بين الثقافة والسياسة Quotes

391 ratings, 3.93 average rating, 74 reviews
بين الثقافة والسياسة Quotes
Showing 1-17 of 17
“يفترض أن يبقى الدين، أي دين، في إطار الاعتقاد الخاص و الشخصي، و حين يتوجه إلى الآخرين يفترض أن يبقى في نطاق القيم الأخلاقية، أما إذا تحول إلى عمل سياسي فيصبح عندئذ ذريعة لسلب حرية الإنسان وإرغامه على الامتثال، كما يصبح وسيلة لقهر الآخرين و تبرير استغلالهم في الكثير من الأحيان.”
― بين الثقافة والسياسة
― بين الثقافة والسياسة
“و إذا كان الاسكندر المقدوني قد عاقب شاعراً لجرمه، فقد طلب من الذين حوله، لمّا حضرته الوفاة، أن لا توضع يداه داخل الكفن، لكي يراهما الجميع، و ليتأكدوا أنهما فارغتان، فهل يجرؤ أي من الحكام العرب أن يبقي يديه خارج الكفن؟”
― بين الثقافة والسياسة
― بين الثقافة والسياسة
“و يجدر لفت النظر هنا إلى نوعية المواد التعليمية المقررة في المدارس، والتي من شأنها الحد من استعمال العقل، و تغليب النظرة الغيبية، و مراكمة المواد الحفظية، و عدم إفساح المجال أمام الأسئلة المختلفة، الأمر الذي يلغي المحاكمات العقلية و المقارنة، "فالخطان المستقيمان لا يلتقيان إلا بمشيئة الله" و الأرض لا يمكن أن تكون كروية، كما يؤكد رجال الدين. و ضمن الدروس التي تُعطى للأطفال، و هم في سن العاشرة: كيفية غسل الموتى!”
― بين الثقافة والسياسة
― بين الثقافة والسياسة
“ورغم القوة الخارقة التي تبدو عليها أميركا، وقدرتها على فرض إرادتها، حتى على أصدقائها، فإن العدد العكسي قد بدأ. بدأ منذ أن انفردت بالقوة في مواجهة العالم كله؛ بدأ منذ أن استهانت حتى بحلفائها؛ بدأ منذ أن تكشفت على حقيقتها: كل شيء لها وحدها ولا شيء لأحد غيرها. إن وضعًا مثل هذا إذا فرض نفسه فإنه يحمل في أحشائه بذرة موته. وإذا كنا، نحن العرب، ندفع اليوم أولى وأقسَى "الفواتير" لأميركا، وهي غير راضية، فإن الآخرين مضطرون غدًا وبعد غد لدفع الأتاوات، وإحناء الرأس، أو لعمل شيء آخر، ويبدو أن الشيء الآخر هو ما سوف يحصل.”
― بين الثقافة والسياسة
― بين الثقافة والسياسة
“الآخر يريدنا مجالًا حيويّا له، وموضوع دراسة، وأيضًا فسحة للمتعة والتفرج على الشعوب في طفولتها، والإبقاء على هذه الطفولة لتدوم المتعة واللعبة، ولكي تستمر العلاقة المختلة.
هكذا يفكر ويريد الآخر، المستعمر. ونحن، من خلال التخبط والضياع، نقدم له المادة المناسبة، والحالة التي يتمناها. ولا يمكن تغيير هذه العلاقة إلا إذا عرفنا أنفسنا. ومعرفة النفس بمقدار ما تتضمن وعي الذات، فإنها تتحدد أيضًا بالعلاقة مع الآخر، وعبر هذا الطريق الشاق والطويل يمكن الوصول إلى معادلة جديدة.”
