آداب النفوس Quotes

Rate this book
Clear rating
آداب النفوس آداب النفوس by الحارث بن أسد المحاسبي
290 ratings, 3.92 average rating, 58 reviews
آداب النفوس Quotes Showing 1-30 of 39
“أنيسُك اليوم هو أنيسك غداً في قبرك، وعملُك اليوم هو عملك غداً؛ فانظر من أنيسك وما عملك؟”
الحارث المحاسبي, آداب النفوس
“وعلامة اصحاب الجاه فِي الدُّنْيَا واصحاب الرِّيَاء المحبين لذَلِك انهم اذا سمعُوا الثَّنَاء والمحمدة احبوا ذَلِك وازدادوا عزة وإعجابا بِأَنْفسِهِم وغفلة عَن الاستدراج وتمادوا وتمنوا وطمعوا ان مَا ظهر عَلَيْهِم من اعمالهم كَانَ احب اليهم مَا خَفِي وَلم يخَافُوا من فتْنَة وَلَا من آفَة
وَكَذَلِكَ اذا كره المذمة انما كرهها لِأَنَّهُ احب ان يكون مَكَانهَا مِدْحَة وثناء لينال بذلك الجاه وَالْقدر والمنزلة والرفعة عِنْد النَّاس فَهِيَ كَرَاهِيَة سقيمة مذمومة وصاحبها مغرور مخدوع”
الحارث المحاسبي, آداب النفوس
“اعلم يا أخي أن الله جل ذكره قد افترض فرائض ظاهرةً وباطنة، وشرع لك شرائع، دلّك عليها وأمرك بها، ووعدك على حسن أدائها جزيل الثواب، وأوعدك على تضييعها أليم العقاب، رحمةً لك، وحذرك نفسه شفقةً منه عليك.

فقم يا أخي بفرائضه، والزم شرائعه، ووافق سُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، واتّبع آثار أصحاب نبيه، والزم سيرتهم، وتأدّب بآدابهم، واسلك طريقهم، واهتدِ بهُداهم، وتوسّل إلى الله بحبهم، وحب من أحبهم، فهم الذين أنابوا إليه وقصدوا قصده، واختارهم لصحبة نبيه، فجعلهم له أحباباً وأخداناً.

واعلم يا أخي أن علامة حبك إياهم: لزومك محجتهم، مع استقامة قلبك وصحة عملك، وحسن سريرتك لأمر دنياك وآخرتك، كما كان القوم في هذه الأحوال؛ فهذا يحقق منك صدق دعواك لحبهم والتمسك بسنتهم”
الحارث المحاسبي, آداب النفوس
“خف يا أخي من لسانك أشد من خوفك من السبع الضاري القريب المتمكن من أخذك، فإن قتيل السبع من أهل الإيمان ثوابه الجنة، وقتيل اللسان عقوبته النار إلا أن يعفو الله.

فإياك يا أخي والغفلة عن اللسان، فإنه سبعٌ ضارٍ وأول فريسته صاحبه، فأغلق باب الكلام من نفسك بغلقٍ وثيق، ثم لا تفتحه إلا فيما لابد لك منه، فإذا فتحته فاحذر، وخذ من الكلام حاجتك التي لابد لك منها وأغلق الباب.

وإياك والغفلة عن ذلك، والتمادي في الحديث، وأن يستمد بك الكلام فتُهلك نفسك، فإنه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاذ: وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم؟”
الحارث المحاسبي, آداب النفوس
“إنها أعمالٌ من البر كانوا يرون أنها مُنجيتُهم، فكانت هي مهلكتَهم؛ لما مازجها من الرياء وحب المحمدة من المخلوقين واتخاذ المنازل بالطاعات، وإقامة الجاه وحب القَدْر، والميل إلى ثواب المخلوقين.

فلما وردوا على الله عز وجل وجدوه قد أحبط أعمالهم وهم لا يشعرون؛ لأنهم كانوا قد تعجلوا ثواب أعمالهم من المخلوقين في الدنيا، فافتضحوا، وفضيحة ما هناك باقية، ولم يجدوا من ثواب أعمالهم إلا كما وجد صاحبُ السراب وصاحب الرماد.

