“العظماء المائة 18″.. الشيخ عبد الرحمن السميط

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

كان ذلك الطفل الكويتي الذي يبلغ الخامسة من عمره يخرج بعد صلاة العصر من المسجد

لا لكي يلعب ويلهو مع الأطفال الذين كانوا في عمره بل لكي يقوم بمغامرته الصغيرة التي اعتاد على القيام بها في الصحراء القريبة من منزله

كان ذلك الطفل يمشي حاملا معه عصاه الصغيرة التي كان يستخدمها في صيد الأفاعي السامة التي تعلم طريقة صيدها وهو في ذلك العمر المبكر

العجيب في الأمر إن ذلك الطفل وبالرغم من نعومة أظافره كان يتنقل بين كثبان الرمال الملتهبة غير آبه بحرارة الشمس الحارقة أو الزواحف الخطيرة التي كانت تنتشر في صحاري الكويت

والأعجب من ذلك انه كان يغمض عينيه بين الحين والآخر ليتخيل نفسه وهو في أدغال قارة كان يسمع عنها في القصص قارة تدعى قارة إفريقيا ليواجه في خياله الحيوانات المفترسة بتلك العصا الصغيرة التي بالكاد يستطيع حملها وبينما هو غارق في مغامرته التي كان يتخيلها كانت ابتسامة مشرقه ترتسم على شفتيه قبل أن يسمع من بعيد أذان المغرب ليستيقظ هذا الطفل من أحلام اليقظة التي كان يعيشها فيحرك ساقيه الصغيرتين متوجها إلى المسجد كان ذلك الطفل يمشى وتلك الابتسامة العجيبة ترافقه في طريقه


مرحبا بكم

هذا جهاد الترباني يحييكم في الحلقة الثامنة عشر من برنامج العظماء المائة

وفيها سنحكي حكاية بطل كويتي عظيم قام بإنقاذ ملايين الأفارقة الفقراء من الجوع والتشرد


هذا البطل المسلم كان يدعى عبد الرحمن ..عبد الرحمن السميط


وهو بطل إسلامي خرج من ارض إسلامية عظيمة هي ارض دولة الكويت


والكويت دولة عربية تقع شمال الخليج العربي وهي دولة صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في ما قدمته لأمة الإسلام فدولة الكويت كانت رائدة في مجال العمل الخيري الإسلامي على مستوى العالم بأسره والحقيقة إنني عندما أتحدث عن الكويت وأهلها فإنني أتحدث بشيء من العاطفة

فهناك رابطة قوية تربطني بين الكويت وأهل الكويت حينما كنت طفلا صغيرا أعيش في منطقة السالمية في الكويت وسبحان الله أهل الكويت على الرغم من صغر مساحة أرضهم وقلة عدد سكانهم


يمثلون ثاني اكبر عدد لمتابعي هذا البرنامج وفقا لإحصائيات اليوتيوب ولا يفوقهم في هذا العدد

سوى المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى فشكرا لأهل الكويت شكرا لأهلي على هذه الثقة


وشكرا لكل الأخوة المتابعين في جميع أنحاء العالم أحبكم في الله


عبد الرحمن السميط

كم منا سمع باسم هذا البطل الكويتي للأسف هذا الاسم لا يعرفه كثير منا حتى أنا لم اسمع إلا من بضع سنوات خلت بل أن الشيء المخيف إن كثير من أهل وطنه الكويت لم يعلموا بقصته إلا بعد وفاته فعلى سبيل المثال وصلتني رسالة من احد المتابعين الأفاضل من دولة الكويت يروي بها كيف أن أستاذهم الكندي الجنسية كان يدرسهم حكاية الأم تريزا وكان يتفاخر أمامهم باستعلاء وهو يسألهم هل لديكم انتم المسلمون مثلها


