لأنني الشخص الذي لم تراه..
لأنني الشخص الذي لم تراه..
ولأنني الشخص الذي رأك، ومن ثم جلس في الأماكن نفسها يتلمس رؤياك مجددًا، كأنني نفس جلد الأفعى ولكنني لا اتخلص منه رغم أنها تتخلص منه.
لأنني الشخص الذي لا تراه، في محيطك الشاسع الذي يقبع فيه الكثيرين، لأنني الشخص الذي لن تراه مهما حاولت، أن تمسد رأسه وتكاد نوري يذهب الضياء في عينيك ولكن.
لأنني الشخص الذي لا يجب أن تراه، حيث يحلق حولك في صمت، لا نشكر الشمس على أنها ترسل أشعتها ولا نشكر الكتب على البهجة التي تحملها بين صفحاتها ولا نشكر الفضل على الخفي على كونه يرسم البهجة الخفية على شفتي عندما أراك.
لأنني الشخص الذي تراه عندما تسمتع للحن شجي فيما حولك، لأنني من حولك، لأنني الذكرى التي أوحي لك بها كي تبتسم، وتشقى روحي.
---------------------
لأنني الشخص الذي لن تراه
ولكن تذكر طيفه، الذي مر حولك في مرة، الذي كرر كلمة أعجبتك فحفظها، والذي ذكرك بموعد طبيبك القادم، وكتابك الذي نسيته في محطة القطار، ومفاتيح سيارتك التي تركتها في المطعم، ووجبة طعامك التي تناولتها عندما لم تراني.
لأنني الشخص الذي لن تتذكره مهما حاولت، لأنني الشخص الذي لن تلجأ إليه ويحضر لذهنك في حيرتك عندما تبحث عن شيء، لن أقفز لعقلك كما تقفز صورتك لبالي عندما أشعر بالحزن، لن تحزن لرؤيتي كما أحزن لعدم رؤيتك، ولن تسعد لرؤيتي حتى، مثلما يتلاشى حزني لرؤيتك.
لأنني الشخص اللطيف الذي لن تذكره، الشخص الذي مرر لك ورقة بيضاء عند حاجتك لها، الشخص الذي ستلعنه عند ارتطام أصبع قدمك بحاجز السرير الذي لم يكن سوى لحم يدي.
لأنني الشخص الذي لا تراه عادة، لا تحن إليه، لا تحنو، لا ترتاح في غيابه ولا في وجوده، لا يهف له قلبك، ولا تستند روحك إلا عليه.
--------------------
لأنني الشخص الذي لن تعرفه حين تراه
سأحتاج للكثير من الشروحات والإيضاحات كي أخبرك أنني هو، نفس الشخص الذي لا تعرفه وأشرح لك جهلك بي، ويقينك بأنني شخص أخر، شخص آخر غادر، وهو غادر فعلاً، لا يمت لك بصلة، ولا تعرفه حتى لو حاولت أن تحفظ صورته، ستنساها روحك، بكل يسر، ستتخلص منك حدقتي عينيك بكل سهولة، كأنني لم أمر، كأنني لم أكن فتلك مشيئتك أو لم تكن.
لأنني الشخص الذي عليك أن تراه مئة مرة كي تقبض على فتات حضوري، ولا تنسى أن قصتي ليست إيماءة رأس باهتة منك أو نظرة مؤلمة تلقيها ومن ثم تولي شطر وجهك الأخرين.
لأنني الشخص الذي يؤلمك غيابه ويؤلمه حضورك، حضوره باهت فلا يزعجك وغيابه باهت فلا تتذكره ووجوده أصلا هامشي بالنسبة لك، تشعر أنك تفتقد شيء، وحقيقة الأمر أنت لا تفعل.
-----------------
لأنني الشخص الذي لن تتذكر حتى أنك رأيته
ولأنني الشخص الذي لن يصبح فضوليًا بشكل يرضي عينيك كي تطل من مرقدها فتلقي نظرة عليه، لن تهتم عيناك، لن تمد يدك حتى لتفرك رموشك كي تهيأهما لكيلا تراه، لن يعز عليك أن تلقي بالاً، أو أن تسامح عيناك المخطئتان.
لأنني الشخص الذي يقض نومك، وتقض أنت يقظته، لأنني الشخص الذي ستمر يدك عليه مثل الماء لن يعلق بها شيء، ولن تستطعم منه شيء، لن يعلق بروحك مني رائحة ولا قطعة ورد، ستنساه بمجرد أن ترى أخرين، بمجرد أن تقابل أخرين، حتى لو قابلته ألف مرة، لن أعلق بذاكرتك وفي المرة الأولى بعد الألف، قد تضيق حدقتا عيناك لتتذكر من أنا، لأنني الشخص الذي لن تتذكر حتى أنك رأيته ألف مرة من قبل، ومن ثم تريح عقلك المجهد وذاكرتك المتلفة من جدوى أن تتذكرني وترجىء الأمر لمرة لاحقة قادمة، فأنت تثق أني سأمر أليس كذلك؟
--------------
عطية
4-4-2021
ولأنني الشخص الذي رأك، ومن ثم جلس في الأماكن نفسها يتلمس رؤياك مجددًا، كأنني نفس جلد الأفعى ولكنني لا اتخلص منه رغم أنها تتخلص منه.