فليس اسم الأعمال يُراد، ولا تزيين ظاهرها، ولكن تقوى الله وما يقرب إليه زلفى، فليت بين العبد وبين كل عمل يُباعد من تقوى الله ومن الله بُعدَ المشرقين”
الحارث المحاسبي, آداب النفوس
“ثم أوصيك يا أخي بعد مراقبةِ الله عند همّتِكَ إذا هممتَ، وعند كلِ حركةٍ تكونُ منكَ وكلِ سكون، أن تستمعَ من الله وتعقلَ عنه؛ فإن في هذا القرآن الذي أُنزل علينا تبيانُ كل شيء وعلمُ كل شيء
فعليك بتدبره وتأمله في الليل والنهار، وأعمِلْ نفسك في فهمه والعملَ به.”
الحارث المحاسبي, آداب النفوس
“قلتُ: فمَن أَرجَى الناسِ لقبول التوبة منهم؟
قال: أشدهم خوفًا وأصدَقهم ندامةً على ما كان منه وما شاهده الله واطَّلَع عليه من زلَلِـه وخطلِه وطول غفلته ودوام إعراضه، وأحسنهم تحفظًا فيما يستقبل. وإن استووا في ذلك فأشدهم اجتهادًا في العمل.
لأن علامة صدق الندم على ما مضى من الذنوب: شدة التحفظ فيما بقي من العمر، ومواثبة الطاعة بالجد والاجتهاد، واستقلال كثير الطاعة، واستكثار قليل النعمة، مع رقة القلب وصفائه وطهارته ودوام الحزن فيه وكثرة البكاء، والتفويض إلى الله تعالى في جميع الأمور، والتبرِّي إليه من الحول والقوة، ثم الصبر بعد ذلك على أحكام الله عز وجل، والرضا عنه في جميعها، والتسليم لأموره كلها.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“فإياك يا أخي والغفلة عن اللسان؛ فإنه سبعٌ ضارٍ وأول فريسته صاحبه.
فأغلِق بابَ الكلام من نفسك بغلق وثيق، ثم لا تفتحه إلا فيما لا بُد لك منه، فإذا فتحتَه فاحذر، وخذ من الكلام حاجتك التي لا بُد لك منها وأغلِق الباب.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“ومِن علامة المتوكِّل أنه يُؤْثِر الصدقَ حيث يضرَُه على الكذب حيث ينفعه؛ لأنه لم يَصِحّ لِمن توكَّل عليه أن يخاف غيرَه.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“واعلمْ يا أخي أن الناس إنما يُخلِصون في أعمالهم على قدْر معرفتهم به، ويتواضعون لله على قدر معرفتهم به، ويشكرون الله على نِعَمه على قدر معرفتهم به، ويرجون الله ويخافون على قدر معرفتهم به، ويحسنون الظن على قدر معرفتهم به، ويصبرون على طاعته وعن معصيته وعلى كتمان طاعته وعلى المصائب التي تَنزِل بها أحكامُه على قدر معرفتهم به، ويحبون ما أَحَبَّ ويبغضون ما أبغض على قدر معرفتهم به.
فمَن فاتته المعرفةُ بالله؛ دَخَلَه النقصُ في جميع ما ذكرنا، على حسب ما فاته من المعرفة وعلى حسب ما رُزِقَ منها، فكذلك حظه من الخير والشر.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“اترُكْ خوفَ الدنيا، تأمن الآخرة. واطلُبْ أمنَ الآخرة بخوف الدنيا.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“وماذا يُغْني العزمُ مِن الذي ليس بيده الأمر؟”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“فأبلغُ الأعمالِ إلى رضوان الله: مفارقةُ ما يكره اللهُ، ثم مباشرةُ ما يحب الله تعالى وما رغَّبَ فيه.
فانظر يا أخي؛ إذا أصبحتَ، فلا يكن شئٌ أهم إليك من أن تميت خصلة تهواها نفْسُك مما يكره اللهُ تعالى، فإنه يحيا لك مكانها خصلةٌ مما يحب الله، ولك بعد ذلك التضعيف من النور الساطع في قلبك والفهم.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“ومن علامة معرفة النفس: سوء الظن بها.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“فإن الإنسان يحب اسمَ الخير ويكره نفْسَ الخير، ويكره اسم الشر ويحب نفس الشر.
فما أَحَبَّ إلى الانسان اسم الصدق، وما أثقلَ عليه نفْس الصدق! وما أَشدَّ بُغض الإنسان لاسم الرياء، وما أَحبَّه إليه، وأَخفَّه عليه، وأشد استعماله له!”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“يا أخي، إن الجائع يحب الخبز، وإن العطشان يحب الماء، ولو جُعِل الخبز والماء بين أيديهما على مائدة، أو عُلِّق في أعناقهما، ما نفَعَهما عِلمُهما بأن الخبز والماء معهما، ولا ينفعهما قربهما منهما دون أن يأكلا من الطعام ويشربا من الشراب.
