Mohamed Ateaa's Blog - Posts Tagged "صندوق-البريد"
لا أحب أن أكون مشهورًا
لا أحب أن أكون مشهورًا أو يعرف أحدهم أسمي، لا أحب أن يبادلني شخص ما غريب عني بالابتسام، ولا بمد اليدين للسلام ولا لكلمات الترحيب والشطارة، لا أود أن يمتدحني في عمل ما قمت به، ولا أن يسبغ علي مهارة قد لا أعرف أنني امتلكها، لا أحب ذلك كله، ولا أحب أن يصير أسمي مقرونًا بعمل ما بديع أو تهافت الناس على ذكره فلم يملوه بعد، ولا أن يتذكروا عني أنني صاحب كذا وكذا وأنني فلان الذي فعلت ذلك وذاك.
لا أحب أن استمع لكلمات المديح تلك، ما أعرفه أنني لا استحق ذلك، لا استحقه أو لنقل أنه المعتاد أن نفعل الأشياء بكل إتقان أو ليس كذلك؟ أحب الانتصارات في المعارك الممتعة المملؤة بألسنة معوجة وأفكار تطق شررًا وشياطين مقيدة في داخل أصابع من لا يتحدث وعقول كل من يتحدث، لا أحب أن أبدو كما نزلت عليه الحكمة، وغرف منها حتى أرتوى، حتى لو أشارت شياطين أدمغتهم لذلك، لا أحب أن تحبني في وجهي ويلعنني شيطانك بعد موردي.
لا أحب الكثير من الاشياء، أن يستخدم أحدهم قلمي، أو أن يقطع ورقة من دفتري، يمكنني أن أهديك مئة دفتر من الحجم الكبير ولكن أيرضيك أن اقتطع جزء من جلدك كي أدون عليه بخطي القميء رقم هاتف لن أحدثه أو أن أكتب كلمة بشكل لن أفهمه حتى أنا بعد ذلك، يمكنني أن أهديك قلم باركر ذهب عيار 21 ولكن أترك لي قلمي الأستدلر الذي يرافقني منذ أن كان عمري 13 سنة.
أتعرف أنني أحكي لقلمي عنكِ، أخبره بأنني كتبت به لك مرارًا الكثير من الكلمات الحلوة التي باتت في ذاكرتي مرة فيما بعد، ولكن مع مرارتها تلك أنا أحبها، أحب تلك الكلمات التي قلتها لك، وأحب كلمات المديح منك، رغم أنني لا أحب ذلك من أخرين، كم مرة قطعت فيها ورقة من دفتري لأجلك كي تكتب كلمة لن تقرأها ورقم هاتف لن تتصل به أبدًا ولكنني فعلت ذلك بكل مودة ولطف.
لا أحب أن أكون مشهورًا ولكن أحب أن أكون جمهورك الوحيد، وأحب أن أسمع دومًا كلمات المديح منك، أترى بعض الأشياء لا استسحسنها قبل أن تقول عليها أنت أنها لطيفة وجميلة وطيبة، فتكتسب الأشياء الجمال من وصفك لها لا من كينونتها الأصلية، ذلك شيء في منتهى الغرابة بالنسبة لي، فكم من نصوص أزهقت وكم من كلمات محيتها حتى من الوجود ومن ذاكرتي لأنني لم أعرضها عليك فتنتشل فرصة في الحياة من بين رموش عينيك، يا لحظها السيء.
لا أود أن أكون مشهورًا ولكن أود أن تعرفني أنتِ، لا أود أن أكون معروفًا ولكن أود أن يعرفني أنتِ، لا أود أي شيء حقيقة، سوى ابتسامة وكتاب وهدية كلطف هداياك التي تحضرها ولا أعرف ما السبب، يكفي حضورك فذاك هدية لا استطيع حتى التفكير في ردها، كم المرات التي رغبت أن تعرف أنني من وراء ذلك العمل أو خلفه؟ كم مرة وددت أن أخبرك أنني فعلت كذا وكذا كي تستحسنه فأحبه أنا واتلمظه، كل الأمور تبدو فارغة حتى تمتليء بشمس عينيك، كم شهرتي عمياء دون أن تقودها كلماتك إلي.
