عن عبث اللي مش دولة




الدولة اللي مش دولة قررت ترفع الدعم تدريجيا عن المواطن علشان مفشوخين ف أفكارهم والميزانية مخرمة وبدل مايعدلوا المايلة قرروا يقللوا الفلوس اللي بتتصرف علي الشعب (بحجة إنه مش من حقهم بالمناسبة). طيب خلونا نشوف هو الدعم ده حقنا ولا لأ.
يعني إيه دعم في الأساس؟ الدعم ده بيبقي بطريقتين، نقدي وسلعي. النقدي ده بيبقي إن الدولة بتحددلك مبلغ مالي بطريقة ما تشتري بيه شوية سلع معينة بسعرها الحر وبالتالي مش هتكون دفعت كل تمنها من مرتبك، وده اللي كانوا بيقترحوا يعملوه. السلعي بيبقي إنها بتوفرلك شوية سلع أساسية بثمن أقل والدولة بتتحمل بقية التكلفة عنك.
طيب ليه الدعم؟ ببساطة، الدعم ده بيكون بسبب إن فيه دولة معرصة وشوية سياسيين ومنتفعين ورجال أعمال معرصين خربوها وقعدوا علي تلها وودوا البلد في ستين داهية، الناس دي فشخت الناتج المحلي وفشخت الدخل القومي، ف قيمة الجنيه قلت بالنسبة للعملات الأخري. وبالتالي بيبقي السلعة اللي كانت بدولار من كام سنة وكان سعر الدولار 5.5 جنيه، دلوقتي لو نفس الحاجة بنفس تمنها بالدولار هيبقي تمنها 7 جنيه أو أكتر. انت بتقبض بالجنيه، يعني ببساطة الأسعار غليت عليك، مع غلو آخر بسبب توابع الكارثة الاقتصادية العالمية. وانت مرتبك زي ما هو. ف الدولة علشان تحسن مظهرها وتقلل شكلها المعرص قدام المواطن قررت تتحمل جزء من الفارق من ال 5.5 لل 7 ده. بس التعريص استمر، والفشل استمر، وتحملهم عن كاهل المواطن زاد تدريجيا لدرجة أصبحوا مايعرفوش يستمروا فيها.
إيه اللي المفروض كان يحصل؟ المفروض كانت الدولة المعرصة تتصرف وتزود الدخول بحيث يكون متوسط الدخل للمواطن المصري بصفة عامة (مش العاملين في الجهات الحكومية بس، لأ، حتي المقعدين والبطالة الصريحة والمقنعة) يكون متوسط الدخول قريب أو مساوي لمتوسط الدخل العالمي علشان يعرف المواطن يتحمل السعر العالمي. يعني من الآخر يكون بالنسباله جزمة ب 60 دولار مش مشكلة علشان هيقبض بالجنيه اللي يخليه باصص للدولار البصة اللي المواطن الأمريكي بيبصلها. طبعا ده مابيحصلش، وماظنش إنه هيحصل في أي وقت قريب.
إيه اللي حصل؟ الدولة اللي مش دولة قالت هو احنا لسة هندفع فلوس علشان نزودهم؟ فكك يا عم، ارفع جزء من الدعم فجأة عنهم وافشخهم ف أفكارهم من كل حتة، هوبا الغاز، هوبا الكهربا، هوبا السجاير، هوبا الوقود، هوبا المواد الغذائية اللي هتتأثر بالوقود. سبعتلاف صفعة علي سهوة. وخلال 3 أيام، المواطن المصري بقي فعلا مش عاوز يحسبها، علشان مهما هيحسب هتفضل مخرمة.
إيه الوضع؟ الحالة وسخة، وسخة كتير، علي رأي تانيا صالح. مافيش وصف آخر يا بيه. احنا نروح نموت ونروح لرب رحيم.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 06, 2014 17:11
No comments have been added yet.