عيناي لم تخلقا لأن يسكنها الحزن
(1)
تتسرب اللحظات الدافئة بشكل بارد وأسرع من اللحظات التي لا نود أن نتذكرها، تتسرب في هدوء دون أن نعي أو نتذكر أننا نؤلم أنفسنا بما يحدث، ولكن أليس الألم هو نوع من أنواع التعلم!
الدروس القاسية مفهوم أنها قاسية ولكن الدروس الهادئة كيف نصنفها؟ كيف نصنف أننا نستوعبها عن طريق تسربها مننا؟ دون ضعف أو دون غضب ودون حتى كراهية! تتسرب كما نسمع الموسيقي فنستمتع باللحن ثم ننساه بعد ثوان! أليست الموسيقي تفعل ذلك؟ إليست الذكريات الطيبة تفعل ذلك. لا يتوقفان عن التسرب بين أيدينا في كل وقت وفي أي مكان.
(2)
أعتقد أننا لا نملك مع معطيات الزمن الحالي مساحات للدهشة أكثر من التي مررنا بها، بتنا مدهشين بشكل لا نصدقه، لا مباليين بشكل معتاد، نلفظ الجمال والمودة ونرى فيهما ثمن بخس لا نستطيع دفعه وأن احببنا أن ندفع ثمنه حتى تسرب مننا.
(3)
الدروس التي لا ندفع ثمنها لا نتذكرها جيدًا وكوننا تلاميذ مجتهدون لا ننفك أن نراجع الدرس مرة تلو الآخرى لأن الدروس الجيدة مائعة لا نتذكرها جيدًا قبل أن نراجعها مرات كثيرة، وتتسرب الدروس الجيدة بين أيدينا وتتسرب من أعيننا التي تسكنها الدهشة أو تغادرها ويسكنها الهدوء ويغادرها ثم يسكنها الحزن ويقبع فيها فهناك أعين تليق بالحزن ولا يليق بها غيره وهناك أفئدة يتسرب منها كل شيء إلا الخوف.
(4)
أنا أرسل لنفسي في العام القادم رسالة مبهمة الملامح، أن كل شيء سيمر، لا يبق بعد الذوبان شيء، لا يبق من الذكريات طيبة شيء، ستمهد الطرق كما أعتدت، وستغلبك الدهشة أنك تخطيت كل ذلك، وأن ما مر كان عليه أن يمر، وأن الهدوء بعد انتهاء الإعصار هو جبن أكثر منه شجاعة، وأن تحملك لتبعات خيارك حكمة وأن خيارك نفسه هو شجاعة، وأن مرارة الإنفلات مائعة، وأن الذكريات المؤلمة لم تعد مؤلمة لأنها باتت باهتة، فذكر نفسك أن كل شيء سيمر وأن لم يمر فأتركه أنت وأكمل طريقك.
(5)
هناك دروب لم تسر فيها بعد، وهناك كنزًا خفيًا في نفسك لم تكتشفه بعد، وهناك طعوم من كل شيء كانت محجوبة عنك، أكمل طريقك، أفسح قليلا للهم الذي يرافقك كي يرتحل وحيدًا ، أفسح بعض الملامح للذئب كي يعد مجددًا، قل للنسيان كلمتك الأخيرة أنه يجب عليه أن يجرب نفسه، وللخوف أن يشعر بما يفعله بالبشر، وبالحزن الذي سيسكن عيون الأخرين لسنوات قادمة، وتحرر أنت من براثن خوفك الذي لم يعد موجودًا كذكرياتك المائعة التي وأن كنت تهرب منها بالوقوع فيها، سيأتي يوما تكف أنت عن الهرب، وتكف هي عن ملاحقتك لأن كل شيء يمر، وكل الأشياء الحزينة الملفتة للنظر والمثيرة للدهشة لم تعد كذلك وأن عيناك لم تخلق لأن يسكنها الحزن.