هل حدثتك عن الفراغ الذي تتركه كلمات الآخرين في داخلي؟ هل حدثتك عن الابتسامات المشوهة التي يتركونها على عتبة عيني وبصمات الأيادي التي تضل في داخلي فلا أعرف أصحابها، هل حدثتك عن كم الأوراق التي مزقوها من دفتري والحبر الأزرق الذي سال من قلمي الأستدلر وهو يرنو إليك لتعطف عليه قبل أن تتبخر حياته ويتحول أزرقه إلى كلمات عابرة أو رقم هاتف لا يعرف أحد صاحبه.
لا أحب أن أكون مشهورًا على الإطلاق، رغم أنك أشهر مني، ورغم أنك أجمل مني، ورغم أنك حقيقة ألطف وأنبل مني في مجمل الحياة، لدي أمور طبعا أخجل منها ولدي أمور لم استطع تحقيقها ولدي أمور حققتها، كل ذلك هباء في نظري، لو لم تعرفه، ما احتفظ به في داخلي هو ما مسسته أنتِ، ما وصفته بالجمال واللطف والوداعة، ما أودعك أنت والله وبعد ذلك تأتي مراتب الأشياء.
أنا أحب أن لا يعرفني أحد سواك، ولو أنني أعرف أن ما أخطه هنا سيصلك في النهاية لما كتبت ولا شاركت حرف واحد مما أكتبه، سيكون أمرًا رائعًا أن تعرف أنني أكتب لك وحدك أليس كذلك؟ سيكون أمرًا لطيفًا مني أن قلت لك ذلك، ولكن أنا أفعل ذلك فعلاً، تمر مني الكلمات كي تصل إليك فمن يحنو عليها ويصبغ عليها الجمال ذاته غيرك؟
-----------------
رسائل صندوق البريد
عطية
24 يونيو 2021
لا أحب أن استمع لكلمات المديح تلك، ما أعرفه أنني لا استحق ذلك، لا استحقه أو لنقل أنه المعتاد أن نفعل الأشياء بكل إتقان أو ليس كذلك؟ أحب الانتصارات في المعارك الممتعة المملؤة بألسنة معوجة وأفكار تطق شررًا وشياطين مقيدة في داخل أصابع من لا يتحدث وعقول كل من يتحدث، لا أحب أن أبدو كما نزلت عليه الحكمة، وغرف منها حتى أرتوى، حتى لو أشارت شياطين أدمغتهم لذلك، لا أحب أن تحبني في وجهي ويلعنني شيطانك بعد موردي.
لا أحب الكثير من الاشياء، أن يستخدم أحدهم قلمي، أو أن يقطع ورقة من دفتري، يمكنني أن أهديك مئة دفتر من الحجم الكبير ولكن أيرضيك أن اقتطع جزء من جلدك كي أدون عليه بخطي القميء رقم هاتف لن أحدثه أو أن أكتب كلمة بشكل لن أفهمه حتى أنا بعد ذلك، يمكنني أن أهديك قلم باركر ذهب عيار 21 ولكن أترك لي قلمي الأستدلر الذي يرافقني منذ أن كان عمري 13 سنة.
أتعرف أنني أحكي لقلمي عنكِ، أخبره بأنني كتبت به لك مرارًا الكثير من الكلمات الحلوة التي باتت في ذاكرتي مرة فيما بعد، ولكن مع مرارتها تلك أنا أحبها، أحب تلك الكلمات التي قلتها لك، وأحب كلمات المديح منك، رغم أنني لا أحب ذلك من أخرين، كم مرة قطعت فيها ورقة من دفتري لأجلك كي تكتب كلمة لن تقرأها ورقم هاتف لن تتصل به أبدًا ولكنني فعلت ذلك بكل مودة ولطف.
