أمريكا Quotes

Quotes tagged as "أمريكا" Showing 1-17 of 17
أحمد أبو خليل
“أمريكا لن تمانع بإرسال طائراتها تلقي علينا المسابح والطرح والسجاجيد للصلاة طلما أن صلاتنا وحجابنا هذا لن يملي عليهم أى سلوك حقيقى يغير فى معادلات القوى أو يتحرك الى مساحة الفعل على أرض الواقع”
أحمد أبو خليل, يومًا ما.. كنت إسلاميًا

منير العكش
“من الفلسفة الأخلاقية للأسقف لانسلوت أندروس الذي يقول "الأرض صحن من اللحم الموضوع على المائدة يقطع منه الإنسان ما يشتهي. وما إن يضع قطعة في صحنه، حتى تصبح له. كذلك إذا اقتطعنا بلدا لا يوجد فيه سكان بيض، يصبح لنا". (الفصل الرابع ص 65).”
منير العكش, أميركا والإبادات الثقافية

محمد إسماعيل المقدم
“حذر الرئيس الأمريكي " بنيامين فرانكلين " من الخطر اليهودي على الولايات
المتحدة في مؤتمر إعلان الدستور سنة ( ١٧٨٩ )، وكان مما قال: " إنني أحذركم أيها
السادة، إذا لم تمنعوا اليهود من الهجرة إلى أمريكا إلى الأبد؛ فسوف يلعنكم أبناؤكم
.( وأحفادكم في قبوركم ”
محمد أحمد إسماعيل المقدم, خدعة هرمجدون

منير العكش

منذ أن خلقت وأنا أسمع هذا الهراء والدجل عن أن الولايات المتحدة مثال للحرية و نبراس للديموقراطية ، وأن هذا البلد فريد جداً في التنور والإنسانية ، وأن التاريخ البشري لم يعرف بلداً آخر يحاكيه أو يضاهيه في ذلك ، وأن هذه "أمة القوانين" لا تعتدي ولا تغزو كما تفعل بلدان أخرى. إنني على يقين من أنكم سمعتم بهذا أيضاً ، فهذه هي الحقيقة الرسمية في الولايات المتحدة ، وهذا ما يتعلمه الأطفال في المدارس ، وما ُتحشى به أدمغة العامة. 
حسناً إن لدي خبراً مراً أزفه لكم: هذا كذب محض.
كل ذلك كذب وهراء و دجلّ. هكذا كان دائماً و أبداً. 
لننس الآن الحجج الدامغة التي تفند هذا الدجل من قبل السود والمتحدرين من أصل مكسيكي والمهاجرين الآسيويين هنا في شمال أمريكا (دون أن نذكر شعوب المكسيك ، ونيكاراغوا ، وغواتيمالا ، وبرتوريكو ، وهاواي ، والفليبين ، وساموا ، وتامور ، وغويان ، وجزائر المارشال ، وكوريا ، وفيتنام ، وكوبا ، والدومينيكان ، وغرانادا ، وليبيا ، ويناما ، والعراق ، وعشرات الشعوب الأخرى التي ذاقت ويلات الغزو والاحتلال الأمريكي) فهناك حرب إبادة دارت رحاها هنا في هذا البلد {الولايات المتحدة} أيضاً. 
إنني أتحدث هنا عن الإبادة التي تعرض لها هنود أمريكا - إبادة بدأت منذ اللحظة الأولى التي رست فيها أول سفنينة أوربية على شاطئ جزيرة ترتيل (السلحفاة) -أمريكا الشمالية كما يسميها الهنود- و لاتزال مستمرة حتى هذه اللحظة. ليس هناك من قانون لم تنتهكه الولايات المتحدة ولا جريمة ضد الإنسانية لم ترتكبها.... ومازالت الإبادة مستمرة حتى هذه اللحظة!
Russel Means 1992 
زعيم هندي 