أكمل رحلتي التي بدأتها معك، ولن أكملها معك، لأنني ساتوقف عن تقفي الأثر فالأثر فاسد والرحلة مهلكة، لا الكنز في الرحلة معك ولا في الطريق لك، لا الكنز في المعرفة ولا الذكريات، الكنز في التعافي، أخر ما يتعافي في البشر هي أعينهم، روحهم تطيب وأجسادهم تطيب ولكن يعشش كثيرا الهم في أعينهم، كل الأمنيات والذكريات تتسرب من الأعين، يندهش الناس عندما يرون أن أعينهم لا تكف عن الوميض، يغمضون أعينهم ليروا، لا تحتاج لأن تغمض عيناك لترى ما حدث، وكيف حدث، لا تحتاج لتغمض عيناك لأن تتعلم أن الدروس تكرر نفسها، والأحداث تكرر نفسها وأن من يملك عيناك ويسكب كل رؤياك في كل وقت قد ينجح في إتلاف الأثر ودفنه في تلابيب صحراء لا يعرفها أحد ولن يعرفها أحد بعد.
(6)
هناك أمور كثيرة لم نفعلها معاً، وهناك أمور أكثر لم نتحدث حولها، دوما نردد بأننا خلقنا للخيبة ولفقدان الأمل، أنا لم أخلق لذلك، دوما ما تكون صباحات الأخرون ثقيلة بعكسي أنا لم أخلق لذلك، لم أخلق للحزن ولا للهم، حتى وأن رافقني الهم أنا الذي طلبت مرافقته وطلبت الكتابة عنه والحديث حوله فقط لتمرير ما أعرفه لأخرين، أنا لم أخلق إبدا للحزن ولا لأن يسكن روحي كل ذلك الخراب الذي في داخل الأخرين، أترفع على أن أكون وسادة أحدهم، أو كتفه، أو وردته التي يحتاجها في حزنه، ليس علي أن أكمل الطريق البائس لأخره كي أثق أن ذلك الطريق في نهايته نهايتي، في إكماله شيء لم أخلق لأجله، وأن الدروس التي تعلمتها تكفيني كي لا أكررها إبداـ فأنا لم أخلق لكل هذا النزاع، ولا الخوف ولا الأشياء الفارغة التي يدور في فلكها الأخرون، لدي حيوات أخرى لأعيشها لدي كتبي التي لم أقرأها بعد وكتبي التي لم أكتبها بعد، لدي ضحكاتي التي ستستمر في النمو لتحيط بخراب روحي وترممه، لدي بسماتي التي أرسلها في وجه من أعرف ووجه من لا أعرف، لدي رحلاتي التي علي أن أخطط لها وأرتب بدلاً من مساءات الخيبة المثقلة لهم، حقائبي ، أن لا أصبح وسادة أحدهم وأنا أملك أن أكون حياة أحدهم، وصنو روحه، دون أن أكون ثقيلا ولا سمجاً ولا ساكنا للحزن في عيني.
(7)
في غض البصر عن الأثر شجاعة، وفي ترك الطريق المترب إليك والمليء بأشواك من كلمات يرميها الأخرون لتثمر شجر لا ينمو وزهور سوداء كليالي كثيرة مهدت لها بغضبك ورفضك لتبعات الخيار، ولعنات كثيرة أمطرتها فلم تثمر عن أن تصبح غيمة وحيدة لا تمطر إبدا، ولا تق شر نار لا تضيء ولكنها تحرق، تحرق الأوراق والكلمات والذكريات البائسة، تحرق كل شيء لأن يصبح أرضا خراب لتبدأ من جديد، وتعيد ترتيب خيبات المساء والكلمات القليلة التي تعلمتها من الدروس المائعة، والصباحات اللعينة التي تسير في الطرقات بلا صاحب، والكتب الماثلة التي تحتاج لأن يقرأها أحدهم لما فيها من الملل أو باعثا له، هناك الكثير من الذي عليك أن تفعله كي تتخلص من الحزن الذي سيسكن الأعين لفترة أتمنى فعلا إلا تطول، أن تتوقف عن التمني مثلا أو التلصص على الحروف التي تحملها العصافير وأن تتمني إن كل شيء سيصبح جيدا فور أن تغمض عينيك، فتجد الفصاحة في عينك، والتعبير بين يديك، الشخوص التي رويتها يوما ما ستحكي