وهكذا أنت؛ لا ينفعُك علمك بالخير ولا قربه منك ولا حبك له حتى يكون فيك وتكون من أهله، بل لا أزعم أنك تحبه، ولكنك مخدوع أو مخادع في دعواك أنك تحبه.
يا أخي، هل رأيت عطشان استمكن من الماء البارد فلم يشربه، إلا مُدَّعٍ للعطش ليس بعطشان؟
أو هل رأيت جوعان وجد طعامًا قد أمكنه فلم يأكله، إلا مدع للجوع ليس بجوعان؟
فما أَبْيَنَ إبطال دعواك فيما تزعم أنك تحب الخير وأهله، إذا قِسْتَ ما تحب من الدنيا بما تحب من الآخرة؛ لأني أراك إذا أحببت شيئًا من الدنيا أحببت ألا يكون له مالِكٌ غيرك. هذا هو الحب الصادق بعينه. فإذا أحببت شيئًا من أعمال الصالحين -فيما تزعم- فليس شيء أثقل عليك من أن تكون أنت صاحبه. ولو كنت محبًّا له لأحببت ألّا يكون أحدٌ سبقك، ولا يملك منه أكثر من الذي تملك.
يا أخي، أما آنَ لك أن تمَلَّ وتشبع من الكذب والاغترار بالله تعالى؟”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“ومِن علامة اليقين في العبد: إدامة الحزن فيه.
يا أخي، ولو لم يَحزن العبدُ إلا لِما يكون فيما يستقبل من الأعمال من الجفاء والسهو والغفلة وقلة الصدق في فرضه ونافلته مثل الذي قد عمل، ولِما يجد فيها من قلة الحياء والمراقبة؛ لكان جديرًا أن يحزن ويهتم.
ولو لم يحزن ويهتم إلا لأنه لو جاء من الأعمال بمثل أعمال الملائكة والجن والإنس والعالمين كلهم، لم يكن عنده عِلمٌ في ذلك أنه في المقبول أو في المردود، ولا يدري أيُقبَل من ذلك كله مثقال ذرة أو يُرَدُّ عليه؛ لكان ينبغي له أن يحزن.
ولو لم يحزن إلا لأنه لو قيل له: اختر من عمرك أي ساعة شئت لم تعص الله فيها لسبب من الأسباب، لَما كان يجد ذلك؛ لقد كان ينبغي له أن يحزن.
ولو لم يحزن إلا لأنه لو قيل له: هل تعرف ساعة واحدة من عمرك أدَّيتَ إلى الله سبحانه فيها جميعَ ما أوجبه عليك كما أوجبه، لقال: ما أعرِفُها؛ لقد كان ينبغي له أن يحزن.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“فما بالُ العبد يتعلم كيف يعمل، ويتحمل مؤنة العمل، فيعمل بما قد علم، ولا يتعلم كيف ينوي؟! فيتعلم من العلم ما يعمل به وما لا يعمل، ولا يتعلم صدق النية؛ لا فيما يعمل به ولا فيما لا يعمل.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“التغافُل عما يكره اللهُ قسوةٌ في القلب، وفي قساوة القلب ذهاب حلاوة الأعمال، وفي ذهاب حلاوة الأعمال قلة الطاعات، وفي قلة الطاعات قلة الشكر، وفي ترك الشكر فساد ما عملت، وحرمان ما طلبت، وانقطاع الزيادة.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“التيقُّظ: تقريب الأجل، ومراقبة الموت، والفكر فيما يصير إليه العبد من بعد الموت؛ ومن هذا يفتح لك باب العمل، فتبتدر إليه قبل أن يبتدر إليك الموت، وتستغنم كل ساعة من حياتك قبل انقضاء الأجل.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“التيقُّظ أصلُ كل خير، كما أن الغفلة أصل كل شر.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“وأشدُّ الغفلةِ: الذي أنت عنه غافل.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“وحُبُّ العِزِّ أصلٌ، ومنه مَخرجُ حُبِّ الرئاسة والجاه عند الناس ومنه الكِبْر والفخر ومنه الغضب والحسد ومنه الحقد والحمية والعصبية. والنفْس عاشقةٌ له، وهو قرة عينها، وهو أَحبُّ أليها مِن أُمِّ واحدٍ لواحِدِها.