منير العكش, أميركا والإبادات الجنسية

Isaac Bashevis Singer
“التقليد زائف دائمًا، والموسيقى تقليدها رديء أيضًا، العالم كله يريد أن يقلد أمريكا وهي تقلد العالم كله”
Isaac Bashevis Singer, Shosha

أحمد ناجي
“كل بطاقة تحتوي على اسم النبات وخصائصه وموطنه الأصلي. تمامًا مثل بطاقات الهوية، وتصاريح العمل للمهاجرين، حتى النباتات هنا لها أوراق وهوية! أتخيل الرحلة التي قطعتها من الفلبين إلى هنا، هل سافرت وهي شتلة؟ أم دخلت البلاد على هيئة بذور لتخضع للفحص الصحي والأمني أولًا؟ أم إن جدودها من حضروا أولًا منذ عقود وزرعوا في مشتل مع نباتات مهاجرة أخرى يتناسلون ويتوالدون، ويباعون للحدائق العامة والخاصة؟ هل هي جيل ثانٍ أم ثالث من المهاجرين؟ لا تذكر البطاقة التعريفية هذا التفصيل.
بعد كم عام يمكن أن يحصل النبات على الجنسية وبطاقة تصفه بأنه نبتة أمريكية؟ هل يصبح وقتها أمريكيًّا أم فلبينيًّا أمريكيًّا؟”
أحمد ناجي, النهايات السعيدة

Teun A. van Dijk
“ويعد تلاعب الولايات المتحدة الأميركية بالرأي العام العالمي فيما يخص الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر / أيلول – أبرز مثال على استراتيجية التعميم؛ إذ عمّمت النماذج العقلية المتطابقة القوية عند المواطنين لتكوين أيديولوجيات واتجاهات حبلى بالخوف من الإرهاب، وكل ما يتعلق به، ويعدّ هذا – أيضا – مثالا ملموسا وواقعيا على التلاعب الخطر؛ لأن التمثيلات الاجتماعية الناتجة منه لا تصب في مصالح المواطنين حين يتم تلاعب بأيديولوجياتهم واتجاهاتهم بهدف زيادة الاتفاق العسكري، وإضفاء الشرعية على التدخل العسكري، وتمرير تشريعات أو إجراءات تفرض قيودا صارمة على الحقوق المدنية والحريات في المجتمع (كقانون الوطنية الجديد في أميركا – Patriot Act) ويمثل التلاعب – في هذه الحال – نمطا من أنماط سوء توظيف السلطة؛ لأنه يهدف إلى إقناع المواطنين بأنه يجب الأخذ بهذه التدابير أو الإجراءات من أجل حمايتهم.”
Teun A. van Dijk, Discourse and Power

عبدالرحمن منيف
“...إن الطرف الآخر، الخصم، والذي كان أوروبيا خلال فترة طويلة سابقة، وأصبح الآن أمريكيا إسرائيليا، ليس غافلاً عن أهمية الثقافة والدور الذي يمكن أن تلعبه. ولذلك يعتبر أن الهزيمة العسكرية لا تكتمل إلا بالهزيمة السياسية، ولا تتكرس الإثنتان إلا بهزيمة الإرادة، أي روح المقاومة والتحدي. وطالما أن الثقافة تقوم بدورها الوطني، أي ترفض الاستسلام والتبعية، فإن أي نصر تحققه الآلة العسكرية يبقى مؤقتاً وقابلاً للإلغاء والتجاوز ما لم ترافقه هزيمة فكرية كاملة ونهائية.”
عبد الرحمن منيف, بين الثقافة والسياسة

