Mohammed Alamin's Blog

December 30, 2015

مذكراتُ قاتل هاوٍ يصاب بالكآبة أول سبعة أيام في الأسبوع

قتلتُ صديقي لأنّهُ تمنّى لي الحظ الجيد، قتلتُ جدّتي لأنّها قبّلتْ رأسي، قتلتُ أمي لأنّها صلّت لأجلي، قتلتُ أبي لأنّه كان أروع من أن يكون أبي. قتلتُ صاحب المحل لأنَّه لم يعطني النقود ولأنّهُ بعد ذاك اعطانيها. قتلتُ الغريب لأنّي قتلت أهلي فماذا بقى من أعذار للغريب؟ قتلتُ البنات لأن بداخلهن، مهما حاولن إخفاء ذلك، مومسات. قتلتُ محمد منير لأنَّ صوته كان يعذّبُني. قتلتُ الولد الصغير لأنّه ما زال صغيراً، وقتلتُ الكبير لأنّه رأى ما فيه الكفاية. قتلتُ الجيران لأنَّ ثرثرتهم كانت تصلني. قتلتُ سائق الباص لأنّهُ أنزلني، بالضبط، في مكاني الذي طلبت. قتلتُ الشرطي لأنّه رأى كل شيء، قتلتُ المُحقِِّق لأنّهُ شكَّ في أمري، قتلتُ القاضي للاحتياط. قتلتُ أساتذتي في الإبتدائي لأنّني تخرّجت، قتلتُ البوّاب لأنّي تعودت على القتل. قتلتُ رجُلاً قال أن ضحكتي حزينة، وقتلتُ آخر لأنّهُ ما قال شيئاً. قتلتُ طبيبي النفسي الأول لأنّهُ قال أنّي سأتعافى، وقتلتُ الثاني لأنّهُ نفى. قتلتُ حبيبتي لأنَّ صورتها كانت لا تفارق البال، قتلتُ نشّالاً لأنَّهُ كان سيموتُ على كل حال، قتلتُ رفاق الجامعة لأنِّي لم أقوَ على الاحتمال، قتلتُ إخوتي لأنّهم كثيرو الاتصال. قتلتُ الآخرين لأنّهمُ كانوا دائماً آخرين. قتلتُ سُكَّان العالم لأنَّهم كانوا كثيري الهراء، ولأنَّهم، طبعاً، يضايقونني في الهواء. ثمُّ وحين أردت قتل نفسي... وجدت أنَّ كلَّ شيءٍ صار، فجأةً، على ما يرام.
3 likes ·   •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on December 30, 2015 08:53

November 18, 2015

الموتُ لا يضحكْ

وأنا في مهمة تلخيص قصته، كطلبٍ منه، ولا أدري لماذا قال أنَّه الطلب الأخير! كان يجب أن أكتب هذا: شخص في بدايات حياته كان مثاراً لسخرية الآخرين، إذ كان يشكِّل بصمتّهِ وبتمتمتهِ في الكلام، أقوى دافع لهم لأذيّته، فما الذي يمكن أن يحمي مشاعره من التلف؟ وإذ ذاك كان كل ما قدر عليه للدفاع عن نفسه هو الاختباء. "تعلم ما يقولون عن أن الوقاية خير من العلاج فلماذا تصر على الخروج، هه؟" إذاً، ما كان الغبي -طلب مني أن أصفه بهذا- يخرج إلا نادراً، لجلب القليل من الغذاء الذي يكفي لأسبوع أو أسبوعين، بقدر ما تجود به سعة اليد الضيقة، ثُمَّ والقليل من الكتب، ليعود بعدها كحيوان الخلد، هارباً من الشوارع بأقصى ما استطاع من قوة، للولوج إلى جحره الجميل الكئيب الرطب، متفنّناً في وضع الأقفال على أبواب روحه. وهنا بالذات، في جحرهِ هذا، كان قادراً على البعد من الناس، لكنَّه أبداً لم يستطع هشَّ الذكريات، ولم يجد بُدّاً من مقارعتها، كتفاً بكتف، خارجاً كعادته خاسراً حسيراً أسِيفاً. لم يجد فكاكاً من استرجاع تلك الأيام، ودائماً ينتفض بجسده كله كأنه ممسوس، بل كأنَّ قوى خفية تستلذ باللعب به.
الذكريات الَّتي هرسته تتناوب عليه أكثر حين يستذكر أيام الجامعة السوداء. أيَّهما الأسود، أيام الجامعة أم روحي؟ كليهما يقول. حين يتذكرها وأيامها فإنِّه لا يتذكر نفسه إلا موليّاً هرباً منها، يقضي دروسه غائباً بصورة أو بأخرى، عن الوعي. وحين ينتهي هذا ويبدأ البقية بالتوزّع ما بين الأنشطة السياسية والاجتماعية، أين كنت تجده؟ هارباً في الطريق إلى البيت، أو ميمّماً شطر المكتبة خائفاً يترقّب. حتَّى ولو جلس بإلحاح من إنسّي لعين فلا بدَّ أنَّك كنت ستشاهدهُ بعيداً منزوياً صامتاً، يرقب الآخرين بوجل، بعينين لامعتين كنصل بارد.