قصتك، واللعنات التي أمطرتها سترتد عليك وفي بؤس، عليك تقبل ذلك، وأن تزرع من خراب روحك أرضا طيبة ليسكنها أخرون، لتجعل من أخرين وسائد تصلح لراحتك، ومنصات لراحتك، ونغبشات لجنونك المستعر، عليك أن ترتب المساء للأحلام المهدورة التي تدور حول ذاتها، وتتوقف عن الاستماع للموسيقي ذاتها، والأغاني ذاتها، لأن اللعنة ستكون حاضرة والدروس التي تعلمتها ستعلمك أن من أحببته حقاً كره الطريق إليك وكرهت الطريق إليه، وأن الأثر فاسد والرحلة مؤلمة فلما؟
(8)
أرسل لك في بداية العام القادم الجديد، مودتي وتحياتي لما مررت به، واهنئك على كتابك أو روايتك أو أي ما ستقدمه لتنسى، وأعدك بأن أتمنى لك الخير دوما لتجده في طريقك أينما سررت، وأتمنى لك ليال هادئة هانئة، وأن يصاحب الخير روحك بدلا من الخراب، وأن تتوقف عن إصدار اللعنات التي لا تستفاد منها، وأن تحل على روحك الرحمة والسلام وأن تعرف من الأشياء أبسطها، وأن تمارس من الخوف أخفه، وأن ترتحل كثيرًا لتنسى ولتتسرب الذكريات بين يديك أسرع، وأن تتوقف عن تعلم الدروس فتكرار نفس الدرس مرض، والوقوع في فخ الأثر لعنة، وأن تعرف طرقًا أكثر ليناً ومودة، وأن يمنحك من يبدل الحزن الذي في عينك بهدوءا يشوبه الكثير من المودة التي فقدناها في الطريق.
إليك مودتي عل حزنك ينسيك من يسكن الأعين ويخف من الحدة ويسرب روحك ويسري عنها في المساءات الطويلة والليالي البيضاء التي لا تراها كذلك.
أبق بالخير وأنتظرتي في عام قادم، سأدهشك كما أعتدت دوماً.
عل العصفور يجد الوقت الذي يذاكر فيه درسه!!
---------------
الكتاب الثاني الذي لم أكن لأكمله ولكن لأنه لي ففعلت!!
عطية
أول تدوينة في 2020 ومرسلة ل2021
عل العامان معاً يصبحان نسخة أفضل من العامين السابقين
لتتنزل رحمتك ويسكن عيني السلام
تتسرب اللحظات الدافئة بشكل بارد وأسرع من اللحظات التي لا نود أن نتذكرها، تتسرب في هدوء دون أن نعي أو نتذكر أننا نؤلم أنفسنا بما يحدث، ولكن أليس الألم هو نوع من أنواع التعلم!
الدروس القاسية مفهوم أنها قاسية ولكن الدروس الهادئة كيف نصنفها؟ كيف نصنف أننا نستوعبها عن طريق تسربها مننا؟ دون ضعف أو دون غضب ودون حتى كراهية! تتسرب كما نسمع الموسيقي فنستمتع باللحن ثم ننساه بعد ثوان! أليست الموسيقي تفعل ذلك؟ إليست الذكريات الطيبة تفعل ذلك. لا يتوقفان عن التسرب بين أيدينا في كل وقت وفي أي مكان.
(2)
أعتقد أننا لا نملك مع معطيات الزمن الحالي مساحات للدهشة أكثر من التي مررنا بها، بتنا مدهشين بشكل لا نصدقه، لا مباليين بشكل معتاد، نلفظ الجمال والمودة ونرى فيهما ثمن بخس لا نستطيع دفعه وأن احببنا أن ندفع ثمنه حتى تسرب مننا.
(3)
الدروس التي لا ندفع ثمنها لا نتذكرها جيدًا وكوننا تلاميذ مجتهدون لا ننفك أن نراجع الدرس مرة تلو الآخرى لأن الدروس الجيدة مائعة لا نتذكرها جيدًا قبل أن نراجعها مرات كثيرة، وتتسرب الدروس الجيدة بين أيدينا وتتسرب من أعيننا التي تسكنها الدهشة أو تغادرها ويسكنها الهدوء ويغادرها ثم يسكنها الحزن ويقبع فيها فهناك أعين تليق بالحزن ولا يليق بها غيره وهناك أفئدة يتسرب منها كل شيء إلا الخوف.