لا أحب أن أكون مشهورًا ولكن أحب أن أكون جمهورك الوحيد، وأحب أن أسمع دومًا كلمات المديح منك، أترى بعض الأشياء لا استسحسنها قبل أن تقول عليها أنت أنها لطيفة وجميلة وطيبة، فتكتسب الأشياء الجمال من وصفك لها لا من كينونتها الأصلية، ذلك شيء في منتهى الغرابة بالنسبة لي، فكم من نصوص أزهقت وكم من كلمات محيتها حتى من الوجود ومن ذاكرتي لأنني لم أعرضها عليك فتنتشل فرصة في الحياة من بين رموش عينيك، يا لحظها السيء.
لا أود أن أكون مشهورًا ولكن أود أن تعرفني أنتِ، لا أود أن أكون معروفًا ولكن أود أن يعرفني أنتِ، لا أود أي شيء حقيقة، سوى ابتسامة وكتاب وهدية كلطف هداياك التي تحضرها ولا أعرف ما السبب، يكفي حضورك فذاك هدية لا استطيع حتى التفكير في ردها، كم المرات التي رغبت أن تعرف أنني من وراء ذلك العمل أو خلفه؟ كم مرة وددت أن أخبرك أنني فعلت كذا وكذا كي تستحسنه فأحبه أنا واتلمظه، كل الأمور تبدو فارغة حتى تمتليء بشمس عينيك، كم شهرتي عمياء دون أن تقودها كلماتك إلي.
هل حدثتك عن الفراغ الذي تتركه كلمات الآخرين في داخلي؟ هل حدثتك عن الابتسامات المشوهة التي يتركونها على عتبة عيني وبصمات الأيادي التي تضل في داخلي فلا أعرف أصحابها، هل حدثتك عن كم الأوراق التي مزقوها من دفتري والحبر الأزرق الذي سال من قلمي الأستدلر وهو يرنو إليك لتعطف عليه قبل أن تتبخر حياته ويتحول أزرقه إلى كلمات عابرة أو رقم هاتف لا يعرف أحد صاحبه.
لا أحب أن أكون مشهورًا على الإطلاق، رغم أنك أشهر مني، ورغم أنك أجمل مني، ورغم أنك حقيقة ألطف وأنبل مني في مجمل الحياة، لدي أمور طبعا أخجل منها ولدي أمور لم استطع تحقيقها ولدي أمور حققتها، كل ذلك هباء في نظري، لو لم تعرفه، ما احتفظ به في داخلي هو ما مسسته أنتِ، ما وصفته بالجمال واللطف والوداعة، ما أودعك أنت والله وبعد ذلك تأتي مراتب الأشياء.
أنا أحب أن لا يعرفني أحد سواك، ولو أنني أعرف أن ما أخطه هنا سيصلك في النهاية لما كتبت ولا شاركت حرف واحد مما أكتبه، سيكون أمرًا رائعًا أن تعرف أنني أكتب لك وحدك أليس كذلك؟ سيكون أمرًا لطيفًا مني أن قلت لك ذلك، ولكن أنا أفعل ذلك فعلاً، تمر مني الكلمات كي تصل إليك فمن يحنو عليها ويصبغ عليها الجمال ذاته غيرك؟
-----------------
رسائل صندوق البريد
عطية
24 يونيو 2021
Published on June 24, 2021 07:54
•
Tags:
صندوق-البريد
الموسيقي الساحرة التي في القبعة
تنساب الموسيقى ثم تحضر أنت!
أنت إذا شئت جئت وإذا لم تشأ لم يحدث شيء، تدور اللعنات حول رأسي من الصباح للمساء، أتفقد لمساتك وأتفقد لعناتك كذلك، كل السحر المروي عنك لا يصور ولو حرفًا في أبجديتك التي لا يجيدها غيرك، ولا غيري صراحة، أتفقد لعناتك التي كانت ترسم لي الخيوط البيضاء فوق قبعتي التي أهدتني إياها وأخبرتني أنها كانت لساحرة بل لساحر من قبل، وسموه بصليب معقوف في قلبه ولكن ظلت روحه حر تهفهف في ثنايا القبعة التي أقنعتني أن أرتديها وفعلت.