لأنني الشخص الذي لا تراه، في محيطك الشاسع الذي يقبع فيه الكثيرين، لأنني الشخص الذي لن تراه مهما حاولت، أن تمسد رأسه وتكاد نوري يذهب الضياء في عينيك ولكن.
لأنني الشخص الذي لا يجب أن تراه، حيث يحلق حولك في صمت، لا نشكر الشمس على أنها ترسل أشعتها ولا نشكر الكتب على البهجة التي تحملها بين صفحاتها ولا نشكر الفضل على الخفي على كونه يرسم البهجة الخفية على شفتي عندما أراك.
لأنني الشخص الذي تراه عندما تسمتع للحن شجي فيما حولك، لأنني من حولك، لأنني الذكرى التي أوحي لك بها كي تبتسم، وتشقى روحي.
---------------------
لأنني الشخص الذي لن تراه
ولكن تذكر طيفه، الذي مر حولك في مرة، الذي كرر كلمة أعجبتك فحفظها، والذي ذكرك بموعد طبيبك القادم، وكتابك الذي نسيته في محطة القطار، ومفاتيح سيارتك التي تركتها في المطعم، ووجبة طعامك التي تناولتها عندما لم تراني.
لأنني الشخص الذي لن تتذكره مهما حاولت، لأنني الشخص الذي لن تلجأ إليه ويحضر لذهنك في حيرتك عندما تبحث عن شيء، لن أقفز لعقلك كما تقفز صورتك لبالي عندما أشعر بالحزن، لن تحزن لرؤيتي كما أحزن لعدم رؤيتك، ولن تسعد لرؤيتي حتى، مثلما يتلاشى حزني لرؤيتك.
لأنني الشخص اللطيف الذي لن تذكره، الشخص الذي مرر لك ورقة بيضاء عند حاجتك لها، الشخص الذي ستلعنه عند ارتطام أصبع قدمك بحاجز السرير الذي لم يكن سوى لحم يدي.
لأنني الشخص الذي لا تراه عادة، لا تحن إليه، لا تحنو، لا ترتاح في غيابه ولا في وجوده، لا يهف له قلبك، ولا تستند روحك إلا عليه.
--------------------
لأنني الشخص الذي لن تعرفه حين تراه
سأحتاج للكثير من الشروحات والإيضاحات كي أخبرك أنني هو، نفس الشخص الذي لا تعرفه وأشرح لك جهلك بي، ويقينك بأنني شخص أخر، شخص آخر غادر، وهو غادر فعلاً، لا يمت لك بصلة، ولا تعرفه حتى لو حاولت أن تحفظ صورته، ستنساها روحك، بكل يسر، ستتخلص منك حدقتي عينيك بكل سهولة، كأنني لم أمر، كأنني لم أكن فتلك مشيئتك أو لم تكن.
لأنني الشخص الذي عليك أن تراه مئة مرة كي تقبض على فتات حضوري، ولا تنسى أن قصتي ليست إيماءة رأس باهتة منك أو نظرة مؤلمة تلقيها ومن ثم تولي شطر وجهك الأخرين.
لأنني الشخص الذي يؤلمك غيابه ويؤلمه حضورك، حضوره باهت فلا يزعجك وغيابه باهت فلا تتذكره ووجوده أصلا هامشي بالنسبة لك، تشعر أنك تفتقد شيء، وحقيقة الأمر أنت لا تفعل.
-----------------
لأنني الشخص الذي لن تتذكر حتى أنك رأيته
ولأنني الشخص الذي لن يصبح فضوليًا بشكل يرضي عينيك كي تطل من مرقدها فتلقي نظرة عليه، لن تهتم عيناك، لن تمد يدك حتى لتفرك رموشك كي تهيأهما لكيلا تراه، لن يعز عليك أن تلقي بالاً، أو أن تسامح عيناك المخطئتان.
لأنني الشخص الذي يقض نومك، وتقض أنت يقظته، لأنني الشخص الذي ستمر يدك عليه مثل الماء لن يعلق بها شيء، ولن تستطعم منه شيء، لن يعلق بروحك مني رائحة ولا قطعة ورد، ستنساه بمجرد أن ترى أخرين، بمجرد أن تقابل أخرين، حتى لو قابلته ألف مرة، لن أعلق بذاكرتك وفي المرة الأولى بعد الألف، قد تضيق حدقتا عيناك لتتذكر من أنا، لأنني الشخص الذي لن تتذكر حتى أنك رأيته ألف مرة من قبل، ومن ثم تريح عقلك المجهد وذاكرتك المتلفة من جدوى أن تتذكرني وترجىء الأمر لمرة لاحقة قادمة، فأنت تثق أني سأمر أليس كذلك؟
--------------
عطية
4-4-2021
Published on April 04, 2021 01:50
•
Tags:
لأنني-الشخص-الذي-لم-تراه
No comments have been added yet.