البيضة الغريبة ـ قصة مترجمة للأطفال
"البَيضةُ الغريبة"
قصّة: جودي ماك إيوين
ترجمة: د.علياء الدّاية
«مَن هُناك؟» تساءلتِ البومةُ، وقد سَمِعَت صوتاً غريباً في الغابة، فاستيقظَتْ من قَيلولة الظّهيرة. ومن مكانها على غُصنِ الشَّجرةِ نظرَتْ حولها، ثمَّ حطّتْ على الأرض، إنَّها بيضةٌ كبيرةٌ بيضاء!...
«لمن هذه البيضة؟» صاحَتِ البومة. حدَّق الخُلدُ بعينيه الصَّغيرتين، وقد أطلَّ برأسِه من التُّراب، ثمَّ قال: «قد تكونُ هذه البيضةُ لي». وقبل أن تتكلَّم البومةُ، كان الأرنبُ قد قفز وصار إلى جوارِهما، وقال: «لا، إنَّها بيضتي أنا». فقالت لهما البومة: «ما هذا الكلام أيُّها الصَّديقان؟ الخلدُ والأرنبُ لا يبيضان». «لمن هي إذاً، يا تُرى؟» تساءلتِ الحيواناتُ الثَّلاثة.
كان الضِّفْدعُ جالساً على صخرةٍ في المستنقع، فأخذ يقفزُ مِن مكانٍ إلى آخرَ حتَّى اقتربَ، وصارَ يُحدِّقُ في البيضةِ بعينيه الجاحظتين، ثمَّ قال: «هذه البيضةُ لي!» نظرَتِ البومةُ إلى الضفدع، وقالتْ: «أيُّها الضِّفدعُ، صحيحٌ أنَّ الضفادعَ تبيضُ، ولكنَّ بُيوضَها صغيرةٌ جدّاً، وليست كبيرةً وضخمةً كهذه! إنَّها ليست لك.» ألقى الضِّفدعُ نظراتٍ فاحصةً على البيضة، واعترفَ بأنَّها ليست له.
وهنا، نزَلَ السّنجابُ سريعاً مِن وَكرهِ في جذع الشَّجرة، وبدأ يتقافزُ حولَ البيضةِ صائحاً: «إنَّها لي أنا، لي، لي، أنا، أنا!»، فقالت له البومةُ: «اهدأ أيُّها السّنجابُ، تكاد البيضةُ تكون في مثل حجمِك، والسَّناجبُ تَلِد ولا تبيض!» تَمتَمَ السّنجابُ: «هذا صحيحٌ. هذه ليست بيضتي»، ثمَّ هَرْوَلَ بسُرعةٍ، وتسلَّقَ جذعَ الشَّجرة عائداً إلى بيته.
كان الغُرَيْرُ ذو الفراءِ الكثيفِ والمخالبِ الحادَّةِ قد خرجَ من جُحْرِه تحت الأرض، وأخذ يتجوَّلُ كعادته كُلَّ مساء، يبحثُ عن طعامهِ المُفضَّل (البيض): «يا لها مِنْ وجبةٍ شهيَّة! نعم، هذه البيضةُ لي، وسوفَ ألتَهِمُها».
«كلَّا، توقَّفْ!» صاحتِ الحيواناتُ بصوتٍ واحد: «هذه البيضةُ ليست لك!»
وفجأةً، بدأ جدارُ البيضةِ يَتشقَّقُ، وصوتُ النَّقرِ مِن داخلها يرتفعُ، خافَتِ الحيواناتُ، وسُرعانَ ما حطَّت أُنثى النَّسر إلى جانبِ البيضةِ، وصاحتْ: «إيـَّاكم أن تلمسُوها، إنَّها بيضتي أنا. سَمِعتُ نداءَ البومةِ حين كنتُ أُحلِّقُ فوقَ الغابة، إنَّها الرِّياحُ العاتيةُ الّتي حملَتْ بيضتي بعيداً عن العُشّ».
وما هي إلَّا ثوانٍ حتَّى كسرَ الفرخُ جدارَ البيضةِ، وأطلَّ برأسِه أوَّلاً ثمَّ خرجَ. «يا صغيري الجميل!» عانقتْ أنثى النَّسرِ صغيرَها بحنان، وسُرَّت الحيواناتُ كلُّها بهذا اللّقاء، وكانت أنثى النَّسرِ حائرةً تبحثُ عن طريقةٍ للعودةِ إلى العشِّ معَ صغيرِها. وحينَها، قالت لها البومةُ الحكيمة: «سألفُّ الصَّغيرَ بجناحيَّ، وأصعدُ على ظهرك، وعندها يُمكنكِ الطَّيرانُ، والوصولُ بنا إلى العُشّ». وهكذا كان.
كانت الحيواناتُ تنظرُ بسعادةٍ إلى الأمِّ وابنها. «هيَّا بنا». صاحتْ أنثى النَّسر، وخفقتْ بجناحَيها الضَّخمينِ القويّين، وحلَّقتْ عالياً، وتَخطّتِ الغابةَ إلى السَّماء.