تنساب الموسيقى إذا حضرت وأذا لم تحضر، تحتضر خيوط اللحن مشرفة على الهلاك وتخبرني أنك قادم، لن يمر هذا اللحن دون لعنتك ورؤيتك وابتسامتك، كيف تراك الموسيقي فتعرفك ومن ثم تصبح أجمل، كيف يبدو الهم بجانبك خفيفًا ذو ملاحة ويطاق، كيف تصبح الصحراء بلسمًا بل ومكانًا تغرد فيه الغربان؟
أنسيت أنك من جعلت الغربان تغرد، تنشد لحنًا غاية في البشاعة ولكنه مستساغ ولطيف وطيب كلعناتك التي تلعن بها العالم ومن ثم من فرط طيبتك تتوقف عن أن تجعل تعاويذك فاعلة، أي ساحرة أنتِ؟ كيف يمتزج هذا الشر مع تلك الوداعة؟ وكيف تحوي كل لعنة كل هذا اللطف والسحر والجمال الخفي؟
تنساب أنت ثم تخفت الموسيقي!
تدور حول مني وداعتك ومن ثم تخفت الموسيقي شيء فشيء، تتحضر الألحان لحضورك، تخفت حتى لدرجة أنني لا أسمعها، أسمع حفيف قدمك، ووشيش لعناتك الممتعة، أتدري أنني أحب لعناتك؟ سبحان من خلق لسان ينطق بجمال لعنات كتلك، وجسد يحوي كل هذا الشر مكمورًا في داخله، خلف تلك الابتسامة، كم من مرة سألتك أتلك ابتسامتك أم أنك صنعتها، فتخبرني أن الساحر ذا القبعة من منحها لك، وهي تحافظ على جمالك وحياتك ودماثتكّ! سبحان الله ألم يكن قادرًا على أن يصنع كل ذلك لنفسه؟ صحيح لا تصدق ساحرًا ولا ساحرة ولا شاعر ولا شاعرة.
تخافك الموسيقي فحين لا أفعل أنا، لا أتوقف عن الركض حول دوائرك، لا أتعب، صراحة ذلك مريح لي ولقبعتي التي تخفيني عنك، و تخفيك عني، لكن ليس مهمًا، المهم أنك قابع كالأرنب الأبيض الصغير في داخل تلك القبعة، أأخبرك؟ أنت قابع أصلا داخل تلك الرأس الصغيرة وذلك العقل الأصغر تحت تلك القبعة السوداء، الزرقاء أو الرمادية، كل الألوان في النهاية أن لم تشير إليك فلا جدوى منها ولا منك.
فكرتي عن السحر أن السحرة طيبون، لا عائد من ورائهم ولا هم يأتي لهم إلا أن قرروا أن يغتموا، فيظلم الكوكب، و تخفت حدة الشمس وتتطاير اللعنات، تطير الرياح قبعتي فأتمسك بها، فتضحك أنت فتسعد الغربان، ما الذي أتي بكل هذا الغربان معك؟ أتلك حقيقة أنك ساحرة؟ أم أن الغربان تبحث عن القبعة؟ أم ما تحت القبعة؟
لم أرى من يشعل في الموسيقي النار كي يتدفأ سواك، ولم أرى من يقضم قطعة من القمر عندما يجوع فيأكل منه، ومن ثم في كل مرة تمسح يديك وفمك في قبعتي، نعم هي هديتك وهي لعنتك لكن في كل مرة سأخبرك لا يحق لك أن تخفي الموسيقى التي أسمعها كي نستمع لنعيق غربانك وفحيح لعناتك التي لا تنتهي، وياليتها تجدي عليك.
الموسيقى التي أخفت القبعة!
أنتهى الطريق فجأة، لا أعرف لما توقفت الموسيقى، أختفت الغربان كذلك، طيرت الريح قبعتي، حل الفراغ وجلب معه كل شيء، أنكِ لست هنا فعلاً، حتى لو كانت قبعتك هنا، أن لعناتك لا تعمل وان سحرك لا فائدة منه ولا تمتماتك التي كنت ترددين في حضور الغربان، أنتهى كل شيء كأنه لم يكن يومًا موجودًا، لكن من وقت لأخر لازالت تنساب نفس الموسيقى من رأسي، وأجد بعض الغربان تدور حول قبعة ما أتذكر يومًا أنها كانت معي أو كنت معها، لا أدري أيهما أدق.