عبدالرحمن منيف
“ورغم القوة الخارقة التي تبدو عليها أميركا، وقدرتها على فرض إرادتها، حتى على أصدقائها، فإن العدد العكسي قد بدأ. بدأ منذ أن انفردت بالقوة في مواجهة العالم كله؛ بدأ منذ أن استهانت حتى بحلفائها؛ بدأ منذ أن تكشفت على حقيقتها: كل شيء لها وحدها ولا شيء لأحد غيرها. إن وضعًا مثل هذا إذا فرض نفسه فإنه يحمل في أحشائه بذرة موته. وإذا كنا، نحن العرب، ندفع اليوم أولى وأقسَى "الفواتير" لأميركا، وهي غير راضية، فإن الآخرين مضطرون غدًا وبعد غد لدفع الأتاوات، وإحناء الرأس، أو لعمل شيء آخر، ويبدو أن الشيء الآخر هو ما سوف يحصل.”
عبد الرحمن منيف, بين الثقافة والسياسة

Noam Chomsky
“كان إيزنهاور قلقًا حول ما سمّاه «حملة كره» ضدنا في العالم العربي، ليست بين الحكومات وإنما عند الشعوب. وكان هناك تحليل بالوقت نفسه لإدارة مجلس الأمن القومي، أعلى هيئة تخطيطية، التي قالت: إن هناك حملة من الكره سببها وجود إدراك ملموس بأن الولايات المتحدة تدعم الديكتاتوريات، وتقف عائقًا أمام الديمقراطية والتنمية. لكن النقطة الأساسية التي تتعلق بهذه الثورة المميزة والمذهلة، النقطة الأساسية التي عبّر عنها مسؤول أردني كبير يرأس بحوث الشرق الأوسط لوقف كارنيجي الذي قال: إن المبدأ: مادام الناس هادئين فإن كل شيء رائع، وإن أصبح التوقف تامًا يجب القيام بشيء ما لإعادة فرض السيطرة. ذلك هو المبدأ الأساسي للحكم.”
Noam Chomsky, Who Rules the World?

فؤاد زكريا
“إن اسم ترومان يرتبط بتاريخٍ أسود ستلعنه من أجله كل أجيالنا التالية: هو القيام بأهم دور في قيام دولة إسرائيل، والاعتراف بها بعد خمس دقائق من إعلان قيامها، والضغط على أكبر عددٍ ممكن من دول العالم من أجل الموافقة على قرار الأمم المتحدة بشأنها. فهل هذه هي الأسباب التي أصبح من أجلها ترومان، في نظر هيكل، واحدًا من أعظم رؤساء أمريكا في العصر الحديث؟ أستطيع، من وجهة نظري الخاصة، أن أعطي هيكل كل الحق في تشبيهه لأنور السادات بترومان، إذا كان المقياس الذي نتبعه هو مقدار الخدمات التي يؤدِّيها الرئيس لدولة إسرائيل!”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“أما الطريق الآخر، فهو الطريق العكسي، أعني طريق الإذعان لمطالب أمريكا، وتقديم الخدمات والتسهيلات لها، وتحقيق مصالحها في المنطقة إلى الحد الذي يأمل أصحاب هذا الطريق أن يؤدي إلى تخفيف انحيازها لإسرائيل، ما دام هناك أصدقاءُ جدد يؤدُّون وظيفة إسرائيل التقليدية، وهي حماية المصالح الأمريكية، هذا الطريق إذن لا يكمن في تهديد مصالح أمريكا، بل في التنافس مع إسرائيل على حماية هذه المصالح، ونظرًا إلى أن الطريق السابق طويلٌ وشاق، ويفترض شروطًا يحتاج تحققها إلى ثورةٍ كاملة، لو حدثت لما عدنا نحتاج إلى هذا التحييد، فإن نوع التحييد الذي يمكن تنفيذه عمليًّا، في ظروف العالم العربي الراهنة، هو النوع الثاني؛ أعني التحييد الاستسلامي، ولهذا التحييد دائمًا ثمنٌ فادح، فما الذي يدفع أمريكا إلى الامتناع عن مساندة إسرائيل أو التخفيف من انحيازها لها؟ إن إسرائيل حليفٌ قوي، يحقق لها مصالحَ ضخمة: ردع قُوَى التحرر في العالم العربي، ضمان تدفق النفط للغرب، صدُّ «الخطر الشيوعي»، وعلى ذلك فالمطلوب منا أن نقوم نحن بأداء هذه الخدمات كلها لأمريكا، حتى تدرك أن مصالحها لا تتحقق على يد إسرائيل وحدها، لا سيما وأن لدينا مزايا خاصة، هي اتساع الرقعة جغرافيًّا، واستراتيجية الموقع، والموارد البشرية والمادية الكبيرة.