― بين الثقافة والسياسة
هكذا يفكر ويريد الآخر، المستعمر. ونحن، من خلال التخبط والضياع، نقدم له المادة المناسبة، والحالة التي يتمناها. ولا يمكن تغيير هذه العلاقة إلا إذا عرفنا أنفسنا. ومعرفة النفس بمقدار ما تتضمن وعي الذات، فإنها تتحدد أيضًا بالعلاقة مع الآخر، وعبر هذا الطريق الشاق والطويل يمكن الوصول إلى معادلة جديدة.”
― بين الثقافة والسياسة
“لقد حاولت منذ وقت مبكر، نسبيا، أن أقترب من الصحراء. وكان ذلك بداية ب"النهايات"، وحين اكتشفت إمكاناتها واحتمالاتها لم أتردد في أن أكرّس كل جهدي من أجل الاندفاع إلى أعماقها، وهكذا قضيت سنوات عديدة في التحضير لهذه الرحلة الخطرة. ولما شرعت بأولى الخطوات تأكدت أن هذا "المكان" يمكن أن يعطي الرواية العربية أحد ملامحها المميزة، وبالتالي يضعها في مواجهة إحدى القضايا الكبرى التي يجب ألا تتردد في اقتحامها والتعامل معها: الصحراء والنفط معًا، وليس الصحراء الرومانسية أو الصحراء الجاهلية.
ليست "مدن الملح" رواية الحنين، أو العودة إلى الجذور، أو حتى المكان الأليف، حسب باشلار، وبالتالي ضرورة العودة إليه مرة أخرى، أو محاولة استعادته في الذاكرة كصيغة بديلة. إن هذه الرواية، بالدرجة الأولى، قراءة المكان وتأثيراته في مرحلة معينة، مما يقتضي تقدير احتمالاته، وما يرتب من نتائج.
إذا كان البحر قد شكّل العمود الفقري للرواية الغربية، واكسبها الكثير من ملامحها، وما يزال كذلك إلى الآن، فمن الجدير بالاهتمام أن يلتفت الكتاب العرب المعاصرون إلى قراءة الصحراء، ومعرفة انعكاساتها على الفكر والسلوك. هذا لا يعني أن نتمثل كل القراءة في الرواية حصرا، إذ يمكن أن تقرأ بأشكال ووسائل متعددة.
ولعل من المفيد هنا لفت النظر إلى الجهد الذي بذله المرحوم علي الوردي في قراءة المجتمع العراقي والتأثير البدوي في تكوينه، وبالتالي تفسير الكثير من التصرفات والسلوك وحقيقة العلاقات السائدة. فإذا كان كم البداوة بهذا المقدار في بلد يعتبر غير صحراوي، نسبيا، فكيف يكون الحال في الصحارى الحقيقية، خاصة إذا ترافقت الصحراء بالمال؟
إن حجم البداوة في داخلنا كبير، وبعض الأحيان نفاجأ ونفزع حين نكتشف أنه بهذا المقدار. أما مظاهر الحضارة والحداثة التي ندعيها، فلا تعدو أن تكون قشرة "خارجية"، الأمر الذي يستدعي حفرًا عميقًا، والتأسيس على أرض صلبة، تمهيدًا للدخول إلى العصر. أما أن نحمل على أكتافنا هذه "الذخيرة" البدوية، ونموهها بربطات العنق والعطور الباريسية والآلات الحاسبة، فإنها لن تخفي الحقيقة الكامنة تحت السطح، والتي ستظهر عند أول منعطف، وستقول بالتالي أي علاقة لنا بهذا العصر!
يمكن القضاء على التخلف أو تجاوزه، بالمواجهة وليس بالتخفي، وبداية بالاعتراف. ولعل الرواية، خاصة في المرحلة الراهنة، بمثابة كرسي الاعتراف الأول. فإن جلسنا فوقه وبدأنا بالكلام الصادق، فعندئذ نعرف من نكون وماذا يجب علينا أن نفعل الآن وغدًا. ونكون قد قدمنا، في نفس الوقت، رواية يمكن أن يقال إنها عربية، دونما خطأ في تحديد النسب أو الهوية، ومن خلال رابطة الأرض لا رابطة الدم!”