* نشرت القصة في مجلة أسامة، العدد 768، دمشق، أيار/مايو 2017
قصّة: جودي ماك إيوين
ترجمة: د.علياء الدّاية
«مَن هُناك؟» تساءلتِ البومةُ، وقد سَمِعَت صوتاً غريباً في الغابة، فاستيقظَتْ من قَيلولة الظّهيرة. ومن مكانها على غُصنِ الشَّجرةِ نظرَتْ حولها، ثمَّ حطّتْ على الأرض، إنَّها بيضةٌ كبيرةٌ بيضاء!...
«لمن هذه البيضة؟» صاحَتِ البومة. حدَّق الخُلدُ بعينيه الصَّغيرتين، وقد أطلَّ برأسِه من التُّراب، ثمَّ قال: «قد تكونُ هذه البيضةُ لي». وقبل أن تتكلَّم البومةُ، كان الأرنبُ قد قفز وصار إلى جوارِهما، وقال: «لا، إنَّها بيضتي أنا». فقالت لهما البومة: «ما هذا الكلام أيُّها الصَّديقان؟ الخلدُ والأرنبُ لا يبيضان». «لمن هي إذاً، يا تُرى؟» تساءلتِ الحيواناتُ الثَّلاثة.
كان الضِّفْدعُ جالساً على صخرةٍ في المستنقع، فأخذ يقفزُ مِن مكانٍ إلى آخرَ حتَّى اقتربَ، وصارَ يُحدِّقُ في البيضةِ بعينيه الجاحظتين، ثمَّ قال: «هذه البيضةُ لي!» نظرَتِ البومةُ إلى الضفدع، وقالتْ: «أيُّها الضِّفدعُ، صحيحٌ أنَّ الضفادعَ تبيضُ، ولكنَّ بُيوضَها صغيرةٌ جدّاً، وليست كبيرةً وضخمةً كهذه! إنَّها ليست لك.» ألقى الضِّفدعُ نظراتٍ فاحصةً على البيضة، واعترفَ بأنَّها ليست له.
وهنا، نزَلَ السّنجابُ سريعاً مِن وَكرهِ في جذع الشَّجرة، وبدأ يتقافزُ حولَ البيضةِ صائحاً: «إنَّها لي أنا، لي، لي، أنا، أنا!»، فقالت له البومةُ: «اهدأ أيُّها السّنجابُ، تكاد البيضةُ تكون في مثل حجمِك، والسَّناجبُ تَلِد ولا تبيض!» تَمتَمَ السّنجابُ: «هذا صحيحٌ. هذه ليست بيضتي»، ثمَّ هَرْوَلَ بسُرعةٍ، وتسلَّقَ جذعَ الشَّجرة عائداً إلى بيته.
كان الغُرَيْرُ ذو الفراءِ الكثيفِ والمخالبِ الحادَّةِ قد خرجَ من جُحْرِه تحت الأرض، وأخذ يتجوَّلُ كعادته كُلَّ مساء، يبحثُ عن طعامهِ المُفضَّل (البيض): «يا لها مِنْ وجبةٍ شهيَّة! نعم، هذه البيضةُ لي، وسوفَ ألتَهِمُها».
«كلَّا، توقَّفْ!» صاحتِ الحيواناتُ بصوتٍ واحد: «هذه البيضةُ ليست لك!»
وفجأةً، بدأ جدارُ البيضةِ يَتشقَّقُ، وصوتُ النَّقرِ مِن داخلها يرتفعُ، خافَتِ الحيواناتُ، وسُرعانَ ما حطَّت أُنثى النَّسر إلى جانبِ البيضةِ، وصاحتْ: «إيـَّاكم أن تلمسُوها، إنَّها بيضتي أنا. سَمِعتُ نداءَ البومةِ حين كنتُ أُحلِّقُ فوقَ الغابة، إنَّها الرِّياحُ العاتيةُ الّتي حملَتْ بيضتي بعيداً عن العُشّ».
وما هي إلَّا ثوانٍ حتَّى كسرَ الفرخُ جدارَ البيضةِ، وأطلَّ برأسِه أوَّلاً ثمَّ خرجَ. «يا صغيري الجميل!» عانقتْ أنثى النَّسرِ صغيرَها بحنان، وسُرَّت الحيواناتُ كلُّها بهذا اللّقاء، وكانت أنثى النَّسرِ حائرةً تبحثُ عن طريقةٍ للعودةِ إلى العشِّ معَ صغيرِها. وحينَها، قالت لها البومةُ الحكيمة: «سألفُّ الصَّغيرَ بجناحيَّ، وأصعدُ على ظهرك، وعندها يُمكنكِ الطَّيرانُ، والوصولُ بنا إلى العُشّ». وهكذا كان.
كانت الحيواناتُ تنظرُ بسعادةٍ إلى الأمِّ وابنها. «هيَّا بنا». صاحتْ أنثى النَّسر، وخفقتْ بجناحَيها الضَّخمينِ القويّين، وحلَّقتْ عالياً، وتَخطّتِ الغابةَ إلى السَّماء.
* نشرت القصة في مجلة أسامة، العدد 768، دمشق، أيار/مايو 2017
Published on June 16, 2017 07:08
•
Tags:
البيضة-الغريبة-قصة-أطفال-مترجم
No comments have been added yet.
علياء الداية's Blog
- علياء الداية's profile
- 778 followers
علياء الداية isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.
