اللباس

يحكي أن عالم من علماء العرب المسلمين، وهو من اللذين عزلوا نفسهم عن العالم وانكبوا على دراسة العلوم وتسطير الكتب و المراجع. دعاه علماء العراق لقوة صيته أن يزورهم وبعد تردد سافر إليهم.
قبل أن يدخل إليهم لبس لباس اقرب للفقراء و حين سلم عليهم رد بعضهم بفتور ثم اجلسوه في مكان جانبي . القوا مسألة وقام بالرد عليهم بصيغة العالم الفاهم المتمكن من العلوم فلم يعيروا له اهتمام بل حقّر بعضهم اجابته . وحين حان موعد الغداء اعطوه صحن وجلس مفردا
في اليوم التالي لبس افضل ما لديه ودخل عليهم فاجلوه واكرموه واجلسوه في صدر المجلس وحين طرحوا مسالة ، تعمد أن يرد بإجابات خاطئة علّهم يصلحونها له فلم يردوا عليه . وحين حان وضعوا الطعام
صار يأكل بكمه وحين تعجبوا من فعله، شرح لهم أنه هو من جاءهم بالأمس فلم يكرموه و ما اكرامهم له اليوم، إلا لأجل لباسه و هيئته

يحكي أيضاً أن اينشتاين كان يلقي المحاضرات في أماكن عده التي كان يقله اليها سائقه الشخصي . في احدي المرات اقترح عليه سائقه أن يتبادلان اللباس ويحاضر بدلاً منه ،وفعلاً نجح في ذلك وحين طرح عليه احد الحضور سؤال، رد عليه بكل ثقة
...ياله من سؤال سهل حتى أن سائقي يستطيع الاجابة عليه

و المثال الأخير يدل على الاحترام الكبير الذي نضعه للباس و ندفع الغالي عليه، ليس لجودته وإنما لكي ننال إهتمام واحترام من حولنا
الشركات ايضا وعت اهمية اللباس لذلك وضع بعضها لباس موحد أو دريس كوود، كي لا يأتيك محامي يرتدي بنطال في منتصف فخذه و قميص ممزق محاولاً اقناعك براءة ابنك من تهمة التحرش
قائلاً:
البراءة بالمخبة يا أستاذ

فلو ابصر القاضي هذا المحامي لحكم على المتهم بأقصى عقوبة ممكن اعدام

ولو ارتدت مهندسة لباس داكن لعرفنا أن مصير تصميم البيت متجه لعزاء دائم و ربما خراب بيت المتزوجين

الاهتمام باللباس مهم ويحتاج لميزانية خاصة

لا ضير في ذلك

لكن ما أجمل لو اعتززنا بلباسنا العربي والثقافي وخاصة اللون الأبيض فكما قال سيد الرسل
البسوا من ثيابكم البياض، فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم

الحروف العربية لها رونق جمالي رائع خلاب و هي اجمل عشرات المرات من الشعارات الاخرى مثل غوتشي و ال في

المشكلة هنا ان المحتالين والعيارين شديدي الاناقة
و ما صرفوه على اللباس سوف ينالوا اضعافه من جيوب البسطاء
وكما كان يقال المثل القديم
اختلط الحابل بالنابل
اختلط الكاشخ بالنصاب
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 08, 2025 04:00
No comments have been added yet.


مقالات م.علي الماجد

م. علي الماجد
لي قلمٌ ...لا يهدأ
Follow م. علي الماجد's blog with rss.