― بين الثقافة والسياسة
ليست "مدن الملح" رواية الحنين، أو العودة إلى الجذور، أو حتى المكان الأليف، حسب باشلار، وبالتالي ضرورة العودة إليه مرة أخرى، أو محاولة استعادته في الذاكرة كصيغة بديلة. إن هذه الرواية، بالدرجة الأولى، قراءة المكان وتأثيراته في مرحلة معينة، مما يقتضي تقدير احتمالاته، وما يرتب من نتائج.
إذا كان البحر قد شكّل العمود الفقري للرواية الغربية، واكسبها الكثير من ملامحها، وما يزال كذلك إلى الآن، فمن الجدير بالاهتمام أن يلتفت الكتاب العرب المعاصرون إلى قراءة الصحراء، ومعرفة انعكاساتها على الفكر والسلوك. هذا لا يعني أن نتمثل كل القراءة في الرواية حصرا، إذ يمكن أن تقرأ بأشكال ووسائل متعددة.
ولعل من المفيد هنا لفت النظر إلى الجهد الذي بذله المرحوم علي الوردي في قراءة المجتمع العراقي والتأثير البدوي في تكوينه، وبالتالي تفسير الكثير من التصرفات والسلوك وحقيقة العلاقات السائدة. فإذا كان كم البداوة بهذا المقدار في بلد يعتبر غير صحراوي، نسبيا، فكيف يكون الحال في الصحارى الحقيقية، خاصة إذا ترافقت الصحراء بالمال؟
إن حجم البداوة في داخلنا كبير، وبعض الأحيان نفاجأ ونفزع حين نكتشف أنه بهذا المقدار. أما مظاهر الحضارة والحداثة التي ندعيها، فلا تعدو أن تكون قشرة "خارجية"، الأمر الذي يستدعي حفرًا عميقًا، والتأسيس على أرض صلبة، تمهيدًا للدخول إلى العصر. أما أن نحمل على أكتافنا هذه "الذخيرة" البدوية، ونموهها بربطات العنق والعطور الباريسية والآلات الحاسبة، فإنها لن تخفي الحقيقة الكامنة تحت السطح، والتي ستظهر عند أول منعطف، وستقول بالتالي أي علاقة لنا بهذا العصر!
يمكن القضاء على التخلف أو تجاوزه، بالمواجهة وليس بالتخفي، وبداية بالاعتراف. ولعل الرواية، خاصة في المرحلة الراهنة، بمثابة كرسي الاعتراف الأول. فإن جلسنا فوقه وبدأنا بالكلام الصادق، فعندئذ نعرف من نكون وماذا يجب علينا أن نفعل الآن وغدًا. ونكون قد قدمنا، في نفس الوقت، رواية يمكن أن يقال إنها عربية، دونما خطأ في تحديد النسب أو الهوية، ومن خلال رابطة الأرض لا رابطة الدم!”
― بين الثقافة والسياسة
“إذا قُدر للإنسان أن ينجو من سجن السلطة، فإن سجن المجتمع بانتظاره، إذ لا يستطيع إلا الامتثال لما يُملى عليه، لما يراد منه، استنادًا إلى أفكار وعلاقات وتراتبية تفرضها التقاليد والاعتبارات التي انحدرت من العصور الوسطى، ولا تزال تمارس نفوذها وسطوتها، دون القدرة على مناقشتها أو تغييرها.”
― بين الثقافة والسياسة
― بين الثقافة والسياسة
“إن أهمية الشخصية في الرواية لا تقاس ولا تتحدد بالمساحة التي تحتلها، وإنما بالدور الذي تقوم به، وما يرمز إليه هذا الدور. وأيضًا مدى الأثر الذي تتركه في ضمير القارئ، مما يدفعه للتساؤل والمقارنة، تمهيدًا لتصويب موقفه، في الواقع، وبالفعل، تجاه هذا الموضوع الأساسي.
