لا أحب أن أكون مشهورًا
لا أحب أن أكون مشهورًا أو يعرف أحدهم أسمي، لا أحب أن يبادلني شخص ما غريب عني بالابتسام، ولا بمد اليدين للسلام ولا لكلمات الترحيب والشطارة، لا أود أن يمتدحني في عمل ما قمت به، ولا أن يسبغ علي مهارة قد لا أعرف أنني امتلكها، لا أحب ذلك كله، ولا أحب أن يصير أسمي مقرونًا بعمل ما بديع أو تهافت الناس على ذكره فلم يملوه بعد، ولا أن يتذكروا عني أنني صاحب كذا وكذا وأنني فلان الذي فعلت ذلك وذاك.
لا أحب أن استمع لكلمات المديح تلك، ما أعرفه أنني لا استحق ذلك، لا استحقه أو لنقل أنه المعتاد أن نفعل الأشياء بكل إتقان أو ليس كذلك؟ أحب الانتصارات في المعارك الممتعة المملؤة بألسنة معوجة وأفكار تطق شررًا وشياطين مقيدة في داخل أصابع من لا يتحدث وعقول كل من يتحدث، لا أحب أن أبدو كما نزلت عليه الحكمة، وغرف منها حتى أرتوى، حتى لو أشارت شياطين أدمغتهم لذلك، لا أحب أن تحبني في وجهي ويلعنني شيطانك بعد موردي.
لا أحب الكثير من الاشياء، أن يستخدم أحدهم قلمي، أو أن يقطع ورقة من دفتري، يمكنني أن أهديك مئة دفتر من الحجم الكبير ولكن أيرضيك أن اقتطع جزء من جلدك كي أدون عليه بخطي القميء رقم هاتف لن أحدثه أو أن أكتب كلمة بشكل لن أفهمه حتى أنا بعد ذلك، يمكنني أن أهديك قلم باركر ذهب عيار 21 ولكن أترك لي قلمي الأستدلر الذي يرافقني منذ أن كان عمري 13 سنة.
أتعرف أنني أحكي لقلمي عنكِ، أخبره بأنني كتبت به لك مرارًا الكثير من الكلمات الحلوة التي باتت في ذاكرتي مرة فيما بعد، ولكن مع مرارتها تلك أنا أحبها، أحب تلك الكلمات التي قلتها لك، وأحب كلمات المديح منك، رغم أنني لا أحب ذلك من أخرين، كم مرة قطعت فيها ورقة من دفتري لأجلك كي تكتب كلمة لن تقرأها ورقم هاتف لن تتصل به أبدًا ولكنني فعلت ذلك بكل مودة ولطف.
لا أحب أن أكون مشهورًا ولكن أحب أن أكون جمهورك الوحيد، وأحب أن أسمع دومًا كلمات المديح منك، أترى بعض الأشياء لا استسحسنها قبل أن تقول عليها أنت أنها لطيفة وجميلة وطيبة، فتكتسب الأشياء الجمال من وصفك لها لا من كينونتها الأصلية، ذلك شيء في منتهى الغرابة بالنسبة لي، فكم من نصوص أزهقت وكم من كلمات محيتها حتى من الوجود ومن ذاكرتي لأنني لم أعرضها عليك فتنتشل فرصة في الحياة من بين رموش عينيك، يا لحظها السيء.
لا أود أن أكون مشهورًا ولكن أود أن تعرفني أنتِ، لا أود أن أكون معروفًا ولكن أود أن يعرفني أنتِ، لا أود أي شيء حقيقة، سوى ابتسامة وكتاب وهدية كلطف هداياك التي تحضرها ولا أعرف ما السبب، يكفي حضورك فذاك هدية لا استطيع حتى التفكير في ردها، كم المرات التي رغبت أن تعرف أنني من وراء ذلك العمل أو خلفه؟ كم مرة وددت أن أخبرك أنني فعلت كذا وكذا كي تستحسنه فأحبه أنا واتلمظه، كل الأمور تبدو فارغة حتى تمتليء بشمس عينيك، كم شهرتي عمياء دون أن تقودها كلماتك إلي.
هل حدثتك عن الفراغ الذي تتركه كلمات الآخرين في داخلي؟ هل حدثتك عن الابتسامات المشوهة التي يتركونها على عتبة عيني وبصمات الأيادي التي تضل في داخلي فلا أعرف أصحابها، هل حدثتك عن كم الأوراق التي مزقوها من دفتري والحبر الأزرق الذي سال من قلمي الأستدلر وهو يرنو إليك لتعطف عليه قبل أن تتبخر حياته ويتحول أزرقه إلى كلمات عابرة أو رقم هاتف لا يعرف أحد صاحبه.
لا أحب أن أكون مشهورًا على الإطلاق، رغم أنك أشهر مني، ورغم أنك أجمل مني، ورغم أنك حقيقة ألطف وأنبل مني في مجمل الحياة، لدي أمور طبعا أخجل منها ولدي أمور لم استطع تحقيقها ولدي أمور حققتها، كل ذلك هباء في نظري، لو لم تعرفه، ما احتفظ به في داخلي هو ما مسسته أنتِ، ما وصفته بالجمال واللطف والوداعة، ما أودعك أنت والله وبعد ذلك تأتي مراتب الأشياء.