هذه هي النظرية التي تبنَّتها المدرسة الساداتية، عمليًّا، وكانت أولى خطواتها هي طرد الخبراء السوفييت إرضاءً لأمريكا، وتلتها خطواتٌ أخرى: منح القواعد أو التسهيلات العسكرية، المشاركة في بعض الحروب الصغيرة لصالح الغرب (زائير والصومال وتشاد وأفغانستان وغيرها)، تغيير اتجاه الاقتصاد بحيث يصبح رهينة للبنوك الأمريكية والدولية، وتأكيد دور القطاع الخاص مع الإقلال من أهمية القطاع العام … الخ.

وهكذا يؤدي الجري وراء سراب «التحييد»، إلى أن يصبح العرب أشبه «بالزوجة الثانية» للزوج الغني والقوي: أمريكا، وككل زوجةٍ ثانية، يتعيَّن على العرب أن يتفنَّنوا في إرضاء أمريكا وإغرائها بالتنازلات حتى تنصرف عن الزوجة الأولى (إسرائيل)، ومع كل ذلك فإن إسرائيل القوية، التي يتسم نظامها بالثبات، ولا يتصف بتقلبات الأنظمة العربية ومزاجيتها، والتي تشارك أمريكا «ديمقراطيتها» واعتمادها على مؤسساتٍ ثابتة، لا على أهواءٍ شخصية؛ إسرائيل هذه هي التي تكسب «الزوج» في النهاية، بعد أن تكون الزوجة الثانية قد أعطت أعزَّ ما تملك!