ليكون حقّانيَّاً، أخبرني أنَّ العلَّة في شخصهِ وفي طريقة اندماجه فلو كان في أي جامعة عدا هذه لأُصيبَ بنفس الأعراض. ذكر أنَّ روحهُ أكثر ظلاماً. "على كل حال فلأذهب وليذهب الجميع إلى الجحيم"، قال.

كان عليَّ أن أكتب هذا، قال لي أن الذي بيده القلم لا يكتب نفسه شقياً: أنَّه وفي غمرة تشنجاته التي خبّأها عن الجميع، في لحظات معينة، كانت فجأة ما تدبُّ في رأسه تلك القوة الخارقة، بحيث حين يخرج للشارع فإنه يحوِّل ضحك الآخرين عليه، والذي استمر في تخزينه طوال روحه في جروحه، يحوّل كل هذا الألم الذي برع في تسجيله، يحوّل ضحكهم واستهزائهم الآني والسابق، يحوّلهُ في توّهِ ولحظتهِ إلى طاقة مهولة، تتوارى خلف سجون القلب ويتم شحنها بكئيب الذكريات، ثم ينادي عليهم -في رأسه- بأسمائهم، ويجمعهم، فيأتي بهم واحداً واحداً، لكأنَّ رأسه يوم القيامة! فيفلح الجسد المغمول في جراحه بتعذيبهم البدني على سبيل الخيال، بقدر تعذيبهم النفسي له. ويا لهُ من خيال، ويا له من إحساس عظيم كان يحسه! يقول أن الخيالات لا تحدث إلا حين تنتهي الأقراص أو يزول مفعولها.

كان عليَّ أن أكتب ما ذكره عن جلسات العلاج التي لم تفلح. كان علي أن لا أبكي حين ردّد هذا الكلام.

كان عليّ أن أكتب هذا، لكنّه ما تركني أكمل القصة حتَّى وجدت هذه الرسالة الطويلة التي تفيد أنَّه -بالصورة الَّتي طالما راودته في أحلامه السعيدة- قدّر أنّه سيجزر نفسه اليوم، بإخراجه لقلبه عديم الجدوى، ومخاطبتهِ إن تبقّت له أنفاس: "لماذا؟". ثم يرميه في الحمام إنْ هو قدر، مُشغّلاً أغنية يسمعها تنبعث من مكان بعيد، عن الفراق السعيد، يصرخ فيها أحدٌ ما: "أنقذني"، فيجيبهُ هازئاً مبتسماً، أنَّ الموتَ لا يضحكْ. كنت سأكتبُ كلَّ هذا لولا أنَّ مفتاح غرفتهِ يقبع بصورة لا أعلم كيفيتها، في جيبي. كنتُ سأكتب هذا لو أنَّي عرفت كيف دخلت غرفتهُ... كيف ومتي؟ كنتُ سأكتبُ كلَّ هذا لولا أنَّني قرّرت أن اليوم هو اليوم المناسب لأخرج قلبي من مكمنه.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 18, 2015 10:47 Tags: موت

August 1, 2015

الغيور الشديد

تحت أي مرضٍ في قائمة الأمراض يُمكنك أن تُدرج هذا المرض؟ لربما لو كنت أدري ما الذي أمرُّ به لما حكيته. أطلب المساعدة لأني ما وجدت تبريراً علمياً لما أخوض، ولا وصلت للخلاص مما أنا فيه. انتبهت حين بدأ الأمر، كنتُ قد أحببت ميس حمدان كأن بيننا زمالة قصيرة المدى، بعد فترة أحببتها كأنها زوجتي المستقبلية ثم استفحل الأمر وبتُّ أغارُ على ضحكتها، ونغم صوتها وسط الرجال، فتركتها، ثم بدأت بصورة روتينية أبحث عن معلومات وصور لها على الشبكة وأدعو الله أن لا أجد على ويكيبيديا أنها قد تزوجت. لكان الأمر عادياً إن توقف هنا. أصلاً سمعت الكثير عن قصص معجبين طاردوا ممثلاتٍ أو فنانات، وتربصوا بهن الدوائر. أما أنا فقد كانت ميس هي ضربة البداية. لقد تخطيت ميس لأطارد بغيرتي كل امرأة تقعُ في مرمى بصري.. فيكفي أن أرى امرأةً، أيً كانت، وفي أي مكان، حتى أبدأ في الغيرة عليها.

في الشوارع أرى البنات مشرقات وأحدس أنه لابدَّ أن ثمَّة فتياناً خدّاعين في حياتهن، أتخيلهم في الليل يقول الواحد منهم أنه يحلم ببيت يجمعهما سوياً ويتنهد، ويقول لها: غنِ لي. وتغني. وأسأل نفسي: لما اختارته هو؟ في أي شيء هو أفضل مني؟ في مقاعد المواصلات حين تتبسّم التي بجواري في محادثتها على الشات أكاد اتشظى. أقول لها بعينيّ لو كانت تفهم لغة العيون: تحبينه ها؟ وأنا.. ألا أستحق؟ أمام السوبر ماركت تأتي البنات لشراء كروت تعبئة الرصيد، ولأنني خجول أبعث لهن رسائل تخاطرية. تقول الرسالة: والله العظيم أغارُ عليك. وأراها تغادر ورسالتي لم تفتح.


على فيسبوك يكفي أن تكون البنت موضع الغيرة في قائمة أصدقائي أو بيننا صديق مشترك، حتى أدلق عليها غيرتي. أظل عشرات الدقائق أتفحّصُ صُورها. أتفقّدُ ما إن كان أحدٌ ما قد أشار لها في صورة تجمعهما سوياً. أجدها قد وضعت "أعجبني" في حساب أي رجل، فأتساءل إن كانت هذه طريقتها لتبلغه بأنه يعجبها. أتبسّم بمرارة: واضح طبعاً، وغدة، لعبتك مكشوفة. لكأنني صببت آلاف القوالب من الغيرة؛ فيكفي أن أعرف البنت أو أبحث خلف أين تركت إعجاباتها أو اخترع لها تاريخاً مع رجلٍ وضع تعليقاً ومضى، حتى أُهشِّم القالب في صميم روحي. أجد في تعليقاتها شاباً يبدو أنه يعرفها فاختار له أجلاً يموتُ فيه: مت. مت. مت يا سارق حبيبات الآخرين.

كنتُ قد أعدَّدتُ مُحادثاتٍ خيالية أصف فيها لكل واحدة كيف أغارُ عليها. أقول لنفسي ما الذي سأخسره لو خسرت غيرتي الافتراضية؟ أصلاً فاقد الشيء لا يفقده. في الرسائل أوضحُ لها أنّها بالطبع لا تعرفني ولا أنا أعرفها ولستُ زوجاً محتملاً ولا قليل الأدب.. أقول لها: لكن ثمَّة خيط لا مرئي يشدني إليك. في حالات شديدة الندرة ومتفرقة البعض منهن كُنَّ أكثر تفهماً، والبعض قمن بحظري. كنت قد أقسمت بالطبع أن هذه الغيرة ليس لها أدنى ارتباط لا من قريب أو بعيد بالاشتياق الجسدي. الآنسة "ص" قبل أن تحظرني قلت لها أنني هنا لثلاثة أسباب: واحد لأن روابط الصفحات قادتني إلى هنا. صفحة قادتني لصفحة ومنها لصفحةٍ ومنها إلى هنا؛ إليك. الثاني لأنك من معلوماتك الشخصية درسّتي الطب النفسي. والثالث لأني أغار عليك. تتسألين لماذا أغارُ عليك وأنا لا أعرفك؟ حسناً، ذلك أنني لستُ حجراً. أرسلت رسالتي الأخيرة ومن حينها وصفحتها لا تفتح.

أغارُ على كل نساء الأرض كأنهن في حرزي. أغار على كل بنت كأن بيننا تاريخاً عريضاً.
أسأل قوقل: "ما هي دوافع الغيرة المرضية؟ هل هناك شيء من الأساس أسمهُ الغيرة المرضية تجاه من لا تعرفهن؟".


على تويتر، ترفعُ البنات صورهن لزيادة أعداد المتابعين، ولا يعلمن أنّهُ هناك؛ في الجوار البعيد، ثمَّة روح تزقزق وتتأرق وتغارُ عليها. بلا استهبال؛ أجدني أحدّق في قسماتهن كأنهن تركنني للتو. أفكرُ في أي شيء كانت تُفكِّر لحظة التقاط الصّورة. هل هناك رجل معيّن في بالها هذه الأيام؟ لما لا أكون أنا؟ أُحمّل صورهن على جهازي وأُفكِّر في نهاية جيدة تبعد عنها الرجال وتسقطني في قلبها.

في الصلاة أدعو لأخواتي بالستر وبالزواج السريع، ومع أول عريس اُستشارُ فيه أجلس مع نفسي وأرفضهُ. كيف له أن يسرق أختي مني؟! كأن حياتي تعتمد فقط على وجود النساء ودافعي للبقاء هو الغيرة عليهن. هل تعتمد حياة محمد الأمين على وجود النساء؟ وقوقل لا يجيب.

على الهاتف، يسألني أبي عن حالي. أفكر أن أخبرهُ أنِّي أمرُّ بمشكلة، أزمة لا أسميها. هل خمّنت بماذا يمر ابنك؟ هل حدست ماذا يقاسي؟ هااا أيها المُلتحي العظيم! فأتخيلهُ يطالبني أن أُذَّكِر نفسي بما قاله عن وصفته لعلاج القلق الوجودي، وأتصوره يُشيِرُ بيديه في الهواء بحيث يضع القلق النفسي البشري في صدام مع الطمأنينة الإيمانية الدينية، وينصح بترك كتب سيوران. فأتراجع ولا أقول، وبدلاً عن ذلك أجيب: "كلو تمام الحمد لله". لا أحد يعلم أين وصلت بي الأزمة. أخترعُ تاريخاً مع نساءٍ ما بيني وبينهُنَّ رابط، إلا وجودنا الافتراضي على الشبكة، أو المرئي على التلفاز أو اليوتيوب، أو وجودهن في دائرة رؤيتي في المطاعم والمواصلات وسكِك الشوارع. طريقتي معهن في التواصل هي الندم، أنا لا أعرفهن بصورة شخصية، ولا أحبهن، فقط أغار عليهن. أقنع نفسي: ذلك أنّني لست حجراً. وأوجّهُ لك سؤالي: هل هذا مرض؟ إذن ما علاجهُ؟ إن لم تجد ما يمكن أن يسعفني فأتمنى أن تؤمن بيقين كامل أن ما قرأته بالأعلى ليس إلا مجموعة من الأكاذيب السردية.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 01, 2015 10:03 Tags: غيرة

July 4, 2015

تقتلني أيضاً العنوسة

قبل النوم، وأثناءه، وبعده، تطاردني ذكريات محمومة عن أيام كانت لنا. لكأن توقيت النساء توقف عندك! قبل أن أسقط فيك كانت النساء كائنات غريبة، حتى أنتِ، ربما لهذا السبب اقنع نفسي أني ظللت -قبل أن أصارحك- أربع سنوات ونصف السنة أراقبك من على البعد، لا أجد منك فكاكاً في مخيلتي وفي الواقع أعجز عن رد السلام ناهيك عن أن أكون المُبادر.

الآن، برحيلك المفاجئ، ههههه، حسناً، من نخدع هنا؟ برحيلك المتوقع، زدتُ يقيناً بغرابتكن، إذ كيف ينخرط رجل وامرأة في حب بعضهما لهذا الحد ثم لمجرد هنَّة صغيرة تعلن المرأة أنها توقفت؟ هكذا، بهذه البساطة! لا أخفيك أني أمقتك الآن لدرجة أعجز عن وصفها، لا أدري كيف أشرح ذلك، أعتبر مقتي لك درجة أسمى من الحب.
للحق؛ أنا نادم على كل لحظةٍ كنت عاجزاً فيها عن التواصل الحسي: الهمس، الغمز، اللمس. وأعلن الآن ندمي المتعاظم؛ على أني لم اغتصبكِ، في مرحلة من المراحل حين بدأت تمارسين هوايات النساء المفضلة: الثرثرة الأبدية والشكوى من أي شيء، والتفصيل الممل لكلِ الأحداث التي تمر عليك، والقلق، قلقكِ المتعاظم من لا شيء، لمجرد القلق فحسب: أكلتَ كويس؟ لازم تأكل كويس! انتبه وإنت بتقطع الشارع... والاتصالات، الاتصالات السرمدية المملة السمجة التي لا يقطعها إلا طلبي واعتذاري الخجول بأنه: لو سمحتِ ههه مفروض أقرأ شيء قبل ما أنوم، بحبك والله. ثم يأتي ردُّكِ الوحيد على كل ما أطلبه بأدب: بقيت ما بتحبني زي زمان.

حين بدأتِ تُقلقينَ حياتي بقلقك العظيم وتوجيهاتك الأليمة، تمنيتُ أن تكوني هنا، قربي، لا على بعد حوالي 180 كيلومتراً، حتى يهنأ لك بال، وحتى أرتاح، لكنتُ ربما عضضت شفاهك، لربما كنت لأحدقَ فيكِ كأنكِ وجبتي التالية، لربما -بصورة لا تخلو من لطف- خنقتك، اغتصبُكِ برغبتك. كنت أحبك، وبصورة أجهل كيفيتها وتقنياتها أردتُ تعذيبك.

الآن كله صار من الماضي، قاربنا على تمام السنة من دون أن أعرف عنكِ شيئاً، لم ترُدِّ على آخر 7 رسائل لي، جاءتك من أرقام مختلفة على الواتساب، كأنك ما قابلتني أبدا. أقول لأصحابي: "بعد كل هذا الحب والانتظار الذي أنفقته عليها تكافئني بحظري من الواتساب، تخيّلوا، لكأنها حجر صلد".

أبحث في الإنترنت عن كلِ شاعرٍ مخذول وأجعلهُ صديقي، أقرأ للأحنف: "وَاللَهِ لَو أَنَّ القُلوبَ كَقلبِها ما رَقَّ لِلوَلَدِ الصَغيرِ الوالِدُ"، ثم أوافقهُ الرأي وأُقرِّبُهُ مني. أستخلص محمود محمد شاكر لنفسي: لقد كنتِ أحلامي - إذا الليل ضمَّني وكنتِ إذا ما الفجر أيقظني - روضي"، وأعترض كلمة "كنتِ". أقرأ لمجنون ليلى: "قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها"، هل قضاك الله لغيري؟ هل يمكنُ أن يقضيك الله حقاً لغيري؟ أحقاً منكِ يصيرُ ذاكَ؟ الصراحة يمكن أن أتقبل فكرة أنكِ لستِ هنا، وأنكِ لستِ لي، لكن فكرة أن تُتوّجِي أميرة لغيري مثيرة للضحك! والغثيان. فكِّري في موضوع ارتباطك بغيري وأعدكِ أنَِّي سأرفعُ قليلاً من درجة السادية وأُفجّركِ -بعد أن اُلقي عليك قصيدةً طويلةً كنتُ قد عدّدتُ فيها مآثرك- في حفل عُرسِك.
يُعتبرُ التهديد صالحاً حتى تقتلكِ العنوسة كما سيقتلني -دونكِ- عدم الزواج.
4 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 04, 2015 15:51