وبَلَغني أنه آخِر ما يبقى في قلوب تاركي الدنيا للآخرة؛ وذلك لصعوبةِ تمكُّنِه من النفس.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“واحذر الحَسَناتِ التي تُباعِد بينك وبين طريق الصالحين؛ فما أقربَ القارئَ المتعبد بغير معرفةٍ أن يتكبر على عباد الله عز وجل، ويَمُنَّ على الله سبحانه وتعالى بالحسنات التي لو وكله إليها كان فيها هلاكه.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“وقال لي: قد علمت من أين غلطتَ: أحسنتَ الظن بنفسك، فتاقت إلى درجات المحسنين بخلاف سيرتهم، من غير إنكار منك عليها لمساوئ أعمالها، ولا دفع لما ادَّعَته من أعمال الصادقين.
وأسأتَ الظن بغيرك، فأنزلتَهم في درجة المسيئين، إغفالًا منك لشأنك، وتفرغتَ للنظر في عيوب غيرك.
فلمَّا كان ذلك منك كذلك، عوقبتَ بأن غارت عيون الرأفة والرحمة من قلبك، وانفجرت إليه أنهار الغلظة والقسوة، فأحببتَ أن تنظر إلى الناس بالإزراء عليهم والاحتقار لهم وقلة الرحمة، وأردتَ أن ينظروا إليك بالتعظيم والمهابة والرحمة؛ فمَن وافقك منهم على ذلك نال منك قربًا ومحبة، ونلتَ أنت من الله تعالى بُعدًا وسخطًا، ومن خالفك فيه ازداد منك بُعدًا وبغضًا، وازددتَ أنت من الله بُعدًا وسخطا.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“ولو كنتَ ممن يتفقد أمرَه لعلمتَ ماذا دخل عليك من الندامة والحسرة حيث فارقَتك المراجعةُ في صلاة الفريضة؛ فلَم تدرِ ماذا قرأ إمامُك، ولم تدر أفي فرضٍ كنتَ أم في نافلة؟ في صلاةٍ كنت أم في غيرها؟”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“إن الانسان عند معرفة عيْب نفسه أَبْلَه وعند معرفة عيب غيره جِهْبيذ؛ فيَحتقر عيبَ أهل كل صناعة وأهل كل عمل من أعمال الدنيا والآخرة ويحتقر عيب مَن هو في مثل مرتبته، ويستعظم ذلك مِن كل مَن رآه منه. فإذا أتى على عيب نفسه، جازَهُ إلى عيوبهم كأنه أعمى عنه لم يره.
وهو يطلب العذر لنفسه ولا يطلبه لغيره؛ فهو في طلب عذرها جهبيذ وفي طلب عذر غيرها أبله.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“فلتكن همتك في النظر في مرآة الفكر كالهمة بالعمل وأكثر من ذلك؛ فإنه ليس شهوات الذنوب والسيئات وشهوات المطاعم والمشارب والملابس والبناء والمراكب والمناكح والذهب والفضة بأغلب على أصحابها من شهوات الجاه وحب الرئاسة وإقامة القدْر واتخاذ المنزلة وقبول الأمر والنهي وقضاء الحوائج وحب العدالة عند الجيران والأصحاب والإخوان والمِدْحة على أصحاب البر في حسناتهم.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“وإنَّ أكثر ما بُلِيَ به العبد من أهل الدنيا: الناس. وأَفتَنُ الناسِ لك وأكثرُهم لشغلك: إنما هو بمعارفك منهم. وأَشغَلُ معارفِك لك وأكثرهم عليك فتنة: مَن أنت بين ظهرانيهم، ينظرون إليك وتنظر إليهم ويكلمونك وتكلمهم.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس
“فمَن كانت له عناية بنفسه وخاف عليها التلفَ طَلبَ لطائفَ الأسباب بدقائق الفِطَن وغائصِ الفهم، حتى يصل إليها. فإذا وصل إليها تمسَّك بها وعمل عليها؛ لأن المعرفة لآفات العمل تكون قبل العمل، ومعرفة الطريق قبل سلوكه، وحاجة العبد إلى معرفة نفسه وهواها وعدوه ومعرفة الشر أشد إنْ كان كَيِّسًا، وهو إلى ذلك أفقر إن كان فطِنًا معنيًّا بنفسه.
لأنه ليس العمل بكل الخير يَلزَم العبد، والشر كله لازمٌ للعبد تركُه، ومَن تَرَك الشرَّ وقَعَ في الخير، وليس كل من عمل بالخير كان من أهله.
ومعرفة العبد للشر فيها عِلمُ الخير والشر، وليس في معرفة الخير العِلمان جميعا؛ لأن كل مَن مَيَّزَ الخيرَ مِن الشر فعزَلَه واعتزلَه، فكل ما بقي بعد ذلك فهو خير كله. وقد يمكن أن يعلم الخير ولا يحسن أن يميز ما فيه من الشر من الآفات التي تفسده وتبطله؛ لأن الخير مشوب ممازج بالشر، والشر شرٌ كله.”
الحارث بن أسد المحاسبي, آداب النفوس

« previous 1