هيبتا

هيبتا
وجد تلا من الرمال يأخذ إلى حد ما شكل الهرم، فاعتقد أن وضع بعض الأحجار القليلة على جوانبه يسمح له بأن يقول إنه صنع هرمًا، هذا هو الشيء العجيب الذي وقر في قلب صاحب هيبتا وهو يسطر هيبتا بهذه اللغة البسيطة وهذا التسطيح في معالجة الحالة وهذه المحاضرة الطويلة التي يعتمد فيها المحاضر على التقطيع في سرد الحياة العاطفية لأربعة أشخاص، والأعجب أن هناك جمهورًا واسعًا تعامل مع هذا التل الذي عليه بعض الأحجار على أنه هرم حقيقي.
بخلاف اللغة الركيكة كانت مشكلة محمد صادق أنه اعتمد إلى حد كبير على لحظة الكشف التي سيتضام فيها تباعًا هؤلاء الأربعة لنكتشف أنهم واحد في مراحل شتى، لذا كان واثقًا ومترهلًا طيلة الرواية معتمدًا على أنه سيفاجئ القارئ بالحقيقة، لذا لم يحاول أن يقدم الكثير معتمدًا على سحر الفقرة الأخيرة في النهاية وغرابة الاسم في البداية وبينهما لم يفلح في أن يبدو عميقًا وحتى الفحش لم يفلح فيه ناهيك عن إصراره على تقديم عالم أخلاقي متفتت تغوي فيها امرأة جارًا لها من المفترض أن نصدق أنها شعرت به من بعيد، ومن المفترض أن اندفاعها في تسليم نفسها له لا يطعن في إحساسها بالشرف.
وحتى عندما تعود وتنظر تجد صعوبة في الظن بأن الثلاثة ب و ج و د يمثلون التاريخ النفسي والعاطفي للشخص أ الذي يحتويهم باعتباره حاضرهم الذي حضر المحاضرة، بل إن كل ما ظهر في شخصية من الشخصيات من مثالب في علاقة الحب يجعل الشخص الحصيلة شخصًا متعبًا وغير جدير بالكثير من التعاطف، فهو المضطرب الذي يضم كل هؤلاء المضطربين، وحتى الأم المنتحرة كانت رحم هذا الاضطراب، ولم يكلف الكاتب نفسه إلقاء الضوء على شخصية الأم التي كان لا يصح أن يعاملها بهذا القدر من التلفيق والتخلص.
والشيء الذي يحضرني الآن كمدح للكاتب، بالإضافة إلى توفيقه في كشف أعراض متكررة في عالم الحب، هو أنه لم يكن يعاني أي اضطراب في تخيل قارئه، هو يعرف لمن يوجه هذا العمل، ويعرف أن هذه اللغة وهذا الموضوع وهذا النزر اليسير من ادعاء العمق، وهذا الجو المشبع بروح المراهقة، فيها جميعًا الكفاية ليترك أثرًا في قارئه الذي يعرفه.
2 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 31, 2016 23:22
No comments have been added yet.


فراشات مجففة لا زالت تطير

الأديب محمود توفيق
لا أستطيع ان أضع الفراشات بين صفحتين في الكتب كما كنت أفعل ؛ الآن أضع فراشة الانطباع بين صفحات الكتب
Follow الأديب محمود توفيق's blog with rss.