أنا أحب أن لا يعرفني أحد سواك، ولو أنني أعرف أن ما أخطه هنا سيصلك في النهاية لما كتبت ولا شاركت حرف واحد مما أكتبه، سيكون أمرًا رائعًا أن تعرف أنني أكتب لك وحدك أليس كذلك؟ سيكون أمرًا لطيفًا مني أن قلت لك ذلك، ولكن أنا أفعل ذلك فعلاً، تمر مني الكلمات كي تصل إليك فمن يحنو عليها ويصبغ عليها الجمال ذاته غيرك؟
-----------------
رسائل صندوق البريد
عطية
24 يونيو 2021
لا أحب أن استمع لكلمات المديح تلك، ما أعرفه أنني لا استحق ذلك، لا استحقه أو لنقل أنه المعتاد أن نفعل الأشياء بكل إتقان أو ليس كذلك؟ أحب الانتصارات في المعارك الممتعة المملؤة بألسنة معوجة وأفكار تطق شررًا وشياطين مقيدة في داخل أصابع من لا يتحدث وعقول كل من يتحدث، لا أحب أن أبدو كما نزلت عليه الحكمة، وغرف منها حتى أرتوى، حتى لو أشارت شياطين أدمغتهم لذلك، لا أحب أن تحبني في وجهي ويلعنني شيطانك بعد موردي.
لا أحب الكثير من الاشياء، أن يستخدم أحدهم قلمي، أو أن يقطع ورقة من دفتري، يمكنني أن أهديك مئة دفتر من الحجم الكبير ولكن أيرضيك أن اقتطع جزء من جلدك كي أدون عليه بخطي القميء رقم هاتف لن أحدثه أو أن أكتب كلمة بشكل لن أفهمه حتى أنا بعد ذلك، يمكنني أن أهديك قلم باركر ذهب عيار 21 ولكن أترك لي قلمي الأستدلر الذي يرافقني منذ أن كان عمري 13 سنة.
أتعرف أنني أحكي لقلمي عنكِ، أخبره بأنني كتبت به لك مرارًا الكثير من الكلمات الحلوة التي باتت في ذاكرتي مرة فيما بعد، ولكن مع مرارتها تلك أنا أحبها، أحب تلك الكلمات التي قلتها لك، وأحب كلمات المديح منك، رغم أنني لا أحب ذلك من أخرين، كم مرة قطعت فيها ورقة من دفتري لأجلك كي تكتب كلمة لن تقرأها ورقم هاتف لن تتصل به أبدًا ولكنني فعلت ذلك بكل مودة ولطف.
لا أحب أن أكون مشهورًا ولكن أحب أن أكون جمهورك الوحيد، وأحب أن أسمع دومًا كلمات المديح منك، أترى بعض الأشياء لا استسحسنها قبل أن تقول عليها أنت أنها لطيفة وجميلة وطيبة، فتكتسب الأشياء الجمال من وصفك لها لا من كينونتها الأصلية، ذلك شيء في منتهى الغرابة بالنسبة لي، فكم من نصوص أزهقت وكم من كلمات محيتها حتى من الوجود ومن ذاكرتي لأنني لم أعرضها عليك فتنتشل فرصة في الحياة من بين رموش عينيك، يا لحظها السيء.
لا أود أن أكون مشهورًا ولكن أود أن تعرفني أنتِ، لا أود أن أكون معروفًا ولكن أود أن يعرفني أنتِ، لا أود أي شيء حقيقة، سوى ابتسامة وكتاب وهدية كلطف هداياك التي تحضرها ولا أعرف ما السبب، يكفي حضورك فذاك هدية لا استطيع حتى التفكير في ردها، كم المرات التي رغبت أن تعرف أنني من وراء ذلك العمل أو خلفه؟ كم مرة وددت أن أخبرك أنني فعلت كذا وكذا كي تستحسنه فأحبه أنا واتلمظه، كل الأمور تبدو فارغة حتى تمتليء بشمس عينيك، كم شهرتي عمياء دون أن تقودها كلماتك إلي.
هل حدثتك عن الفراغ الذي تتركه كلمات الآخرين في داخلي؟ هل حدثتك عن الابتسامات المشوهة التي يتركونها على عتبة عيني وبصمات الأيادي التي تضل في داخلي فلا أعرف أصحابها، هل حدثتك عن كم الأوراق التي مزقوها من دفتري والحبر الأزرق الذي سال من قلمي الأستدلر وهو يرنو إليك لتعطف عليه قبل أن تتبخر حياته ويتحول أزرقه إلى كلمات عابرة أو رقم هاتف لا يعرف أحد صاحبه.
لا أحب أن أكون مشهورًا على الإطلاق، رغم أنك أشهر مني، ورغم أنك أجمل مني، ورغم أنك حقيقة ألطف وأنبل مني في مجمل الحياة، لدي أمور طبعا أخجل منها ولدي أمور لم استطع تحقيقها ولدي أمور حققتها، كل ذلك هباء في نظري، لو لم تعرفه، ما احتفظ به في داخلي هو ما مسسته أنتِ، ما وصفته بالجمال واللطف والوداعة، ما أودعك أنت والله وبعد ذلك تأتي مراتب الأشياء.
أنا أحب أن لا يعرفني أحد سواك، ولو أنني أعرف أن ما أخطه هنا سيصلك في النهاية لما كتبت ولا شاركت حرف واحد مما أكتبه، سيكون أمرًا رائعًا أن تعرف أنني أكتب لك وحدك أليس كذلك؟ سيكون أمرًا لطيفًا مني أن قلت لك ذلك، ولكن أنا أفعل ذلك فعلاً، تمر مني الكلمات كي تصل إليك فمن يحنو عليها ويصبغ عليها الجمال ذاته غيرك؟
-----------------
رسائل صندوق البريد
عطية
24 يونيو 2021
Published on June 24, 2021 07:54
•
Tags:
صندوق-البريد
No comments have been added yet.