وَدَعِي - عَنْكِ اتِّبَاعَ الهَوَى عَلَى لَغَبِه
وَسَارِعِي فِي النَّجَاةِ وَاجْتَهِدِي - سَاعِيَةً فِي الخَلَاصِ مِنْ كُرَبِه
.”
― طوق الحمامة في الألفة والألاف
وإن من هام قلبُه وشُغل باله واشتد شوقه وعظُم وَجْده، ثم ظفر فرام هواه أن يغلب عقله وشهوته، وأن يقهر دينه.
ثم أقام العدل لنفسه حصنًا، وعلم أنها النفس الأمارة بالسوء، وذكَّرها بعقاب الله تعالى، وفكَّر في اجترائِه على خالقه وهو يراه، وحذَّرها من يوم المعاد والوقوف بين يدي الملك العزيز الشديد العقاب الرحمن الرحيم الذي لا يحتاج إلى بينة، ونظر بعين ضميره إلى انفراده عن كل مُدافع بحضرة علَّام الغيوب (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيم)
(مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) فكيف بمن طُوي قلبه على أحرَّ مِن جَمر الغضى، وطُوي كشْحُه على أحدَّ مِن السيف، وتجرَّع غصصًا أمَرَّ من الحنظل، وصرف نفسه كرهًا عما طمعت فيه، وتيقَّنت ببلوغه وتهيَّأت له ولم يَحُلْ دونها حائل، لحريٌّ أن يُسرَّ غدًا يوم البعث، ويكون من المقربين في دار الجزاء وعالم الخلود، وأنْ يأمنَ رَوعات القيامة وهَول المَطلع، وأن يُعوِّضه الله من هذه القَرحة الأمنَ يوم الحشر.
أَقْصَرَ عَنْ لَهْوِهِ وَعَنْ طَرَبِه - وَعَفَّ فِي حُبِّهِ وَفِي عُرَبِه
فَلَيْسَ شُرْبُ المُدَامِ هِمَّتَهُ - وَلَا اقْتِنَاصُ الظِّبَاءِ مِنْ أَرَبِه
قَدْ آنَ لِلْقَلْبِ أَنْ يُفِيقَ وَأَنْ - يُزِيلَ مَا قَدْ عَلَاهُ مِنْ حُجبِه
أَلْهَاهُ عَمَّا عَهِدْتُ يُعْجِبُه - خِيفَةُ يَوْم تُبْلَى السَّرَائِرُ بِه
يَا نَفْسُ جِدِّي وَشَمِّرِي وَدَعِي - عَنْكِ اتِّبَاعَ الهَوَى عَلَى لَغَبِه
وَسَارِعِي فِي النَّجَاةِ وَاجْتَهِدِي - سَاعِيَةً فِي الخَلَاصِ مِنْ كُرَبِه
.”
― طوق الحمامة في الألفة والألاف

“نظرة عن كثب للحياة ،وإقبال الموت ...
قال أبو فهر محمود شاكر في كتابه الماتع ..(أباطيلٌ وأسمار)
" وينقطع نشيدِي ، ويبقى صداهُ في أُذُنيَّ ، وأنا على رأس الدرب واقفٌ أتلفت متى أُطعن ، وحيدًا ، غريبًا ، منفردًا عن ركب الغرباء الأول . أربعون سنة ، طُويت أيامها ولياليها ، كأسرع ما تفتح كتابا ، ثم تقرأ منه أسطرًا ، ثم تغلقه على دَفتيه ، وتبقى أحرفه تلوح في بيداء مُقفرة لا يَعمُرُها غير أشباحٍ تجولُ من الذكريات !
ولكن ... ولكن ما أشد عُنف الحياة بنا ! تُفني بعض المرء ، وتطالبه من فَورِه أن يزداد تعلقا بالبقاء، وإقبالًا على الاستكثار من اسبابه !! ما أقساها سائقًا لا يضع عصاه عن نَعَمِه ! هكذا عوَّدتنا ، فأين المهرب ؟ وإلى أين المفر ! فتغمَّد يا صديقي قسوة قلبي بعدك " :
ولا تُلزِمَنِّي ذَبُوب الزمان ، . . . فإيَّايَ سَاءَ ، وإيَّاي ضارّا (المتنبي)
-----------------
صـ 316 طبعة الخانجي”
― أباطيل وأسمار
قال أبو فهر محمود شاكر في كتابه الماتع ..(أباطيلٌ وأسمار)
" وينقطع نشيدِي ، ويبقى صداهُ في أُذُنيَّ ، وأنا على رأس الدرب واقفٌ أتلفت متى أُطعن ، وحيدًا ، غريبًا ، منفردًا عن ركب الغرباء الأول . أربعون سنة ، طُويت أيامها ولياليها ، كأسرع ما تفتح كتابا ، ثم تقرأ منه أسطرًا ، ثم تغلقه على دَفتيه ، وتبقى أحرفه تلوح في بيداء مُقفرة لا يَعمُرُها غير أشباحٍ تجولُ من الذكريات !
ولكن ... ولكن ما أشد عُنف الحياة بنا ! تُفني بعض المرء ، وتطالبه من فَورِه أن يزداد تعلقا بالبقاء، وإقبالًا على الاستكثار من اسبابه !! ما أقساها سائقًا لا يضع عصاه عن نَعَمِه ! هكذا عوَّدتنا ، فأين المهرب ؟ وإلى أين المفر ! فتغمَّد يا صديقي قسوة قلبي بعدك " :
ولا تُلزِمَنِّي ذَبُوب الزمان ، . . . فإيَّايَ سَاءَ ، وإيَّاي ضارّا (المتنبي)
-----------------
صـ 316 طبعة الخانجي”
― أباطيل وأسمار