يضيف هذا الأخ الفاضل في رسالته بأنه ومن معه لم يستطيعوا إجابته واعتراهم شعور بالخجل بعد سؤال أستاذهم لهم ويقول ومع إننا كويتيون إلا إن الإعلام عندنا لم يهتم بسيرة هذا البطل فبقي مغمورا يتجول في أفريقيا بفريقه الصغير لا يعلم الأكثرية هنا عنه ولم ننتبه إلا بوفاته


من ضمن بنود نظرية الغزو التاريخي التي تحدثنا عنها كثرا في هذا البرنامج من ضمن بنودها تشويه أو إزالة قصص أبطالنا العظماء في نفس الوقت الذي تنشر فيه قصص أبطال غزاة التاريخ الذين غالبا ما يكونون أبطال مزيفين الهدف من ذلك لا يكمن فقط في تزييف التاريخ وإظهارهم كأبطال أمامنا بل الهدف الرئيس من ذلك هو قتل الثقة في قلوبنا وزرع شعور بالنقص و الدونية أمامهم لنتحول أنا وأنت دون أن نشعر بذلك إلى تبع لهم مجرد عبيد وفي أفضل الأحيان إلى مجرد أقزام ..إلى مجرد أقزام أمامهم والى الذي لا يعرف من هي الأم تريزا التي ذكرها الأخ الفاضل في رسالته


فهي راهبة البانية كاثوليكية بعثتها الكنيسة إلى الهند عام 1929م لتعمل هناك كمنصره في قرى الهند الفقيرة وقد انتشرت عن هذه الراهبة خلال القرن الماضي قصص عن مدى رعايتها بالأيتام والمساكين ومساعدتها للفقراء وقيامها بمعالجة المرضى بمعجزات خارقه انتشرت عنها وقد نالت الأم تريزا جائزة نوبل للسلام عام 1979 م للميلاد لتتحول إلى أيقونة للعطاء والعمل الخيري ليس فقط بين المسيحيين بل بين المسلمين أيضا

حتى توفيت الأم تريزا عام 1997 م على فكرة الفاتيكان سيجتمع العام القادم لبحث منح لقب قديسة لهذه المرأة ولكن هل فعلا كانت الأم تريزا قديسة ….؟

أم أن قصتها مجرد فصل من فصول الغزو التاريخي…؟


ارجوا من الأخ الكويتي الفاضل الذي بعث لي بتلك الرسالة

التي دفعتني لعمل هذه المقدمة

أن يحاول أن يتواصل مع ذلك الأستاذ الكندي مرة أخرى الذي سأله إن كان لدينا نحن المسلون مثل الأم تريزا ارجوا أن يبعث له برسالة وليقرأه مني تحياتي أنا شخصيا مرفقة برابط لهذه الحلقة التي سنقوم بترجمتها للإنجليزية قريبا إن شاء الله


مع جواب من سطر واحد

الحمد لله انه ليس لدينا مثل قديستك لتي تفتخر بها


فالحقيقة التي لا يراد للعالم أن يعلمها أن حكاية الأم تريزا ليست إلا مجرد أكذوبة أريد من خلالها تلميع صورة الكنيسة الكاثوليكية تنصير الهنود في شبه القارة الهندية


صناعة البطل…, هذا هو البند الخطير في تلك المسرحية وهذا ما توصلت إليه دراسة جديدة أجراها باحثون من نفس جنسية هذا الأستاذ الباحثون هم من جامعة مونتريال الكندية بالتعاون مع جامعة أتوا الكندية أيضا وهذه الصفحة من موقع جامعة مونتريال الكندية باللغة الانجليزية


تلخص فحوى تلك الدراسة عن الأم تريزا عنوانها

Mother Teresa anything but a saint

الأم تريزا أي شيء ولكن ليست قديسة

هذا ما جاء في العنوان

الدراسة التي رصدت أكثر من 500 وثيقة عن الأم تريزا بالتحديد 502 توصل من خلالها الباحثون الكنديون إلى أن حكايات مساعدة الأيتام والفقراء التي كانت تروى حول هذه المرأة كانت مجرد خرافه

