قـــصـة خــيانــة

قـــصـة خــيانــة

إستدعاء الدموع لم يكن بالأمر العسير .. يكفي أن تتذكرها .. ضحكتها .. نظرتها .. كل كلمة من حوارهما معا كي تبكي و تصدح صرخاتها بداخلها .. ذلك حين علمت بوفاة زميلة لها فى حادث أليم .. لم تكن المُقربة لها .. لم تكن في نفس عمرها .. لكن كأنها أقسمت ألا تبتسم مرة أخرى .. أن تظل الفترة القصيرة التى جمعتهما معا تُعاد كشريط فيلم سينيمائي يكرر إلى الأبد.. تعجب الكل من حزتها الصادق العميق .. قسمت هى وقتها بين الدعاء لزميلتها المتوفاة و الصمت .. و في كلتا الحالتان لا تتوقف الدموع و لا يفارق العبوس وجهها.. راهنت صديقاتها على أنا المزاح و الدعابات ستجعلها تبتسم و تفرج أساريرها .. عبثا يفعلن فهي كلما غلبتها ضحكتها شعرت أنها إن ضحكت تخون صديقتها التى تدعو لها دائماثقل الحزن داخلها .. شعرت أنها أصبحت أخرى كئيبة بعد أن كانت مرحة نشيطة.تمنت لو هربت من آهات الكون التى بداخلها .. و العهد بالحزن الذي إقتطعته على نفسها رغما عنها .. أطلت من شرفة منزلها ، منجذبة لأصوات عالية سمعتها .. فإذا بمشاحنة يبدو أنها انفضت للتو ذلك أن آثار للفوضى منتشرة .. وجوه محمرة بغضب شيطانى و زجاجات و كراسي مهشمة .وسط الفوضى كانت هناك قطة بريئة لفتت إنتباهها تمرح و سعيدة بكل المخلفات الملقاة على الأرض .. تسللت إبتسامة خائنة إلى الفتاة .. أخذت تتابع القطة بإعجاب و تملىء رئتيها بدخان السجائر الذى كان جارها يستنشقه و هو يتابع المشاحنة في بلادة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 04, 2011 11:18
No comments have been added yet.