أما اعتبار الكم، سواء من حيث المساحة أو العدد، الأساس في استنتاج الموقف، ثم الحكم عليه، فكثيرًا ما يؤدي إلى فهم خاطئ، وبالتالي إلى نتائج خاطئة. لأن الشخصية الواحدة، وبعض الأحيان اللحظة الواحدة في تصرف الشخصية، يمكن أن تغني عن العدد الكبير والمساحة الشاسعة. ليس ذلك فقط، إن صمت الشخصية في اللحظة المناسبة، وبعض الأحيان غيابها، أكثر أهمية ودلالة من الكثافة المجانية.”
― بين الثقافة والسياسة
أما اعتبار الكم، سواء من حيث المساحة أو العدد، الأساس في استنتاج الموقف، ثم الحكم عليه، فكثيرًا ما يؤدي إلى فهم خاطئ، وبالتالي إلى نتائج خاطئة. لأن الشخصية الواحدة، وبعض الأحيان اللحظة الواحدة في تصرف الشخصية، يمكن أن تغني عن العدد الكبير والمساحة الشاسعة. ليس ذلك فقط، إن صمت الشخصية في اللحظة المناسبة، وبعض الأحيان غيابها، أكثر أهمية ودلالة من الكثافة المجانية.”
― بين الثقافة والسياسة
“في الجانب الفكري - الثقافي: إن عددًا غير محدود من الأفلام والكتابات التي تتناول العالم الثالث، أفريقيا والعالم الإسلامي بشكل خاص، تفتقر إلى النزاهة والموضوعية، إذ يتم عرضها من منظور ضيق، خاص، وأغلب الأحيان متحيز بسبب موقف مسبق. كل ذلك من أجل إبراز الظواهر والممارسات التي تؤكد الفكرة الموضوعة سلفًا.
كما أن التركيز الذي يظهره الغرب تجاه بعض القضايا والمجموعات الإنسانية ليس دافعه الوصول إلى حل هذه القضايا أو الدفاع عن هذه المجموعات، بقدر ما يهدف إلى إضعاف بنية هذه المجتمعات، ومراكمة المشاكل في وجهها، وإخضاع أولويات القضايا فيها إلى نسق يخدم مصالحه، وإلا كيف نفسر تركيز الأنظار على مشاكل الأقليات في بلدان معينة ولا يشار، مجرد إشارة، إلى الانتهاكات التي تلاقيها الأغلبية؟ وهل يمكن الوصول إلى صيغ وحلول عادلة وديمقراطية بالنسبة للأقليات في الوقت الذي تفتقد فيه مثل هذه الصيغ والحلول بالنسبة للأغلبية؟
يضاف إلى ذلك: المحاولات المستمرة لإبقاء النسق الفكري - الاجتماعي - السياسي السائد في بلدان كثيرة مختلفًا، والادعاء أن الأنساق الأكثر تقدمًا لا تلائم هذه البلدان استنادًا إلى ذرائع مستقاة من التاريخ والتقاليد والمناخ والدين... إلخ.
إن النظرة الاستشراقية، بما تحمله من ترفع ومغالاة ومقاييس خاطئة، تعني الكثير في هذا المجال. لقد أبرز إدوارد سعيد عددًا كبيرًا من الوقائع والشواهد في كتابه عن الاستشراق، والتي تثبت ذلك. إن هذه النظرة لا تزال هي التي تحكم وتحدد موقف الغرب تجاه الشرق، الأمر الذي يجعل النضال الفكري - الثقافي محكومًا بصيغ غير متكافئة، ولا يظهر إلا ما يريد الآخر أن يراه.”
― بين الثقافة والسياسة
كما أن التركيز الذي يظهره الغرب تجاه بعض القضايا والمجموعات الإنسانية ليس دافعه الوصول إلى حل هذه القضايا أو الدفاع عن هذه المجموعات، بقدر ما يهدف إلى إضعاف بنية هذه المجتمعات، ومراكمة المشاكل في وجهها، وإخضاع أولويات القضايا فيها إلى نسق يخدم مصالحه، وإلا كيف نفسر تركيز الأنظار على مشاكل الأقليات في بلدان معينة ولا يشار، مجرد إشارة، إلى الانتهاكات التي تلاقيها الأغلبية؟ وهل يمكن الوصول إلى صيغ وحلول عادلة وديمقراطية بالنسبة للأقليات في الوقت الذي تفتقد فيه مثل هذه الصيغ والحلول بالنسبة للأغلبية؟
يضاف إلى ذلك: المحاولات المستمرة لإبقاء النسق الفكري - الاجتماعي - السياسي السائد في بلدان كثيرة مختلفًا، والادعاء أن الأنساق الأكثر تقدمًا لا تلائم هذه البلدان استنادًا إلى ذرائع مستقاة من التاريخ والتقاليد والمناخ والدين... إلخ.
إن النظرة الاستشراقية، بما تحمله من ترفع ومغالاة ومقاييس خاطئة، تعني الكثير في هذا المجال. لقد أبرز إدوارد سعيد عددًا كبيرًا من الوقائع والشواهد في كتابه عن الاستشراق، والتي تثبت ذلك. إن هذه النظرة لا تزال هي التي تحكم وتحدد موقف الغرب تجاه الشرق، الأمر الذي يجعل النضال الفكري - الثقافي محكومًا بصيغ غير متكافئة، ولا يظهر إلا ما يريد الآخر أن يراه.”
― بين الثقافة والسياسة
“إن جوهر سياسة الغرب أن يخلق حالة من الضياع في العالم الثالث، وتحديداً في المنطقة العربية. ولذلك سيلجا إلى خلق أنظمة هجينة، وإلى إثارة الأحقاد والتنافس فيما بينها، لكي يكون حامياً لبعضها من البعض الآخر، وليبقى مرجعاً وحكماً يرجع إليه الجميع. كما سيعمد إلى خلق البؤر الساخنة لكي تكون الحاجة إليه ماسّة سواء من أجل تأمين السلاح، أو من أجل فض النزاعات. ولن يتردد الغرب في إحياء العصبيات والنزعات العرقية والدينية واستعمالها وسيلة للابتزاز والتهديد. أما إقامة أنظمة قابلة للتطور والانتقال إلى مراحل أعلى، أما إقرار قواعد ثابتة كالديمقراطية الحقيقية وحقوق الإنسان، فقد يرفعها الغرب، او يرفع قسماً منها، كشعارات وأدوات ضغط، أكثر مما هي صيغ للتطبيق، ولذلك قد يشجع قيام صيغة شكلية للديمقراطية بهدف دفع العسكر إلى تحديدها أو تحديها، مستفيداً من عجز مثل هذه الصيغ من ناحية، ومن الادانة الشعبية التي ستتولد نتيجة وجودها من ناحية ثانية، وليسهل عليه اخيرا التغيير والانتقال إلى صيغة أخرى بديلة. وهكذا تستمر حالة التخبط والفضيحة، وهو الهدف الأساسي للغرب في المرحلة القادمة.”
― بين الثقافة والسياسة
― بين الثقافة والسياسة
“إن النظام العربي بمجموعه قليل الثقة بالثقافة، وبالتالي لا يكن لها الود، وهذه إحدى نقاط ضعف هذا النظام، فما لم يدرك أهمية الثقافة ودورها في بناء العقل والوجدان، فسوف تتحول الثقافة إلى شيء معاد، وربما هذا أخطر أدوار الثقافة.”
― بين الثقافة والسياسة
― بين الثقافة والسياسة
“إن الصحافة الثقافية في أي دورية عربية تخضع لاعتبار من ثلاثة: النفط، الموقف السياسي، العلاقات الشخصية. ولا بد أن يكون واحد من هذه الاعتبارات ما يعطي تلك الصفحات لونها ونكهتها، وبالتالي مقاييسها ونهجها.
وإذا كانت الاعتبارات السياسية أو العلاقات الشخصية تترك آثارها في هذا القصور والبؤس في الصحافة الثقافية، وتجعلها بعيدة عن التأثير، ولا تبين من خلالها الواقع الثقافي أو الضمائر الثقافية الحقيقية، فإن اعتبار النفط أشد وأخطر.”
― بين الثقافة والسياسة
وإذا كانت الاعتبارات السياسية أو العلاقات الشخصية تترك آثارها في هذا القصور والبؤس في الصحافة الثقافية، وتجعلها بعيدة عن التأثير، ولا تبين من خلالها الواقع الثقافي أو الضمائر الثقافية الحقيقية، فإن اعتبار النفط أشد وأخطر.”
― بين الثقافة والسياسة
“وهكذا نشهد تداعي وسقوط القلاع الثقافية الراسخة والمؤثرة، لتقوم عوضاً عنها ناطحات سحاب، ثقافية تتمثل بهذا الكم الهائل والمتزايد من الصحافة الملونة، والمسلسلات التلفزيونية التي استعارت من البداوة والتاريخ مجرد أسماء، وامتلات بمضامين تافهة ومزورة، وغابت الأعمال الجادة في مجال الأدب والفنون جميعاً، وحلت مكانها سيول جارفة من الرداءة والتفاهة والانحلال. وهكذا نجد أن قانون جريشام، الذي يقول إن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة، وإن أشرار الناس يطردون أخيارهم، أصلاً ما يطبق وتبرز تجلياته في مجال الفكر والأدب والفن، في الوقت الحاضر، وفي عموم المنطقة العربية!”
― بين الثقافة والسياسة
― بين الثقافة والسياسة
“نجد أن التخريب الذي حصل في بنية الثقافة وفي مضامينها ورموزها ودورها، لا يمكن التغلب عليه بسهولة أو خلال فترة قصيرة، لأنه تخريب في العمق، ولأنه استشرى واتسع، ولأنه طال المفاصل الأساسية في هذه الثقافة.
وإذا كان لا بد من الإشارة إلى بعض المظاهر لهذا التخريب، نجد: الترويج للثقافة الاستهلاكية السهلة والملفقة، وبالمقابل محاربة الثقافة الجادة؛ إفساد ضمائر المثقفين من خلال عملية الشراء و الإغراء والاستيعاب؛ إنشاء كم هائل من المؤسسات، والمنابر الثقافية، ضمن مواصفات تقنية متقدمة، ومحاصرة المنابر الجادة، وأحيانًا تعميم أنماط منحطة من الثقافة والمقاييس الثقافية، واعتبارها الأساس للرواج النجاح والشهرة؛ التضييق على الرموز الثقافية الوطنية من خلال الرقابة والحصار، وتحريض القرى الرجعية تحت ستار الدين والقيم التقليدية، إلخ؛ محاصرة الأشكال المتواضعة من بقايا الثقافة الوطنية، كدور النشر والصحف الوطنية، والاستعانة بشركات الإعلان والتسويق والتوزيع لمحاربتها عن طريق المقاطعة أو الحرمان، تخصيص الجوائز والتقديرات وتاليا تثبيت قيم ومقاييس للعمل الثقافي، وتحديد المواصفات المطلوبة للمنافسة والنجاح... إلخ.”
― بين الثقافة والسياسة
وإذا كان لا بد من الإشارة إلى بعض المظاهر لهذا التخريب، نجد: الترويج للثقافة الاستهلاكية السهلة والملفقة، وبالمقابل محاربة الثقافة الجادة؛ إفساد ضمائر المثقفين من خلال عملية الشراء و الإغراء والاستيعاب؛ إنشاء كم هائل من المؤسسات، والمنابر الثقافية، ضمن مواصفات تقنية متقدمة، ومحاصرة المنابر الجادة، وأحيانًا تعميم أنماط منحطة من الثقافة والمقاييس الثقافية، واعتبارها الأساس للرواج النجاح والشهرة؛ التضييق على الرموز الثقافية الوطنية من خلال الرقابة والحصار، وتحريض القرى الرجعية تحت ستار الدين والقيم التقليدية، إلخ؛ محاصرة الأشكال المتواضعة من بقايا الثقافة الوطنية، كدور النشر والصحف الوطنية، والاستعانة بشركات الإعلان والتسويق والتوزيع لمحاربتها عن طريق المقاطعة أو الحرمان، تخصيص الجوائز والتقديرات وتاليا تثبيت قيم ومقاييس للعمل الثقافي، وتحديد المواصفات المطلوبة للمنافسة والنجاح... إلخ.”
― بين الثقافة والسياسة
“والمثقف الذي كان يمثل: الفكر والمؤسسة والصيغة والحل، بنظر الجماهير، وبنظر نفسه أيضًا، وكان قادرًا، بنسبة كبيرة، على مرلء الفراغ، لم يعد كذلك الآن، خاصة بعد أن قامت "الدولة الوطنية"، ونشأت الأحزاب، واتسع التعليم، وتغيرت طبيعة العلاقات، خاصة بعد ثورة الاتصالات والمواصلات. ولهذا فإن طبيعة الدور والمهمات التي كانت منوطة بالمثقف الفرد، والتي كانت تجعل منه قائدًا سياسيًا ومشروعًا نهضويًا، وأيضًا مشروعًا فكريًا، وبعض الأحيان صاحب نظرة تنبؤية، لم تعد كذلك الآن، ولم يعد مهيئا لأن يقوم بهذا الدور.
ولأنه حصل تطور أساسي في بنية المجتمع، وتغيرت طبيعة العلاقات، وكان يفترض أن يرافق ذلك تطور موازٍ في الثقافة، وأيضًا في دور المثقف. إلا أن هذا التطور لم يكن بمستوى تطور المجتمع والتغيرات التي حصلت في بنيته وعلاقاته، مما أدى إلى خلل كبير في فهم هذا الدور، خاصة بعد أن قامت الدولة والأحزاب.”
― بين الثقافة والسياسة
ولأنه حصل تطور أساسي في بنية المجتمع، وتغيرت طبيعة العلاقات، وكان يفترض أن يرافق ذلك تطور موازٍ في الثقافة، وأيضًا في دور المثقف. إلا أن هذا التطور لم يكن بمستوى تطور المجتمع والتغيرات التي حصلت في بنيته وعلاقاته، مما أدى إلى خلل كبير في فهم هذا الدور، خاصة بعد أن قامت الدولة والأحزاب.”
― بين الثقافة والسياسة
“...إن الطرف الآخر، الخصم، والذي كان أوروبيا خلال فترة طويلة سابقة، وأصبح الآن أمريكيا إسرائيليا، ليس غافلاً عن أهمية الثقافة والدور الذي يمكن أن تلعبه. ولذلك يعتبر أن الهزيمة العسكرية لا تكتمل إلا بالهزيمة السياسية، ولا تتكرس الإثنتان إلا بهزيمة الإرادة، أي روح المقاومة والتحدي. وطالما أن الثقافة تقوم بدورها الوطني، أي ترفض الاستسلام والتبعية، فإن أي نصر تحققه الآلة العسكرية يبقى مؤقتاً وقابلاً للإلغاء والتجاوز ما لم ترافقه هزيمة فكرية كاملة ونهائية.”