(4)
أنا أرسل لنفسي في العام القادم رسالة مبهمة الملامح، أن كل شيء سيمر، لا يبق بعد الذوبان شيء، لا يبق من الذكريات طيبة شيء، ستمهد الطرق كما أعتدت، وستغلبك الدهشة أنك تخطيت كل ذلك، وأن ما مر كان عليه أن يمر، وأن الهدوء بعد انتهاء الإعصار هو جبن أكثر منه شجاعة، وأن تحملك لتبعات خيارك حكمة وأن خيارك نفسه هو شجاعة، وأن مرارة الإنفلات مائعة، وأن الذكريات المؤلمة لم تعد مؤلمة لأنها باتت باهتة، فذكر نفسك أن كل شيء سيمر وأن لم يمر فأتركه أنت وأكمل طريقك.
(5)
هناك دروب لم تسر فيها بعد، وهناك كنزًا خفيًا في نفسك لم تكتشفه بعد، وهناك طعوم من كل شيء كانت محجوبة عنك، أكمل طريقك، أفسح قليلا للهم الذي يرافقك كي يرتحل وحيدًا ، أفسح بعض الملامح للذئب كي يعد مجددًا، قل للنسيان كلمتك الأخيرة أنه يجب عليه أن يجرب نفسه، وللخوف أن يشعر بما يفعله بالبشر، وبالحزن الذي سيسكن عيون الأخرين لسنوات قادمة، وتحرر أنت من براثن خوفك الذي لم يعد موجودًا كذكرياتك المائعة التي وأن كنت تهرب منها بالوقوع فيها، سيأتي يوما تكف أنت عن الهرب، وتكف هي عن ملاحقتك لأن كل شيء يمر، وكل الأشياء الحزينة الملفتة للنظر والمثيرة للدهشة لم تعد كذلك وأن عيناك لم تخلق لأن يسكنها الحزن.
أكمل رحلتي التي بدأتها معك، ولن أكملها معك، لأنني ساتوقف عن تقفي الأثر فالأثر فاسد والرحلة مهلكة، لا الكنز في الرحلة معك ولا في الطريق لك، لا الكنز في المعرفة ولا الذكريات، الكنز في التعافي، أخر ما يتعافي في البشر هي أعينهم، روحهم تطيب وأجسادهم تطيب ولكن يعشش كثيرا الهم في أعينهم، كل الأمنيات والذكريات تتسرب من الأعين، يندهش الناس عندما يرون أن أعينهم لا تكف عن الوميض، يغمضون أعينهم ليروا، لا تحتاج لأن تغمض عيناك لترى ما حدث، وكيف حدث، لا تحتاج لتغمض عيناك لأن تتعلم أن الدروس تكرر نفسها، والأحداث تكرر نفسها وأن من يملك عيناك ويسكب كل رؤياك في كل وقت قد ينجح في إتلاف الأثر ودفنه في تلابيب صحراء لا يعرفها أحد ولن يعرفها أحد بعد.
(6)
هناك أمور كثيرة لم نفعلها معاً، وهناك أمور أكثر لم نتحدث حولها، دوما نردد بأننا خلقنا للخيبة ولفقدان الأمل، أنا لم أخلق لذلك، دوما ما تكون صباحات الأخرون ثقيلة بعكسي أنا لم أخلق لذلك، لم أخلق للحزن ولا للهم، حتى وأن رافقني الهم أنا الذي طلبت مرافقته وطلبت الكتابة عنه والحديث حوله فقط لتمرير ما أعرفه لأخرين، أنا لم أخلق إبدا للحزن ولا لأن يسكن روحي كل ذلك الخراب الذي في داخل الأخرين، أترفع على أن أكون وسادة أحدهم، أو كتفه، أو وردته التي يحتاجها في حزنه، ليس علي أن أكمل الطريق البائس لأخره كي أثق أن ذلك الطريق في نهايته نهايتي، في إكماله شيء لم أخلق لأجله، وأن الدروس التي تعلمتها تكفيني كي لا أكررها إبداـ فأنا لم أخلق لكل هذا النزاع، ولا الخوف ولا الأشياء الفارغة التي يدور في فلكها الأخرون، لدي حيوات أخرى لأعيشها لدي كتبي التي لم أقرأها بعد وكتبي التي لم أكتبها بعد، لدي ضحكاتي التي ستستمر في النمو لتحيط بخراب روحي وترممه، لدي بسماتي التي أرسلها في وجه من أعرف ووجه من لا أعرف، لدي رحلاتي التي علي أن أخطط لها وأرتب بدلاً من مساءات الخيبة المثقلة لهم، حقائبي ، أن لا أصبح وسادة أحدهم وأنا أملك أن أكون حياة أحدهم، وصنو روحه، دون أن أكون ثقيلا ولا سمجاً ولا ساكنا للحزن في عيني.
