تأكد من وجود مشكلة

توقف سائق الحافلة فى المحطة، فصعد شاباً ضخماً مفتول العضلات، طلب منه السائق دفع ثمن التذكرة، فما كان منه إلا أن رد قائلاً: المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر .
لم يكرر السائق طلبه، وجلس يرتعد من الخوف، فماذا يفعل بجسده النحيل وبنيته الضئيلة أمام هذا الوحش .
تكرر الأمر فى اليوم التالى، طلب منه السائق ثمن التذكرة، فلم يجد غير نفس الرد: المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر .
لأيامٍ كثيرة متوالية يركب هذا العملاق ولا يدفع، أصبح السائق لا يفكر إلا فى هذه المشكلة التى تؤرق نومه، جعل يبحث عن حلٍّ يقضى به على خوفه ويأخذ حقه من هذا العملاق .
وجد أن الحل الأفضل أن يلتحق بأحد الأندية الرياضية ليتعلم وسيلة للدفاع عن نفسه والتغلب على قوة غريمه .
بعد عدة أشهر وجد فى نفسه القوة اللازمة للمواجهة، وفى الموعد المنتظر، استقل الشاب الحافلة، فطلب منه السائق ثمن التذكرة، فأجاب الشاب: المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر.
فأمسك السائق بذراع الشاب صائحاً: يعنى إيه المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر ؟
فأجاب الشاب فى براءة: المعلم ميمى معاه اشتراك !
قبل أن تبذل جهداً ووقتاً ومالاً فى محاولة الحل، تأكد أن هناك مشكلة قائمة بالأصل وتحتاج إلى كل هذا الجهد، كثيراً ما نضيّع أوقاتنا فى البحث عن حلول لمشكلات توهمناها، ولو أنَّا تصارحنا من البداية لما وصلت الأمور لما وصلت إليه .

اصنع حياتك by محمد محمود
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 25, 2014 05:48
No comments have been added yet.