― بين الثقافة والسياسة
― بين الثقافة والسياسة
“إسرائيل الآن لا تريد فقط إرغامنا على الاعتراف، ولا تكتفي بما وضعت عليه اليد، ولا تقف أن تصبح مجرد دولة من دول المنطقة، أو أقوى من مجموع دولها عسكرياً؛ إنها تريد أيضاً أن تعيد صياغة المنطقة جغرافياً وسياسياً، وأن تصبح السيد الذي لا يُرد له كلام، وأن يكون لها نصيب وافر في الثروة المائية والثروة النفطية، وأن تفرض الثقافة التي تلائمها، والسلوك الذي يحقق لها أقصى درجة من الاستقرار والاستغلال والهيمنة. هذا في مرحلة أولى، أما في مرحلة لاحقة فتطمح إلى أن تكون المثل والمرجعية، والموجّه والحكم في كل ما يتعلق بقضايا المنطقة وشعوبها. هي التي تحدد الأنظمة السياسية والاجتماعية، هي التي تعيد التركيب السكاني بما يناسب أمنها وحاجتها للأيدي العاملة والأسواق. بما في ذلك تقسيم المنطقة إلى كتل وأحلاف متصارعة لكي تسوّق أسلحتها في مرحلة، ثم لكي تفصل بين المتحاربين في مرحلة، ثم لتصبح الحكم الذي يرجع إليه المتنازعون! كما ستدفع، مرة أخرى، قسماً كبيراً من العرب إلى الصحراء، لأنه المكان الذي يليق بهم، والذي يلائمهم أكثر من أماكن الخضرة والماء!
وفي حال عدم ملاءمة هذه الشروط، أو اعتبارها أقسى مما ينبغي، يمكن للجوء إلى الحامي الأكبر: الولايات المتحدة، لكي تنصف المظلوم وتعيد الحق إلى أصحابه! ولا حاجة للحديث عن مدى عدالتها ونزاهتها، وأيضاً عن مدى سيطرتها على المؤسسات الدولية، وبالتالي ماذا يمكن أن تفعله في معاقبة المخطئ، أو الذي يريد الخروج على طاعتها!
إن عالماً مثل العالم الذي نعيش فيه الآن، عالم القطب الواحد، والنظام الدولي الجديد، ليس فيه مكان إلا للأقوياء، والذين يعرفون ماذا يريدون، وكيف يصلون إليه. أما الحائرون والخائفون، أما الضعفاء والمترددون، أما الفقراء، فليس لهم مكان في هذا العالم، ولا بد أن ينتهوا فعلاً. والانتهاء هنا لا يعني فقط الانزواء والموت البطيء ، وإنما يمكن أن يكون موتاً مادياً مباشراً سريعا وواسعا.”
― بين الثقافة والسياسة
وفي حال عدم ملاءمة هذه الشروط، أو اعتبارها أقسى مما ينبغي، يمكن للجوء إلى الحامي الأكبر: الولايات المتحدة، لكي تنصف المظلوم وتعيد الحق إلى أصحابه! ولا حاجة للحديث عن مدى عدالتها ونزاهتها، وأيضاً عن مدى سيطرتها على المؤسسات الدولية، وبالتالي ماذا يمكن أن تفعله في معاقبة المخطئ، أو الذي يريد الخروج على طاعتها!
إن عالماً مثل العالم الذي نعيش فيه الآن، عالم القطب الواحد، والنظام الدولي الجديد، ليس فيه مكان إلا للأقوياء، والذين يعرفون ماذا يريدون، وكيف يصلون إليه. أما الحائرون والخائفون، أما الضعفاء والمترددون، أما الفقراء، فليس لهم مكان في هذا العالم، ولا بد أن ينتهوا فعلاً. والانتهاء هنا لا يعني فقط الانزواء والموت البطيء ، وإنما يمكن أن يكون موتاً مادياً مباشراً سريعا وواسعا.”
― بين الثقافة والسياسة