(7)
في غض البصر عن الأثر شجاعة، وفي ترك الطريق المترب إليك والمليء بأشواك من كلمات يرميها الأخرون لتثمر شجر لا ينمو وزهور سوداء كليالي كثيرة مهدت لها بغضبك ورفضك لتبعات الخيار، ولعنات كثيرة أمطرتها فلم تثمر عن أن تصبح غيمة وحيدة لا تمطر إبدا، ولا تق شر نار لا تضيء ولكنها تحرق، تحرق الأوراق والكلمات والذكريات البائسة، تحرق كل شيء لأن يصبح أرضا خراب لتبدأ من جديد، وتعيد ترتيب خيبات المساء والكلمات القليلة التي تعلمتها من الدروس المائعة، والصباحات اللعينة التي تسير في الطرقات بلا صاحب، والكتب الماثلة التي تحتاج لأن يقرأها أحدهم لما فيها من الملل أو باعثا له، هناك الكثير من الذي عليك أن تفعله كي تتخلص من الحزن الذي سيسكن الأعين لفترة أتمنى فعلا إلا تطول، أن تتوقف عن التمني مثلا أو التلصص على الحروف التي تحملها العصافير وأن تتمني إن كل شيء سيصبح جيدا فور أن تغمض عينيك، فتجد الفصاحة في عينك، والتعبير بين يديك، الشخوص التي رويتها يوما ما ستحكي قصتك، واللعنات التي أمطرتها سترتد عليك وفي بؤس، عليك تقبل ذلك، وأن تزرع من خراب روحك أرضا طيبة ليسكنها أخرون، لتجعل من أخرين وسائد تصلح لراحتك، ومنصات لراحتك، ونغبشات لجنونك المستعر، عليك أن ترتب المساء للأحلام المهدورة التي تدور حول ذاتها، وتتوقف عن الاستماع للموسيقي ذاتها، والأغاني ذاتها، لأن اللعنة ستكون حاضرة والدروس التي تعلمتها ستعلمك أن من أحببته حقاً كره الطريق إليك وكرهت الطريق إليه، وأن الأثر فاسد والرحلة مؤلمة فلما؟
(8)
أرسل لك في بداية العام القادم الجديد، مودتي وتحياتي لما مررت به، واهنئك على كتابك أو روايتك أو أي ما ستقدمه لتنسى، وأعدك بأن أتمنى لك الخير دوما لتجده في طريقك أينما سررت، وأتمنى لك ليال هادئة هانئة، وأن يصاحب الخير روحك بدلا من الخراب، وأن تتوقف عن إصدار اللعنات التي لا تستفاد منها، وأن تحل على روحك الرحمة والسلام وأن تعرف من الأشياء أبسطها، وأن تمارس من الخوف أخفه، وأن ترتحل كثيرًا لتنسى ولتتسرب الذكريات بين يديك أسرع، وأن تتوقف عن تعلم الدروس فتكرار نفس الدرس مرض، والوقوع في فخ الأثر لعنة، وأن تعرف طرقًا أكثر ليناً ومودة، وأن يمنحك من يبدل الحزن الذي في عينك بهدوءا يشوبه الكثير من المودة التي فقدناها في الطريق.
إليك مودتي عل حزنك ينسيك من يسكن الأعين ويخف من الحدة ويسرب روحك ويسري عنها في المساءات الطويلة والليالي البيضاء التي لا تراها كذلك.
أبق بالخير وأنتظرتي في عام قادم، سأدهشك كما أعتدت دوماً.
عل العصفور يجد الوقت الذي يذاكر فيه درسه!!
---------------
الكتاب الثاني الذي لم أكن لأكمله ولكن لأنه لي ففعلت!!
عطية
أول تدوينة في 2020 ومرسلة ل2021
عل العامان معاً يصبحان نسخة أفضل من العامين السابقين
لتتنزل رحمتك ويسكن عيني السلام
Published on January 02, 2020 00:34
•
Tags:
و_سأظل_أقتفي_أثرك_و_لا_أصل
No comments have been added yet.