لولا القدرة على تحميل الكتب مجاناً من الإنترنت لكنّا لا نزال نتفرج كلّ يوم على أولئك الأثرياء الذين يحملون بين أيديهم كتباً غالية الثمن ويقرؤونها في مقاهي فاخرة لجذب انتباه الناس : انظروا إلينا.. نحن معشر المثقفين لا أنتم. نحن أبناء العهد الفكتوري نرمقكم بنظراتنا الفوقية المتعالية من بعيد ونحن نقرأ كتبنا ..
الثقافة ليست ملكاً لكم أنتم، إنها حكر علينا أبناء الطبقات الأرستوقراطية المنكهة بأمراض ما بعد نظام بروتن وودز (1944).
شكراً للقرصنة أن حرمت هؤلاء لذة التفاخر كما في العصور الوسطى بثقافة كنَسية راديكالية. شكراً للقرصنة أن سَاوت بينَ المثقفين المنكوبين .. والمثقفين المُغترّين بروائح الورق السّويسري.
ادفعوا أنتم الدولارات لقاء بعض المعرفة.. أما نحن، فحصلنا على ما نريده وأكثر من ذلك دون دفع ملّيم واحد. أصلاً لم يعد يغريهم القراءة .. لقد انهارت الطبقية الثقافية في عصر القرصنة. هنيئاً لشعوب العالم المنكوب بهذا النصر الأخلاقي المُهيب !