إيمان ملاللطالما تساءلت، أريد أن أكتب، لكن متى وماذا سأكتب؟ - هذا هو السّؤال المؤرق..
قرأت فيما مضى أن شاباً ذهب يطلب نصيحة من أحد الكتّاب المشاهير فقال له هذا الأخير : إذا أردت أن تصبح كاتباً عليكَ أن تقرأ كثيراً، ومن ثمّ تكتب كثيراً..
لكنني مؤخراً صادفت مقولة لسارتر زلزلت اعتقاداتي السابقة، يقول فيها ما معناه : إننا نعرض أنفسنا لخطر فقدان الذات وسط الكمّ الهائل من الكتب التي نقرأها. إذ كيف سنعرف ما إذا كانت أفكارنا بعد القراءة هي فعلا أفكارنا كما نتصور أم أنها خلاصات لقراءاتنا وحسب؟
المشكلة تزيد من تعقيد السؤال البدئي..
تجربة الكتابة هي تجرية معاناة، ليست معاناة بداخل اللّغة بقدر ما هي معاناة بداخل الشخصيات.. أتحدث بصفة خاصة عن الرّوائي : إن ذكاءه لا يتجلى في اللّغة ولا الأسلوب أكثر مما يتجلى في القدرة على التّموقع بداخل شخصيات روايته، فيشعر كما تشعر وينطق بلسانها.. إنه متى بدأ الروائي يُصدر صوتاً ( يتكلم ) من خلال روايته أفقدها صدقها.
تتبادر إلى ذهني نصيحة أحد الأصدقاء الرّوائيين حين دعاني لقراءة رواية " النّبطيّ " قائلا : إقرئيها كما لو أنك أنت الروائية وليس يوسف زيدان.
Published on September 21, 2014 10:19