الأم تريزا وفقا لتلك الدارسة كانت تترك كثيرا من المرضى والأيتام الهنود يموتون من نقص العلاج و الغذاء

على الرغم من وجود الأموال الكافية لديها لعلاجهم الدراسة توصلت إلى أن قصص معجزاتها في علاج المرضى كانت أيضا مجرد أكذوبة وان أولئك المرضى تم علاجهم بمواد طبية


الدراسة تشير أن الأم تريزا كانت تستمتع برؤية معاناة الفقراء و الأيتام من حولها ونشر صورها كأنها أم للفقراء ولكن الشيء الأخطر الذي وجدته من خلال بحثي عن تاريخ الأم تريزا أنها قامت بالتستر على قس كاثوليكي أمريكي كان يعتدي على الأطفال بطرق غير إنسانية ..ما تشاهدونه الآن رسالة بعثت بها الأم تريزا في سبعينيات القرن الماضي بعثت بها إلى الكنيسة تطلب منهم الأم تريزا أعادة القس دونالد ماكواير الذي أثيرت حوله اتهامات اعتداء على أطفال ومراهقين ألام تريزا أوضحت في الرسالة أن سمعة الكنيسة أهم من إقالة هذا القس لذلك فإنها تطالب باعدته ليس ذلك وحسب بل قامت بتعيينه لديها لتدريب الراهبات في الهند حتى قام هذا المجرم بالاعتداء لمرات متكررة بعد ذلك


على عدة أطفال ومراهقين لتحكم عليه المحاكم الأمريكية بخمسة وعشرين عاما في السجن بعد أن ثبت على ذلك المجرم تهم الاعتداء على أولئك الأطفال المساكين نتيجة لان الأم تريزا كانت ترى أن سمعة الكنيسة أهم من كل شيء هذه حقيقة هذه القديسة الأم تريزا التي كانت تساعد الأطفال والأيتام

طبعا هذا لا يعني ان جميع المسيحيين أو حتى القساوسة عبارة عن مجرمين منحرفين أخلاقيا نحن هنا فقط نتحدث عن مثال الأم تريزا ومن معها لذلك فليس معنى أننا نختلف مع المسيحيين عقديا أن نكيل لهم الاتهامات والشتائم في أخلاقهم صدقوني كثيرا من المسيحيين هم أيضا ضحايا للغزو التاريخي ولا يحتاجون أكثر من دعوة بطريقة حضارية ليعرفوا الإسلام الصحيح الإسلام الذي كان بطلنا الكويتي عبد الرحمن السميط خير ممثل له


ولد عبد الرحمن السميط في الكويت عام ١٣٦٦ للهجرة، الموافق ١٩٤٧ للميلاد. و تصفه والدته بأنه كان طفلا هادئا مجدا، ومتميزا في دراسته. و كان أيضا قليل الكلام، ملتزما بصلاة الجماعة. حرص بشكل خاص منذ ان كان طفلا صغيرا على صلاة الفجر جماعة في المسجد. وفي نفس تلك الفترة المبكرة من عمر هذا العظيم الإسلامي، نشأ عبر الرحمن السميط على أمر ضروري و متكرر في بناء شخصية عظماء امة الإسلام، فقد كان السميط يستمع منذ سنوات عمرة الأولى إلى قصص بطولات الرسول صلى الله عليه وسلم و بطولات صحابته الأبطال، فربى ذالك روح العظمة الإسلامية في نفس هذا الطفل، فنشاء عبد الرحمن على حب هذا الدين.

و يروي من كان يعرف عبر الرحمن السميط في صغره انه كان محبا للقراءة بشكل جنوني. حتى أن والده هدده أكثر من مرة بعدم اصطحابه إلى السوق وذالك لأن عبد الرحمن الطفل كان يركض إذا رأى صفحة جريدة أو مجلة ملقاة في الشارع، و ذالك لالتقاطها و قراءتها أثناء مشيه، مما كان يؤخر والده عن مهمته.