الموسيقى التي أخفت القبعة كانت من سحرك وسحرك كما أخبرتني أنه من صنع الساحر، صدقيني حزنت عندما طيرت الريح قلبي مع القبعة، وطيرت اللحن الشجي الذي كنت أغرق فيه، علي الآن أن أصحو وأزحف نحو ذلك العالم الذي لست أنت فيه، ما فائدة العالم دون موسيقاك؟ ما فائدة العالم دون سحرك؟ ما فائدة العالم دون قبعتك\قبعتي ما فائدة العالم إن لم تكوني فيه؟
الآن أغادر سحرك وأصحو من نومي، تمزقين أحلامي لأنني سأغادر، تمزقين وتر الموسيقى الذي يبدو سعيدًا ليئن، تمزقين قبعتي، لم تكن الريح يومًا ما كانت تلوكها في صبيحة كل يوم، بل كان أنتِ، ليس مهمًا، سأعود غدًا، مع موسيقى جديدة، وروح جديدة، وقبعة مميزة، ولعنات طازجة لم تفسدها براءتك ولا طيبتك المصطنعة التي تطهينها في خبث، ومع ابتسامة فريدة من نوعها مصدرها رأسي الصغير الذي يقبع تحت قبعتك الساحرة.
عطية
14 يوليو 2021
أنت إذا شئت جئت وإذا لم تشأ لم يحدث شيء، تدور اللعنات حول رأسي من الصباح للمساء، أتفقد لمساتك وأتفقد لعناتك كذلك، كل السحر المروي عنك لا يصور ولو حرفًا في أبجديتك التي لا يجيدها غيرك، ولا غيري صراحة، أتفقد لعناتك التي كانت ترسم لي الخيوط البيضاء فوق قبعتي التي أهدتني إياها وأخبرتني أنها كانت لساحرة بل لساحر من قبل، وسموه بصليب معقوف في قلبه ولكن ظلت روحه حر تهفهف في ثنايا القبعة التي أقنعتني أن أرتديها وفعلت.
تنساب الموسيقى إذا حضرت وأذا لم تحضر، تحتضر خيوط اللحن مشرفة على الهلاك وتخبرني أنك قادم، لن يمر هذا اللحن دون لعنتك ورؤيتك وابتسامتك، كيف تراك الموسيقي فتعرفك ومن ثم تصبح أجمل، كيف يبدو الهم بجانبك خفيفًا ذو ملاحة ويطاق، كيف تصبح الصحراء بلسمًا بل ومكانًا تغرد فيه الغربان؟
أنسيت أنك من جعلت الغربان تغرد، تنشد لحنًا غاية في البشاعة ولكنه مستساغ ولطيف وطيب كلعناتك التي تلعن بها العالم ومن ثم من فرط طيبتك تتوقف عن أن تجعل تعاويذك فاعلة، أي ساحرة أنتِ؟ كيف يمتزج هذا الشر مع تلك الوداعة؟ وكيف تحوي كل لعنة كل هذا اللطف والسحر والجمال الخفي؟
تنساب أنت ثم تخفت الموسيقي!
تدور حول مني وداعتك ومن ثم تخفت الموسيقي شيء فشيء، تتحضر الألحان لحضورك، تخفت حتى لدرجة أنني لا أسمعها، أسمع حفيف قدمك، ووشيش لعناتك الممتعة، أتدري أنني أحب لعناتك؟ سبحان من خلق لسان ينطق بجمال لعنات كتلك، وجسد يحوي كل هذا الشر مكمورًا في داخله، خلف تلك الابتسامة، كم من مرة سألتك أتلك ابتسامتك أم أنك صنعتها، فتخبرني أن الساحر ذا القبعة من منحها لك، وهي تحافظ على جمالك وحياتك ودماثتكّ! سبحان الله ألم يكن قادرًا على أن يصنع كل ذلك لنفسه؟ صحيح لا تصدق ساحرًا ولا ساحرة ولا شاعر ولا شاعرة.
