الحالة الرمادية

هل سمعت بالمقولة يا أبيض يا أسود

إنها من اكذب المقولات بالعالم

و السبب أن هناك مساحة رمادية شاسعة سيطرت على مجريات الحياة بحيث لم يعد هناك ابيض و اسود و انما حالة من الرمادية
بعضهم يسميها نفاق و بعضهم مجاملة و بعضهم ذكاء اجتماعي
والحقيقة المشتركة بين كل تلك المعرفات هو عدم وجود لون ثابت او وضوح تام

ربما لأن البشر هكذا ،مجموعة من الشخصيات المتضادة المتصارعة فيما بينها

و الامثلة كثيرة وقد رأها الجيمع و وعاها إلا إذا رفضها ضمنياً

كم رجل يبجل الأنثى الشريفة العفيفة الخجولة و إذا ضفر بها ، قيدها بعقد و منزل و عيال و صرف أمواله على العطفاء العوجاء الملتوية بالحركة ذات الضحكة الماجنة

وكم أنثى تنادي بالرجل المحترم الوقور الذي يصونها عن ذل السؤال في مسكن و ملبس و مأكل و كفاها عن تعمل في وظفية تستهلك انوثتها، واذا ظفرت به سودت عيشته بكونه عيشها في الفقر و حرمها من ابسط حقوقها بينما هي كانت ملكة ببيت ابوها
والحقيقة أن بيت ابوها كان شقة و هي كانت تنام تحت تخت اختها الكبيرة لتنال الدفء

وكم منادي بكوننا العرب ، أمة لا تقرأ، بينما هو أخر ما قرأه هو قائمة طعام في انستغرام مطعم محلي، و في الحقيقة جائني شخص يبجل كتاباتي و يذم رواد مواقع التواطي الاجتماعي لكونهم حولها لشاشات عرض لاجسداهم
وحين اردت تغيير مجري الحديث لأنه اسهب في وصف اجسادهم حتى عُرق جبينه، فقلت
أي من كتبي أو مقالاتي أو قصصي اعجبك..؟
.. .!!!.قال و قد حجظت عيناه عجباً : وهل أنت تكتب
ثم عاد يصف تلك المقاطع فقمت من قرفه منزعجاً

وكم من منادي بالحرية و الحديث بكل اريحية بينما بيده مطرقة لرؤوس من يتحدث و منجل لمن يخالفه

هناك فرصة سانحة لتقليص المساحة الرمادية بتكثير المساحة البيضاء بالاذكار اليومية والحكم التاريخية والامثلة التي تتداولها الثقافات
لكن المساحة الرمادية ستظل دون مواربة ، لأن الجميع يقتتل لوجودها
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 10, 2025 21:29
No comments have been added yet.


مقالات م.علي الماجد

م. علي الماجد
لي قلمٌ ...لا يهدأ
Follow م. علي الماجد's blog with rss.