و عندما وصل عبد الرحمن السميط إلى المرحلة الثانوية، لاحظ أن العمال الفقراء الذين كانوا يعملون في الكويت كانوا ينتظرون لوقت طويل المواصلات العامة تحت لهيب شمس الكويت المحرقة.


فما كان من هذا الشاب الصغير إلا أن قام هو و أصحابه بجمع المال وشراء سيارة قديمة.


وكان الفتى عبد الرحمن السميط يقوم بتوصيل هؤلاء العمال مجانا بتلك السيارة يوميا. وبالرغم من ذالك تفوق السميط في دراسته وحصل على معدل أهله لدراسة الطب.


فدرس عبد الرحمن السميط الطب في جامعات العراق و بريطانيا و كندا, و بعد إنهائه لتلك المرحلة الأكاديمية قرر عبد الرحمن السميط العودة إلى الكويت للعمل بها كطبيب، إلا إن شريكة عمره و رفيقة دربه و زوجته المخلصة أم صهيب جزاه الله خيرا، هذه السيدة أشارت على زوجها الطبيب إن يترك حياة الترف لكي يعيشوا حياة صعبة في سبيل الله.


و هنا يأتي دور الزوجة الصالحة التي تحث زوجها على الخير و الصلاح بدلا من دفعه إلى الشر و التهلكة, و فعلا قرر الزوجان ان يستقرا في آسيا للدعوة الى الله, إلا ان رب العالمين قدر بحكمته ان يتوجه الدكتور عبد الرحمن السميط الى الغرب بدلا من الشرق,


فقد طلبت منه سيدة كويتية فاضلة، تدعى موضي السور، وهي زوجة أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله، طلبت منه أن يسافر إلى إفريقيا لكي يبني هناك مسجدا للمسلمين, و فعلا سافر الدكتور عبد الرحمن السميط إلى المالاوي، وهي دولة أفريقية تقع في شرق القارة الإفريقية كان هدف الشيخ هو بناء المسجد و العودة مرة أخرى للكويت, إلا انه صعق هناك من هول الصدمة فقد وجد الدكتور عبد الرحمن السميط كثيرا من المسلمين في المالاوي لا يعلمون شيئا عن تعاليم الإسلام بل وجد مسلمين لا يعلمون كيفية الوضوء.


رأى الشيخ السميط إشكالا متنوعة من الشرك بالله منتشر بين المسلمين هناك فقد كانوا يسجدون لقبور موتاهم ويطلبون من الأولياء الصالحين الغوث و المساعدة في أمور الدنيا، ناسين أن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج لواسطة في دعائه فكان على الشيخ عبد الرحمن السميط ان يختار بين طريقين: طريق قصير و سهل، يقض بتغيير المنكر بالعنف, الطريق الثاني كان طريقا طويلا و صعبا و هو طريق الأنبياء: طريق الدعوة إلى الله و الصبر على الدعوة.


فاختار السميط الطريق الصعب ولكنه الطريق الذي أثبتت التجارب انه الطريق الوحيد الذي يعطي نتائج ايجابية. و منذ تاريخ ذالك اليوم الفاصل في عمر الشيخ عبد الرحمن السميط قرر هذا الطبيب الكويتي الشاب أن يبدءا نشاطه الدعوي في أفريقيا برفقة زوجته المجاهدة أم صهيب، فترك الدكتور عبد الرحمن السميط العروض التي جاءته من بريطانيا وكندا و الكويت لكي يعمل طبيبا هناك. و قرر أن يستقر في إحدى القرى النائية في القارة الإفريقية بعد أن قررت زوجته أم صهيب التبرع بكل ما ورثته لصالح الدعوة إلى الله


فأسس الشيخ و زوجته الكثير من الأعمال التعليمة و التنموية لرعاية الأيتام والفقراء الأفارقة بغض النظر عن ديانتهم، فكانوا يساعدون المسلمين وغير المسلمين، كانوا يساعدون المسيحيين و حتى عبده الأوثان ثم قام الشيخ عبد الرحمن السميط بجمع التبرعات من أهل الكويت الكرام، فوجت هناك من اهل الخير الكثير ممن قدم العون لمشروعه الخيري، و تنقل بعدها بين دول الخليج، فجمع التبرعات التي بنا بها المساجد والمدارس و دور رعاية الأيتام.


