القراءة في ظل الحرب ـ مشاركة
القراءة في ظل الحرب ـ مشاركة: د.علياء الداية
"في أوقات الحروب تتغير الأولويات، فيصبح تأمين المعيشة اليومية والخدمات، ومن ثم محاولة البقاء في حالة أمان، في مقدمة ما يشغل الناس. ولذلك فإن القراءة تتأثر بشكل مباشر بشدة الحاجة إلى هذين الجانبين، وتتأثر أيضاً بموارد الطاقة المصاحبة لها، فهل تقرأ على ضوء الشموع، أم بواسطة شاشات إلكترونية يستمر شحنها لوقت محدود؟ من جهة أخرى يتنوع تفاعل الناس عموماً مع مفهوم القراءة أثناء الحروب، بعضهم لم يكن من هواة القراءة، لكنه مع توافر الوقت الطويل وافتقاده الأجواء الآمنة أو فرص العمل اتجه نحو القراءة وأتاحت له زاداً معرفياً جديداً غير مكتشف سابقاً، يساعد في ذلك توافر الكتب الإلكترونية. وعلى العكس ثمة من شغله ازدياد المسؤوليات والهموم عن إيجاد وقت مناسب ومريح للقراءة، فتراجع اهتمامه بها.
الاهتمام بأدب الحروب المؤثر بالنسبة إليّ أو إلى جيلنا بشكل عام ترافق مع موجتين، بعد حربي الخليج الثانية والثالثة، ومن المفارقة أنّ تعرضنا منذ سنوات قليلة لتأثير الحرب ومعايشتها المباشرة، ركن هذه التجارب القرائية جانباً، لصالح نماذج وموضوعات مختلفة. قراءة الروايات لم تعد كسابق عهدها، تراجع حضورها، بسبب حاجتها إلى توفير وقت متصل ومريح، بالإضافة إلى الحيرة الوجدانية المصاحبة لها، فتصوير الرواية للفجائع والأحزان يُثقل على القارئ، وتصويرها للفرح والحب والحياة الطبيعية يجعل أقل ما يشعر به هو الغبطة تجاه شخصيات الرواية.
يمكن تقسيم المرحلة المعيشة من الحروب إلى ثلاثة أقسام متتالية، الثلث الأول كان اتجاهي فيه إلى قراءة الشعر، العربي المعاصر، والمترجم، والعربي القديم، فالشعر يقدّم مادة مكثفة من الحياة ومشاعر مركّزة. أما الثلث الثاني، فكانت القراءات في كتب التنمية الذاتية والإدارة، والميثولوجيا، والقصص القصيرة، وكتب الاختيارات العربية القديمة. يجمع بين هذين الثلثين إمكانية انقطاع القراءة أو تقسيمها بحسب الحالات الطارئة التي تفرضها الحرب، كالتعرض للأخطار أو توقف موارد الطاقة، والعودة للقراءة في أي وقت آخر. أما الثلث الأخير، فأتجه فيه إلى كتب الفلسفة، والعلوم والفضاء، وما يهتم بجماليات المكان وفنون التصميم، في خطوة تحاول فهم الواقع وتأمله من زوايا عدة."
رابط صفحة الملف :
https://www.alaraby.co.uk/diffah/here...
"في أوقات الحروب تتغير الأولويات، فيصبح تأمين المعيشة اليومية والخدمات، ومن ثم محاولة البقاء في حالة أمان، في مقدمة ما يشغل الناس. ولذلك فإن القراءة تتأثر بشكل مباشر بشدة الحاجة إلى هذين الجانبين، وتتأثر أيضاً بموارد الطاقة المصاحبة لها، فهل تقرأ على ضوء الشموع، أم بواسطة شاشات إلكترونية يستمر شحنها لوقت محدود؟ من جهة أخرى يتنوع تفاعل الناس عموماً مع مفهوم القراءة أثناء الحروب، بعضهم لم يكن من هواة القراءة، لكنه مع توافر الوقت الطويل وافتقاده الأجواء الآمنة أو فرص العمل اتجه نحو القراءة وأتاحت له زاداً معرفياً جديداً غير مكتشف سابقاً، يساعد في ذلك توافر الكتب الإلكترونية. وعلى العكس ثمة من شغله ازدياد المسؤوليات والهموم عن إيجاد وقت مناسب ومريح للقراءة، فتراجع اهتمامه بها.
الاهتمام بأدب الحروب المؤثر بالنسبة إليّ أو إلى جيلنا بشكل عام ترافق مع موجتين، بعد حربي الخليج الثانية والثالثة، ومن المفارقة أنّ تعرضنا منذ سنوات قليلة لتأثير الحرب ومعايشتها المباشرة، ركن هذه التجارب القرائية جانباً، لصالح نماذج وموضوعات مختلفة. قراءة الروايات لم تعد كسابق عهدها، تراجع حضورها، بسبب حاجتها إلى توفير وقت متصل ومريح، بالإضافة إلى الحيرة الوجدانية المصاحبة لها، فتصوير الرواية للفجائع والأحزان يُثقل على القارئ، وتصويرها للفرح والحب والحياة الطبيعية يجعل أقل ما يشعر به هو الغبطة تجاه شخصيات الرواية.
يمكن تقسيم المرحلة المعيشة من الحروب إلى ثلاثة أقسام متتالية، الثلث الأول كان اتجاهي فيه إلى قراءة الشعر، العربي المعاصر، والمترجم، والعربي القديم، فالشعر يقدّم مادة مكثفة من الحياة ومشاعر مركّزة. أما الثلث الثاني، فكانت القراءات في كتب التنمية الذاتية والإدارة، والميثولوجيا، والقصص القصيرة، وكتب الاختيارات العربية القديمة. يجمع بين هذين الثلثين إمكانية انقطاع القراءة أو تقسيمها بحسب الحالات الطارئة التي تفرضها الحرب، كالتعرض للأخطار أو توقف موارد الطاقة، والعودة للقراءة في أي وقت آخر. أما الثلث الأخير، فأتجه فيه إلى كتب الفلسفة، والعلوم والفضاء، وما يهتم بجماليات المكان وفنون التصميم، في خطوة تحاول فهم الواقع وتأمله من زوايا عدة."
رابط صفحة الملف :
https://www.alaraby.co.uk/diffah/here...
Published on April 23, 2017 09:53
•
Tags:
الحرب-القراءة-كتب-رواية
No comments have been added yet.
علياء الداية's Blog
- علياء الداية's profile
- 778 followers
علياء الداية isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.