“- من للمحب ومن يعينه ... والحبُ أهنأه حزينه
أنا عرفتُ سوى قساوته ... فقولوا كيف لينُه ؟
إن يُقض دين ذوى الهوى ... فأنا الذى بَقيت دُيُونه
قلبى هو الذهب الكريم ... فلا يُفارقه رنينه
قلبى هو الألماس يُعرفُ ... من أشعته ثمينُه
قلبى يُحب وإنما ... أخلاقه فيه ودينُه
يامن يُحب حبيبه ... وبظنه أمسى يُهينه
وتعف منه ظواهرُ ... لكنه نَجِسُ يقينه
كالقبر غطته الزهورُ ... وتحته عفنُ دَفينه
ماذا يكون هواك لو ... كل الذى تهوى يكونُه
دع فى ظنونك مَوضعا ... إن الحبيب له ظنونه
وخذ الجميل لكى تزينَ ... الحسنَ فيه بما يزينه
إن تنقلب لص العفاف ... لمن تحب فمن أمينُه؟
ما لذُة القلب المدَله ... لا يطول به حنينه ؟
ما لذة العقل المُحب ... ولم يُجننه جنونه
الحب سجدةُ عابد ... ما أرضه إلا جبينه
الحب أفقُ طاهر ... ما أن يدنسه خثونة
أفقُ الملائك نفسهُ ... فى الَبدءكان له لَعينه
ويلى على متدلل ... ما تنقضى عنى فنونه
كيف السلُو وفى فؤادى ... لاتفارقنى عيونه؟”
― السحاب الأحمر
أنا عرفتُ سوى قساوته ... فقولوا كيف لينُه ؟
إن يُقض دين ذوى الهوى ... فأنا الذى بَقيت دُيُونه
قلبى هو الذهب الكريم ... فلا يُفارقه رنينه
قلبى هو الألماس يُعرفُ ... من أشعته ثمينُه
قلبى يُحب وإنما ... أخلاقه فيه ودينُه
يامن يُحب حبيبه ... وبظنه أمسى يُهينه
وتعف منه ظواهرُ ... لكنه نَجِسُ يقينه
كالقبر غطته الزهورُ ... وتحته عفنُ دَفينه
ماذا يكون هواك لو ... كل الذى تهوى يكونُه
دع فى ظنونك مَوضعا ... إن الحبيب له ظنونه
وخذ الجميل لكى تزينَ ... الحسنَ فيه بما يزينه
إن تنقلب لص العفاف ... لمن تحب فمن أمينُه؟
ما لذُة القلب المدَله ... لا يطول به حنينه ؟
ما لذة العقل المُحب ... ولم يُجننه جنونه
الحب سجدةُ عابد ... ما أرضه إلا جبينه
الحب أفقُ طاهر ... ما أن يدنسه خثونة
أفقُ الملائك نفسهُ ... فى الَبدءكان له لَعينه
ويلى على متدلل ... ما تنقضى عنى فنونه
كيف السلُو وفى فؤادى ... لاتفارقنى عيونه؟”
― السحاب الأحمر

“إنّ القليل من الفلسفة (العلم) ينزع بعقل الإنسان إلى الإلحاد ولكن التعمق فيها ينتهي بعقول الناس إلى الإيمان”
―
―
سلمى’s 2024 Year in Books
Take a look at سلمى’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
More friends…
Favorite Genres
Polls voted on by سلمى
Lists liked by سلمى