و كان السميط يعامل الأفارقة معاملة إنسانية تعلمها من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف هذا الدين الذي يحارب العنصرية والطبقية بين البشر لمجرد اختلافهم في اللون والعرق. فلما رأى الأفارقة حسن التعامل من الشيخ السميط، اقبلوا على دين الله أفواجا، الأمر، الذي دفع هذا العظيم الإسلامي إلى التطوير من عمله، فلم يكتف بدعوة الآلاف من الناس إلى الإسلام في إفريقيا، بل شكل فريقا كاملا من الدعاة والأئمة لينتشروا في ربوع القارة السمراء ليبلغوا الناس هناك رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.


“بدأنا نبني مدارس ورياض أطفال و نمنح منح دراسية في فصول مستوى الابتدائي والثانوي أولا ثم الجامعي ثم ما بعد الجامعي..”


ـ سلام عليك يا أخي

ـ وعليك السلام يا أخي

ـ ماذا تتعلم في مدرستك؟

ـ أتعلم اللغة العربية والقرآن و الحديث و السيرة


“..ونرسلهم إلى جامعات سواء في أوروبا، في أمريكا أو في أفريقيا أو الشرق الأوسط. عندنا ما يزيد عن ألف طالب الآن في الجامعات، في كل جامعات الدنيا، عندنا سنويا يتخرج عدد من الطلبة من الماجستير والدكتوراه..”


ـ اسمي عبد الفتاح محمد، عمري ٢٢ سنة، حاليا أنا طالب بجامعة نيروبي في كلية العلوم السياسية وادرس أيضا علم الاجتماع. توفي والدي و عمري ٥ سنوات وعندها تقدمت إلى اللجنة كيتيم وتكفلت بدفع الرسوم الدراسية والكتب و السكن و كل شيء لجنة مسلمي إفريقيا غيرت حياتي من خلال تزويدي بالعلم.


“..إحنا نحاول مع الأيتام أن ندربهم على تقاليدهم التي لا تتعارض مع القيم الإسلامية أو القيم العامة التي تؤمن فيها كل الأديان. الهدف من هذا أن بعد ما يتخرج من الجامعة، أن الروابط بينه و بين قريته تبقى حتى يساهم في تنمية القرية بعد ٢٠ سنة..”


ـ يفرحنا و يبهجنا أن نرحب بضيوفنا الكرام ونقول لكم برحب صدر أهلا و سهلا ومرحبا بكم في مركز الأنصار

“…الناس يسلموا نتيجة سهولة العقيدة الإسلامية وبساطتها في لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم في المعاملة الحسنة…”


“القرية اسمها جاريبوري”

“من الذي يريد أن يسلم؟”

ـ أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله،،،، تكبير

ـ الله أكبر

ـ تكبير

ـ الله أكبر

ـ تكبير

ـ الله أكبر


فأنتشر تلاميذ الشيخ عبد الرحمن السميط في أدغال أفريقيا وفيافيها وتكونت للشيخ شبكة متكاملة من الشباب المخلص الذين كانوا يتنقلون من قرية إلى أخرى مشيا على الأقدام لنشر راية التوحيد بين الأفارقة. واستمر الدكتور عبد الرحمن السميط بالدعوة إلى سبيل الله لما يقرب من ٣٠ عاما تناقل فيها بين أدغال أفريقيا و صحاريها، واجه فيها الأسود و الفهود والحيوانات المفترسة، تنقل لسنوات طويلة في أنهار أفريقيا المخيفة التي كانت مليئة بالتماسيح الخطيرة، حتى انه واجه أكثر من مرة الموت المحقق وعلى الرغم من كبر سنه، كان الشيخ عبد الرحمن السميط يعطش لساعات طويلة لا يجد فيها شربة ماء تروي ظمأه، ويجوع لعدة أيام متنقلا بين ما يقرب من أربعين دولة أفريقية، يداوي فيها مريضا ويرعى فيها مسكينا ويمسح فيها دمعة يتيم,