هذه هي النتيجة التي توصل إليها سياسة «التحييد» عمليًّا، وقد اختبرت هذه السياسة، كما قلت، في حرب أكتوبر، فكانت النتيجة مزيدًا من التدخُّل الأمريكي لصالح إسرائيل، مما جعل السادات نفسه يقول: أوقفت القتال؛ لأنني لا أستطيع أن أحارب أمريكا! ولكن المأساة هي أن نفس اللحظة التي بلغ فيها تدخل أمريكا لصالح إسرائيل ذروته، كانت هي اللحظة التي بلغ فيها هيام أصحاب سياسة «التحييد» بأمريكا أعلى قممه. ومنذ أن بذلت أمريكا أكبر جهد تملكه من أجل تزويد إسرائيل بأضخم كمية من الأسلحة لكي تقتل بها أبناءنا وتحتل أراضينا، أصبحت هي الصديق، ثم الحليف والوليف!”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“إننا نعلم جميعًا أن أجهزة الإعلام الغربية، والأمريكية بوجهٍ خاص، قد تعمدت أن تضخم صورة السادات، ولم يكن ذلك راجعًا فقط إلى إعجاب هذه الأجهزة بذلك الصديق المخلص الجديد، أو إلى صفاتٍ معينة في شخصيته، أهَّلته لكي يكون في نظرها «نجمًا»، وإنما كان يرجع قبل كل شيء إلى رغبتهم في الحصول منه على المزيد من التنازلات، عن طريق خدعة الإعجاب الإعلامي الزائد؛ فقد كان من الواضح أن لدى السادات، شأنه شأن معظم الحكام الفرديين، وربما بصورةٍ أشد تطرفًا من الباقين؛ ميلًا شديدًا إلى الإحساس بأهميته وخطورته، وكان ذلك يتجلى بوضوحٍ حين تنشر الصحف المصرية، على الدوام، تعليقات الصحف والإذاعات الأخرى على خطاباته؛ لكي تبين مدى إعجاب الآخرين به. وقد أتقن الأمريكيون فن دراسة نقط الضعف في شخصيات الزعماء، وخاصة في العالم الثالث، للاستفادة من نقاط الضعف هذه بقدر ما يستطيعون. وهكذا كان كل مقال يُكتَب عن السادات في صحيفةٍ أمريكية، وكل صورة له أو لأسرته، على غلاف مجلة أمريكية، تعني مزيدًا من التنازلات، ومزيدًا من الترحيب بالنفوذ الأمريكي، ومزيدًا من الامتيازات الاقتصادية أو العسكرية التي تُمنح للغرب بوجهٍ عام.”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“هكذا فإن الأمريكيين لا يكوِّنون صورتهم عن أي زعيمٍ على أساس فضائله الداخلية أو الشخصية، أو حتى طريقته السليمة في الحكم، بل على أساس ما يمكن أن يجنوه منه من فوائد، فالسادات كان معبود الأمريكيين، لا لأن شخصيته كانت محبَّبة لديهم؛ بل لأنه حقق لهم أكثر مما كانوا يحلمون في الشرق الأوسط كله، فأخرج السوفييت من أهم بلدٍ عربي، وفتح الأبواب للأسلحة والخبراء الأمريكيين، وأعطى الاستراتيجية الأمريكية قواعد أو ركائز أو تسهيلات (سَمِّها ما شئت، فالحقيقة واحدة)، وجعل محاربة الشيوعية هدفًا له الأولوية المطلقة على مكافحة الصهيونية، وتطرف في تحديد المقصود ﺑ «الشيوعية» حتى أدمج فيها كل حركةٍ وطنية تكافح الاستعمار والاستغلال، أما مسألة ما إذا كان حاكمًا جيدًا أو سيئًا، وما إذا كان قادرًا على حل مشاكل شعبه أم مشاركًا في تخريبه، فهذه مسائل لا تهم الأمريكيين كثيرًا، وكم من طاغيةٍ في أمريكا اللاتينية، مثلًا، كانت فضائحه وجرائمه على ألْسنة الناس في العالم أجمع، ومع ذلك كان الأمريكيون معجبين به أشد الإعجاب، ويساعدونه بكل طاقتهم في تثبيت حكمه الإرهابي، كما حدث في حالة سوموزا، وباتستا، وما يحدث حاليًّا في حالة بينوشيت.”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“كان هيكل يعرف جيدًا أن أمريكا لا ترتبط طويلًا بالعشيق الولهان بحبها أكثر مما يجب، والذي يفصح عن هذا الحب علنًا ودون مواربة، أنها سرعان ما تنبذ كل من يفضح غرامه بها؛ لأنها تفضل دائمًا العلاقات الخفية، المستورة، الشديدة الفعالية، ولا بأس — حتى — من مهاجمة أمريكا في العلن من آنٍ لآخر، حتى تظل الروابط الخفية قائمة. هذا هو قانون الغرام الأمريكي الذي لم يفهمه السادات، فدفع حياته ثمنًا لعدم الفهم.”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“فبعد أن وقَّع السادات معاهدة كامب ديفيد، بما فيها من بنودٍ مفصَّلة، بشأن انسحاب إسرائيل من سيناء والتطبيع معها، وبما فيها من إشاراتٍ قليلة شديدة الغموض عن القضية الفلسطينية، وبعد أن ثارت ثائرة العالم العربي على هذه المعاهدة، وقطعت معظم بلاده علاقاتها بنظام السادات، كانت أمريكا تستطيع أن تسلك طريقًا من طريقين:

الطريق الأول هو أن تدعم السادات وتضمن مستقبله السياسي، عن طريق إثبات صحة موقفه أمام العالم العربي، ويقتضي هذا الأمر أن تتطور الاتفاقية بحيث تصبح أكثر من مجرد صلح منفرد بين إسرائيل ومصر، أي أن تسير — كما طالب السادات مرارًا — في طريق التسوية الشاملة. مثل هذا المسلك سيكون فيه إنقاذ للسادات؛ لأنه رهن مستقبله السياسي، وعلاقاته مع العالم العربي بأسره، على هذا التوقع، ولو سارت أمريكا، ومعها إسرائيل، في هذا الطريق، وحققت للسادات على الأقل جزءًا مما يريد، خارج نطاق التسوية المحلية بين مصر وإسرائيل، لاستطاعت أن تعيد إليه مكانته في العالم العربي، ولأمكنها أن تربط كثيرًا من البلاد العربية بعجلة الاتفاقية الجديدة.