تخافك الموسيقي فحين لا أفعل أنا، لا أتوقف عن الركض حول دوائرك، لا أتعب، صراحة ذلك مريح لي ولقبعتي التي تخفيني عنك، و تخفيك عني، لكن ليس مهمًا، المهم أنك قابع كالأرنب الأبيض الصغير في داخل تلك القبعة، أأخبرك؟ أنت قابع أصلا داخل تلك الرأس الصغيرة وذلك العقل الأصغر تحت تلك القبعة السوداء، الزرقاء أو الرمادية، كل الألوان في النهاية أن لم تشير إليك فلا جدوى منها ولا منك.
فكرتي عن السحر أن السحرة طيبون، لا عائد من ورائهم ولا هم يأتي لهم إلا أن قرروا أن يغتموا، فيظلم الكوكب، و تخفت حدة الشمس وتتطاير اللعنات، تطير الرياح قبعتي فأتمسك بها، فتضحك أنت فتسعد الغربان، ما الذي أتي بكل هذا الغربان معك؟ أتلك حقيقة أنك ساحرة؟ أم أن الغربان تبحث عن القبعة؟ أم ما تحت القبعة؟
لم أرى من يشعل في الموسيقي النار كي يتدفأ سواك، ولم أرى من يقضم قطعة من القمر عندما يجوع فيأكل منه، ومن ثم في كل مرة تمسح يديك وفمك في قبعتي، نعم هي هديتك وهي لعنتك لكن في كل مرة سأخبرك لا يحق لك أن تخفي الموسيقى التي أسمعها كي نستمع لنعيق غربانك وفحيح لعناتك التي لا تنتهي، وياليتها تجدي عليك.
الموسيقى التي أخفت القبعة!
أنتهى الطريق فجأة، لا أعرف لما توقفت الموسيقى، أختفت الغربان كذلك، طيرت الريح قبعتي، حل الفراغ وجلب معه كل شيء، أنكِ لست هنا فعلاً، حتى لو كانت قبعتك هنا، أن لعناتك لا تعمل وان سحرك لا فائدة منه ولا تمتماتك التي كنت ترددين في حضور الغربان، أنتهى كل شيء كأنه لم يكن يومًا موجودًا، لكن من وقت لأخر لازالت تنساب نفس الموسيقى من رأسي، وأجد بعض الغربان تدور حول قبعة ما أتذكر يومًا أنها كانت معي أو كنت معها، لا أدري أيهما أدق.
الموسيقى التي أخفت القبعة كانت من سحرك وسحرك كما أخبرتني أنه من صنع الساحر، صدقيني حزنت عندما طيرت الريح قلبي مع القبعة، وطيرت اللحن الشجي الذي كنت أغرق فيه، علي الآن أن أصحو وأزحف نحو ذلك العالم الذي لست أنت فيه، ما فائدة العالم دون موسيقاك؟ ما فائدة العالم دون سحرك؟ ما فائدة العالم دون قبعتك\قبعتي ما فائدة العالم إن لم تكوني فيه؟
الآن أغادر سحرك وأصحو من نومي، تمزقين أحلامي لأنني سأغادر، تمزقين وتر الموسيقى الذي يبدو سعيدًا ليئن، تمزقين قبعتي، لم تكن الريح يومًا ما كانت تلوكها في صبيحة كل يوم، بل كان أنتِ، ليس مهمًا، سأعود غدًا، مع موسيقى جديدة، وروح جديدة، وقبعة مميزة، ولعنات طازجة لم تفسدها براءتك ولا طيبتك المصطنعة التي تطهينها في خبث، ومع ابتسامة فريدة من نوعها مصدرها رأسي الصغير الذي يقبع تحت قبعتك الساحرة.
عطية
14 يوليو 2021
Published on July 15, 2021 07:02
•
Tags:
صندوق-البريد