وبالرغم من كبر سنه وإصابته بأمراض كثيرة، رفض الشيخ المجاهد عبد الرحمن السميط نصائح الأطباء بالراحة وعدم السفر، وأستمر في العيش في مناطق نائية في أدغال أفريقيا، تنعدم فيها الخدمات الصحية الأولية، تنعدم فيها الكهرباء والمياه النقية حتى أصيب هذا الشيخ الكبير بأمراض عديدة وأزمات قلبية متكررة استوجبت نقله إلى قسم العناية المركزة في إحدى مستشفيات الكويت، بعد ان أجريت له عملية غسل الكلية وعمليات أخرى. ويوم بعد يوم ازدادت حالة الدكتور عبر الرحمن السميط سوءا حتى دخل في غيبوبة طويلة فقد فيها القدرة على الرؤيا و الحركة إلا انه كان يستفيق من غيبوبته أحيانا ليسأل عن شيء واحد:

ما هو حال الدعوة في أفريقيا ؟ و كيف حال الأيتام ؟ الذين كانت جمعيته ترعاهم في تلك القارة. وانتشرت أخبار مرض الشيخ عبد الرحمن السميط في جميع أنحاء الكويت, وانتشرت معها قصة هذا الداعية المجهول, الذي لم يكن يعرفه كثير من أهل وطنه .


فتعالت أصوات الكويتيين في شوارع الكويت ومجالسها تدعو لهذا الرجل الذي أحبه كثير من الكويتيين دون أن يراه ثم انتشرت قصة السميط في جميع أنحاء العالم الإسلامي, ورفع المسلمون أياديهم له بالدعاء, تدعو للشيخ الكويتي عبد الرحمن السميط, الذي كانت الأخبار تأتي باشتداد وطأة المرض عليه.


حتى جاء ذلك اليوم, الذي استيقظ فيه الشيخ عبد الرحمن السميط من غيبوبته, ليسأل سؤاله المعتاد عن أفريقيا, فبشره من كان معه بخبر جاءهم للتو من القارة الأفريقية. يفيد بحصول جمعيته على ترخيص لإنشاء أكبر جامعة إسلامية في كينيا, جامعة الأمة وهي الجامعة التي كانت تمثل حلما يراود الشيخ طيلة السنوات.


وعند سماعه بهذا الخبر, أشرق وجه الشيخ عبد الرحمن السميط وحمد الله بصوت خافت, أعياه المرض. وارتسمت على محياه ابتسامة عجيبة كانت نفسها تلك الابتسامة التي ارتسمت قبل ذلك أكثر ما يزيد من ستين عاما على وجه طفل صغير, كان يمشي مبتسما وهو حامل عصاه في أزقة الكويت القديمة. حينما كان هذا الطفل يتخيل نفسه مغامرا كبيرا في أدغال أفريقيا, لعل سر هذه الابتسامة كانت بسبب أن هذا الشيخ الكبير, كان يرى في هذه اللحظة ذلك الطفل المبتسم. أو لعلها بسبب أن ذلك الطفل الصغير هو من كان يرى في تلك اللحظة هذا الشيخ المبتسم.


وفي يوم الخميس الثامن من شهر شوال لعام ألف وأربع مائة وأربع وثلاثين للهجرة, الموافق الخامس عشر من شهر أغسطس لعام ألفين وثلاثة عشر, انتقل إلى رحمة الله تعالى العظيم الإسلامي الكويتي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السميط رحمه الله رحمة واسعة.

فخرج الكويتيون عن بكرة أبيهم ليشاركوا في جنازته المهيبة, التي لم يرى آخرها من كثرة عدد المشيعين.


” المسلمين يريدون يفعلون شيء كثير , أنا ما أشترط عليك أنت أخي المشاهد أنك تحضر شنطتك وتروح إلى مدغشقر وتروح إلى مالي أو مالاوي أو غيرها , لا ! أنا أطلب منك أنك تشتغل في وسط عائلتك, تشتغل في وسط الفريج أو الحي الذي أنت عائش به , , في وسط مدينتك , اعمل خيرا , حاول أن تكون صاحب رسالة “.


وإن كان الشيخ عبد الرحمن السميط قد رحل عن دنيانا, فإن مشروعه الخيري في إنقاذ الفقراء والمساكين ما زال مستمرا. ومن أراد أن يكمل ما بدأه الشيخ السميط في رعاية الأيتام, فبإمكانه أن يتبرع لجمعية الشيخ لإطعام الأيتام وإنشاء المدارس, وإكمال بناء جامعة الأمة, التي حلم بها بطلنا الكويتي.


هذه هي صفحة جمعية الشيخ السميط رحمه الله, جمعية العون المباشر, ستجدون فيها تفاصيل مساعدة الفقراء والمساكين في أفريقيا.


وفي نهاية هذه الحلقة بقي أن نذكر ثمرة العمل الدعوي للشيخ عبد الرحمن السميط الذي استمر لما يقرب من ثلاثين عاما, لقد أنقذ هذا العظيم الإسلامي ملايين الأفارقة من الموت وبنا آلاف المساجد والمدارس ودور رعاية الأيتام التي رعى فيها آلاف الأيتام. الذين تخرج منهم الأطباء والمهندسين والوزراء والسفراء , وصل كثير منهم إلى أعلى المراتب السياسية في حكومات بلدانهم .


كم أسلم بسبب العمل الدعوي لهذا البطل الكويتي ؟ لقد أسلم أحد عشر مليون أفريقي , أسلموا بسبب الدعوة الحكيمة وحسن الخلق الذي وجده الأفارقة في هذا الرجل.


تخيل كيف كانت ستكون الثمرة لو أن الدكتور السميط قرر أن يسلك الطريق السهل في التغيير؟ من يرفع سلاحه ليقتل الأفارقة الذين رآهم منذ ثلاثين عاما في مالاوي, أو أن يفجر نفسه فيهم. ربما كانت النتيجة ستكون أنه في غالب الأحيان سيقتل عشرات الأبرياء , ويقتل نفسه أيضا , ليلاقي ربه وفي عنقه دماء أبرياء قتلوا بدلا من أن يتم دعوتهم بالحسنى .ولكن الشيخ السميط اختار الطريق الطويل والطريق الصعب, طريق الأنبياء طريق الدعوة إلى سبيل الله, الطريق الذي سلكه نبي الله نوح لتسع مائة وخمسين عاما دون كلل أو ملل.


أما من أراد أن يغير الدنيا بسرعة بضغطة على مفجر أو مطاردة بالسلاح لأبرياء عزل جاءوا للسياحة في بلده , فليعلم أنه بذلك يخالف نهج الأنبياء والرسل, الذين كانوا يدعون الناس لعشرات السنين ويصبرون على الأذى, ولن يجني من يخالف نهج الأنبياء سوى الفشل في نهاية الأمر وتشويه دين محمد صلى الله عليه وسلم , والأمثلة العملية في هذا الزمن كثيرة على الحركات التي تنتهج مثل ذلك النهج.


فلا تحصد في نهاية الأمر غير الهزائم المتكررة في كل مكان تحل فيه, فمعركة المسلمين الحقيقة ليست في قطع الرقاب بل في كسب القلوب هذه المعركة التي خاضها الدعاة الأوائل في هذه الأمة الذين كان لهم شرف نقل رسالة الأنبياء إلى مشارق الأرض ومغاربها أنهم الدعاة العرب المسلمون


فما هي قصة العرب…؟ ولماذا اختار الله آخر أنبيائه من هذه الأمة بالتحديد…؟

وما هي العوامل التاريخية والجغرافية والاجتماعية التي جعلت من جزيرة العرب المكان الأنسب…؟

بل الوحيد لخروج آخر الرسالات للإنسانية بأسرها….!!!


كونوا معنا في الحلقة القادمة التي اعتبرها شخصيا من أهم حلقات هذا البرنامج لنتابع معا حكاية العرب منذ البداية


كونوا في الموعد…. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يتبع…


سأتشرف بمتابعتكم لقناتنا على اليوتيوب لتصلكم حلقات البرنامج أولا بأول

القناة تجاوزت بفضل الله ثم بفضلكم إلى أحدى عشر مليون مشاهدة ، شكرا لكل من نشر البرنامج


على القناة في اليوتيوب ستجدون أيضا حلقات المترجمة إلى الانجليزية و الفرنسية والألمانية و الاسبانية و التركية و الاندونيسية و الكردية والروسية.

و جاري الآن العمل على بعض اللغات الأخرى …. شكرا لفرق الترجمة الرائعة


كتاب مائة من عظماء أمه الإسلام غيروا مجرى التاريخ وصل إلى المرتبة الأولى في قائمة أكثر الكتب مبيعا في كثير من الدول العربية شكرا جزيلا على ثقتكم الغالية وآسف لكل من سألني عن الكتاب ولم يستطع الحصول علية الأمر خارج عن إرادتي, ولكن دار النشر اخبرني انه تم طرح النسخة الرقمية للكتاب على متجر قوقل وخلال أيام إن شاء الله على متجر ابــل


و سأتشرف أكثر بقراءة تعليقاتكم و استقبال صوركم لعرضها في الحلقات القادمة على صفحة البرنامج الرسمية و الوحيدة اسم الصفحة (مائة من عظماء امة الإسلام غيروا مجرى التاريخ)


يمكنكم التواصل معنا أيضا على حسابي الشخصي على تويتر و انستغرام ( جهاد الترباني ) ،

ولا تنسوا أيضا المشاركة في المسابقة الرمضانية الخاصة في موقعنا الالكتروني الجديد www.100great.net

في الموقع ستجدون جميع الحلقات مكتوبة أيضا, أما الآن فتابعوا معي التعليقات و الصور التالية مع هذا النشيد الذي نعرضه حصريا للمرة الأولى لحفيد العظماء والذي أهداه لبرنامج العظماء المائة المنشد الكويتي المتألق جابر الصانع النشيد من كلمات الشاعر اليمني الرائع كمال الحارثي واهديه بدوري إليكم


لا تنسونا من صالح الدعاء


السلام عليكم و رحمة الله


# فسال غراتسياني عمر المختار ما لك من نفوذ وجاه…؟ في كم يوم يمكنك أن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟

عندها ابتسم الشيخ الكبير عمر المختار ونظر للجنرال الايطالي وقال له بكل ثقة إننا لا نستسلم أبدا نموت أو ننتصر.#

#فما إن تغيب شمس الإسلام في مكان ما حتى تشرق تلك الشمس من جديد في مكان آخر, ليس ذلك فحسب بل إن تلك الشمس تكون أكثر توهج وإشراقا على المسلمين أما على من ظنوا أنهم استطاعوا إزالتها من كبد السماء فإنها ولسوء حظهم تكون عليهم أكثر إحراقا #


# لفقد كانت أم موسى هي أساس قيام الأمة بعد سنوات الهزيمة والانحطاط, فلقد كانت بناء أمه بأسرها يبدءا من امرأة واحدة بل كانت هزيمة اكبر قوة إجرامية على مر التاريخ الإسلامي تبدءا بتلك المرأة.



التدوينة “العظماء المائة 18″.. الشيخ عبد الرحمن السميط ظهرت أولاً على العظماء المائة.

3 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 25, 2015 13:09
No comments have been added yet.


جهاد الترباني's Blog

جهاد الترباني
جهاد الترباني isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow جهاد الترباني's blog with rss.