ولكن هذا الطريق كان ينطوي، من وجهة نظر أمريكا، على عيوبٍ واضحة: إذ إنه يؤدي إلى دفع ثمنٍ باهظ، هو الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة بعد ١٩٦٧م، وإلى توحيد البلاد العربية في خطٍ سياسيٍّ واحد، يقوِّي جبهتها في المطالبة بالحقوق الفلسطينية، وقد يؤدي في المدى الطويل إلى إنشاء كيانٍ فلسطيني على مستوًى معقولٍ، فضلًا عما تؤدي إليه التسوية الشاملة، بشروطٍ معقولة، من توفيرٍ ضخم للأموال والطاقات العربية في اتجاه التنمية والتعمير.

أما الطريق الثاني، الذي يرجح أن إسرائيل قد ألحَّت عليه، واستجابت لها أمريكا بعد أن اقتنعت بأنه أكثر تحقيقًا لمصالحهما المشتركة، فهو عدم مجاملة السادات، وعدم بذل أي جهد من أجل إنقاذه من ورطته، ما دام قد أدى مهمته الأساسية، وعدم التنازل لبقية العرب عن شيء، هذا الطريق يتضمن من وجهة النظر الأمريكية-الإسرائيلية، مزايا عديدة: بقاء العالم العربي ممزقًا وفي حالة ضعفٍ شديد، والاستفراد بكل دولة بعد الأخرى وعزلها عن الباقين، وإخراج مصر نهائيًّا من الصراع العربي الإسرائيلي، وضمان حرية الحركة الكاملة لإسرائيل. وهكذا فإن مزايا هذا الطريق أعظم بكثير، من وجهة نظر جبهة الأعداء، من الطريق الآخر.

وكان الثمن الوحيد الذي ينبغي دفعه في حالة اتباع هذا الطريق الثاني، هو التضحية بالسادات …”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي

فؤاد زكريا
“«لقد كانت المجموعة الأمريكية التي شيعت جنازته ضخمة إلى حدٍّ لم يُعرَف له مثيل من قبلُ، وهكذا فإننا بعد أن خذلناه حيًّا، قد احتضناه ميتًا.»١
في هذه الشهادة المباشرة، يظهر بوضوحٍ أن السادات كان، بالنسبة إلى أمريكا، قد استنفد أغراضه، وأدى ما هو مطلوب منه ثم تُرك لمصيره المحتوم، ولم يعد مجديًا بعد ذلك أن يحاول استرضاءهم بتصريحاتٍ حامية ضد الشيوعية؛ إذ إنهم كانوا قد أداروا له ظهورهم، وعندما زارهم قبل مصرعه بشهرين، كان واضحًا أنه لم يعد في نظرهم الزعيم المفضَّل الذي كان، ومنذ كامب ديفيد، بل منذ زيارة القدس، أدرك أصدقاء أمريكا، الأكثر منه ذكاءً والأبعد منه نظرًا، أن السفينة غارقة لا محالة، وهكذا قفز منها إسماعيل فهمي، ثم منصور حسن، ثم هيكل، الذي كان على أية حال واعيًا بأبعاد الأزمة قبل الجميع، ولو لم يكن القتل الفعلي قد تم بتدبيرٍ من أمريكا، لأمكن القول — على أقل تقدير — إن أمريكا هي التي قيدت يدَي السادات بالسلاسل، وأمسكت برأسه وشدتها إلى الوراء، ولم يبقَ إلا السكين التي تذبح.”
فؤاد زكريا, كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي